أكد السفير الألباني لدى البلاد، إلير هوسا، أن «الكويت ليست فقط دولة صديقة، بل شريك استراتيجي لألبانيا»، مشيراً إلى أن العلاقات بين البلدين «متجذّرة وقوية وتعود إلى عام 1968، وقد تطورت بشكل كبير، خصوصاً منذ بداية التسعينيات، لتتحول إلى نموذج ناجح للتعاون المتعدد المجالات».
وفي مؤتمر صحافي عقده لمناسبة احتفال بلاده بالعيد 113 لاستقلالها، الذي تحتفل به اليوم، قال هوسا: «تملك الكويت بصمة واضحة ورمزية مؤثرة في ألبانيا، تعكس عمق العلاقة بين البلدين. ففي قلب العاصمة تيرانا هناك شارع يحمل اسم الكويت، وهو من الشوارع الحيوية التي يرتادها الجميع، وقد أصبح رمزاً للاحترام المتبادل بين الشعبين».
وتابع: «كما دشّنت ألبانيا نصباً تذكارياً يخلّد الصداقة بين دولتينا، وهو محطة ثابتة في زيارات كبار الضيوف الرسميين في تيرانا. كذلك صدر في ألبانيا طابع بريدي يحمل صورة الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، تخليداً لدوره الكبير في دعم التنمية والسلام على مستوى العالم، وبشكل خاص في دعم ألبانيا عبر الصندوق الكويتي للتنمية».
وأكد السفير أن «هذه الرموز ليست مجرد مبادرات بروتوكولية، بل تعبير صادق عن عمق الروابط بين بلدينا، وعن الامتنان الألباني للدعم الكويتي المتواصل».
وأردف قائلاً: «الكويت ساهمت عبر الصندوق الكويتي للتنمية في تنفيذ بنية تحتية أساسية في ألبانيا، مما كان له أثر مباشر في تحسين الخدمات وتعزيز النمو الاقتصادي. وهذه المشاريع ستظل شاهداً على روح التعاون بين بلدينا».
وفي الجانب الاقتصادي، قال السفير: «هناك رغبة متبادلة في توسيع وتعزيز الاستثمارات الكويتية في ألبانيا، خاصة في القطاعات الواعدة مثل السياحة، والعقارات، والطاقة المتجددة، والزراعة». وأوضح أن بلاده «تقدّم فرصاً جذابة للمستثمرين الكويتيين، لا سيما مع الإصلاحات الاقتصادية المتسارعة والبيئة الاستثمارية المحفّزة».
وتحدّث السفير عن السياحة قائلاً: «الكويتيون يشكّلون شريحة مهمة من السياح الذين يزورون ألبانيا سنوياً، وهم محلّ ترحيب كبير». وأشار إلى أن «الكويتي لا يحتاج إلى تأشيرة لدخول ألبانيا، ويمكنه الإقامة لمدة 90 يوماً خلال كل 6 أشهر».
وفيما يتعلق بالثقافة والتعليم، قال: «نبحث حالياً في توسيع برامج التبادل، ومنح المزيد من الفرص للطلاب الكويتيين للدراسة في ألبانيا، وللطلبة الألبان أيضاً للدراسة في المؤسسات الكويتية».
كما تحدّث كذلك عن الجالية الألبانية بالكويت قائلاً: «هناك جالية ألبانية محترفة تعمل في قطاعات متعددة، وتساهم بتعزيز صورة بلدنا وفي تطوير العلاقات بين الجانبين. نحن فخورون بهم، ونسعى دائماً إلى دعمهم».
وأشار إلى أن «العلاقات الألبانية الكويتية ليست مجرد علاقات دبلوماسية رسمية، بل علاقة صداقة واحترام متبادل وشراكة استراتيجية تمتد لخمسة عقود ونصف، ونتطلع إلى مستقبل مشترك أكثر قوة وازدهاراً».
المصدر: جريدة الجريدة
