سعد الحوطي يكتب.. الغالي أبا يوسف
انتقل إلى رحمة الله تعالى أحد رجالات نادي الكويت الرياضي وأحد أعضائه الكبار ومؤسسي نادي الكويت الرياضي وصاحب العطاءات السخية للنادي والذي ستظل إسهاماته ودعمه لنادي الكويت ولاعبيه نموذجاً عبر الأجيال القادمة، وسيظل المرحوم رجلاً من أعز الرجال على قلبي وقلب الكثير من الرياضيين.
المرحوم بإذن الله بدر يوسف النصرالله الذي كان بمثابة الأب والعم والذي لن أنساه ولن أنسى كل أفضاله عليّ وما قدمه لي من رعاية وتوجيه واحتضان في فترة انتسابي لنادي الكويت خصوصاً في بداية حياتي مع الأشبال ومن ثم انتقالي للعب مع الفريق الأول في سن صغيرة، وكانت لرعايته لي واهتمامه وتواصله معي ومع أهلي وحرصه الكبير على متابعتي الأثر الكبير لما وصلت إليه من مستوى فني وتربوي.
تعلّمت منه كيفية التعامل مع الحياة بشتى ظروفها وأن أكون دائماً مع الحق ومخلصاً عندما العب مع نادي الكويت والمنتخب الوطني، فكان ناصحاً لي ورعاني بكل أمانة وصدق.
رحمك الله يا أبا يوسف، وغفر الله لك وأسكنك جنات الخلد والنعيم. ولقد كان المرحوم في سنواته الأخيرة رغم تقدمه في السن متابعاً لنادي الكويت الرياضي وتحديداً الشباب الذين هم أساس بناء الفرق الكبيرة، وكان اهتمامه ومتعته أن يحضر مبارياتهم ويجلس على المدرجات ويحضر قبل المباراة بفترة زمنية ويتابع اللاعبين ويقدم لهم الحوافز التي تشجعهم للفوز، وفي آخر سنواته الأخيرة تعب كثيراً خاصة بعد رحيل صديق عمره المرحوم جاسم المرزوق وزير التربية الأسبق وتأثر بفراقه.
وكانت لي ذكريات كثيرة خصوصاً عندما نذهب معه إلى الشاليه بمنطقة النويصيب مع زملائي من اللاعبين محمد شعيب والمرحوم عيسى الجساس، وإبراهيم الخشرم صديق يدعى داوود انتقل إلى رحمة الله، فكانت من أجمل الأوقات التي نستمتع بها مع بعض في النهار نكون في البحر، وفي الليل يمتعنا النجم الكبير إبراهيم الخشرم بالطرب والأصوات الكويتية وزهيريات وأغاني العدنيات الجميلة فكان الوقت يمضي ونحن لا نشعر به من الأجواء الرائعة وصفاء القلوب النظيفة.
ولقد كنت متواصلاً مع المرحوم بدر النصرالله وزرته أكثر من مرة خصوصاً عندما يحرز نادي الكويت البطولات مثل آخر مرة عندما فزنا بكأس الأمير.
وفي إحدى الزيارات كان معي أخي العزيز النجم جاسم يعقوب وقدمنا له فانيلة المنتخب الكويتي وعليها توقيعنا إهداءً منا للمرحوم، وكانت زيارتي قبل الأخيرة مع زوجتي أم محمد في منزله مع الأخ فهد الطاحوس وحرمه شيخة الملا ابنة أخت المرحوم بدر النصرالله، وآخر زيارة لي كان قبل شهر رمضان والتقيت فيه في محله في منطقة أسواق القرين.
رحمك الله وأسكنك جنات الخلد والنعيم يا من عطيت بحب وهدوء ومن دون ضجة ورحلت بهدوء وتركت قلوباً تبكي على رحيلك بحسرة وحزن شديد..
وسأظل أتذكرك يا مَن حميتني ورعيتني مثل حب الأب لولده.
عزائي لعائلة النصرالله جميعاً بوفاة فقيدهم الغالي.. وأعزي نفسي بوفاة والدي بدر يوسف النصرالله.
و«إنّا لله وإنّا إليه راجعون».
المصدر: الراي