اختتم ولي العهد سمو الشيخ صباح الخالد بنجاح زيارته الرسمية الأولى لليابان في الفترة من 28 إلى 31 مايو الماضي. وكانت للزيارة معانٍ خاصة بالنسبة لكلا البلدين.
أولاً، كانت هذه أول زيارة رفيعة المستوى للقيادة الكويتية لليابان منذ تسع سنوات، وتحديداً منذ زيارة رئيس الوزراء الراحل الشيخ جابر المبارك في 2016.
ثانياً، اتفق الطرفان خلال الزيارة على النهوض بالعلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وتم توقيع خمس مذكرات تفاهم لتعزيز التعاون المشترك. وبفضل هذه الخطوة، ارتقى سمو الشيخ صباح الخالد بالعلاقات اليابانية الكويتية إلى مستوى جديد من التعاون.
ثالثاً، التقى سموه جلالة الإمبراطور ناروهيتو، وصاحب السمو الإمبراطوري ولي العهد الأمير أكيشينو، على التوالي، مما عمّق أواصر الصداقة طويلة الأمد بين العائلة الإمبراطورية في اليابان والأسرة الحاكمة في الكويت.
بصفتي سفيراً، حضرتُ اجتماع القمة الذي أعقبه غداء عمل، بين رئيس الوزراء إيشيبا شيغيرو، وسمو الشيخ صباح الخالد، برفقة كبار المسؤولين، بمن فيهم وزير الخارجية عبدالله اليحيا، فقد كان الاجتماع مثمراً للغاية، في إطار من الود، حيث تم استعراض سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، لا سيما في مجال الطاقة النظيفة وإزالة الكربون، إضافة إلى قطاعي الكهرباء وتحلية المياه، فضلاً عن التعاون في الشؤون الإقليمية والدولية.
وخلال الزيارة تم التوقيع على خمس مذكرات، أبرزها يتعلق بتدريب الدبلوماسيين والتعاون في مجال الكهرباء والماء والطاقة المتجددة وكذلك التعاون في مجال الاستثمار المباشر، فضلا عن مذكرة بين الوكالة اليابانية للتعاون الدولي والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية.
كما قام الشيخ صباح الخالد بزيارة مثمرة لمعرض إكسبو 2025 في أوساكا، حيث حظي سموه باستقبال حافل، وكنت على علم بأن جناح الكويت يحظى بشعبية كبيرة، لكنني انبهرت عند رؤيتي للأعداد الهائلة من الزوار الذين يقفون في طوابير طويلة لدخول الجناح، ما يعكس مدى الاهتمام والإقبال الكبيرين، ويبدو أن زيارة سموه أسهمت بشكل واضح في تعزيز مكانة جناح الكويت وزيادة شعبيته بين الزوار.
بُنيت العلاقات بين اليابان والكويت على أسس من الثقة والصداقة، إذ تعود جذورها إلى التعاون النفطي الذي بدأ في 1958، مع اعتراف اليابان باستقلال الكويت في 1961، ودعمها خلال حرب الخليج عام 1990، إضافة إلى المساعدات الكويتية السخية التي قدمت عقب زلزال شرق اليابان الكبير عام 2011.
وفي المستقبل، يتطلع البلدان إلى تعزيز التعاون متعدد الأوجه والمستدام في مختلف القطاعات، بما في ذلك السياسة، والاقتصاد، والثقافة، استنادا إلى القيم والمصالح المشتركة.
وأنا على يقين راسخ بأن زيارة سمو ولي العهد ستفتح آفاقا جديدة أمام علاقاتنا، مما سيسهم في تطوير وتعزيز التعاون الياباني الكويتي بشكل أكبر، ويضع أسسا لمستقبل مزدهر يخدم مصالح بلدينا وشعبينا.
* سفير اليابان لدى دولة الكويت
المصدر: جريدة الجريدة