سلّط رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الضوء على أهمية دولة الكويت في حفظ جزء من التراث الحضاري الهندي، وذلك خلال كلمته في المؤتمر الدولي «غيَان بَهرَتَم» (Gyan Bharatam) الذي انعقد قبل أيام في «فيجيان بهاون» بنيودلهي.

وشارك مودي بتجربة شخصية من زيارته للكويت، حيث التقى بأحد المواطنين الكويتيين الذي عرض عليه «مجموعة من الوثائق النادرة» التي توثق طرق التجارة البحرية القديمة للهند. وأعرب رئيس الوزراء عن تقديره العميق لهذا الجهد الفردي، مؤكدًا أن مثل هذه الكنوز الموزعة حول العالم يجب أن تُوثق وتُرقمن وتُدرج ضمن التراث الحضاري للهند.

وأكد مودي أن «الهند تملك اليوم أكبر مجموعة من المخطوطات في العالم، بما يقارب 10 ملايين مخطوطة محفوظة في مختلف أرجاء البلاد»، مشيرًا إلى أن «هذه الوثائق لا تمثل التاريخ فقط، بل تجسد روح الهند وثقافتها الممتدة عبر آلاف السنين».

وأوضح أن «الكثير من هذه المخطوطات تم فقدانها عبر العصور بسبب الحروب والدمار، لكن ما تبقى منها ما زال يمثل شهادة على شغف الأجداد بالعلم والمعرفة». وأضاف أن المواد المستخدمة في تدوين هذه المخطوطات مثل أوراق البَهوْج والرقوق النخيلية كانت هشّة ومعرّضة للتلف، لكن الأجيال المتعاقبة حافظت عليها بإخلاص، انطلاقًا من إيمانهم بأن «الكلمة المكتوبة مقدسة».

وأشار رئيس الوزراء إلى أن «الهند، على مر العصور، كانت وما زالت تبني تقاليدها المعرفية على أربعة أعمدة: الحفظ، والابتكار، والإضافة، والتكيّف. فالهند لم تكتفِ بحفظ التراث، بل أضافت إليه وطورته، حتى في مجالات مثل الأيورفيدا، والعمارة، والفلك، والطب، وغيرها».

كما لفت إلى أن «المخطوطات الهندية موجودة اليوم بأكثر من 80 لغة، منها السنسكريتية، والبرَكْريت، والبنغالية، والمليالم، والكانادية، وغيرها»، مشيرًا إلى أن هذه النصوص تغطي طيفًا واسعًا من المواضيع، من الفلسفة والطب، إلى علم الفلك والفنون والرياضيات.

وشدد على أن «الهند تسعى حاليًا إلى توسيع نطاق مبادرة (غيَان بَهرَتَم) لتشمل توثيق وتوحيد هذه الكنوز، حتى تلك الموجودة في الخارج، مثل ما عُثر عليه في الكويت»، لافتاً إلى أن بلاده «لم تعد تُقاس بمعايير القوة الاقتصادية فقط، بل أصبحت تُعد اليوم حامية للتراث الثقافي العالمي».

وختم كلمته بالتأكيد على أن «الهند لا تسعى فقط لحماية تراثها، بل لتقديمه للعالم على أنه إرث إنساني مشترك»، داعيًا إلى «مكافحة القرصنة الفكرية عبر رقمنة هذه النصوص وإتاحتها عالمياً».

المصدر: جريدة الجريدة

شاركها.