دراسة: الصداع النصفي المستمر قد يكون مؤشرا لمرض أكثر فتكاً
يعاني الملايين حول العالم من الصداع النصفي المستمر تقريبًا والذي يمكن أن يكون منهكًا لدرجة أنهم يضطرون إلى الاتصال بالعمل وإلغاء الخطط.
وبينما يمكن أن تكون الحالة العصبية خطيرة بما يكفي في حد ذاتها، فإنها يمكن أن تكون أيضًا علامة على حالة صحية خطيرة ربما لا يدرك البعض أنهم مصابون بها.
واكتشف باحثون في هولندا أن الصداع النصفي عند النساء، ولكن ليس الرجال، مرتبط بارتفاع ضغط الدم، حيث أن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أكثر عرضة بنسبة 16% على الأقل للإصابة بالصداع النصفي أيضًا.
ورجحت نتائج الدراسة، التي نُشرت في دورية «Neurology»، أن الصداع النصفي وضغط الدم يمكن أن يكونا مرتبطين لأن ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يقلل من تدفق الدم في الأوعية الدموية الصغيرة. ويمكن أن يقلل من إمدادات الأكسجين إلى خلايا المخ وبالتالي يؤدي إلى نوبة صداع نصفي.
كما ارتبط ارتفاع ضغط الدم بعدد لا يحصى من الحالات الصحية الأخرى، بما يشمل السكتة الدماغية والنوبة القلبية لأن الضغط المرتفع يمكن أن يزيد من خطر تجلط الدم في المخ وتلف الأوعية الدموية.
وقال الباحثون إن نتائجهم لم تظهر أن جميع الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم يصابون بالصداع النصفي، إنما يمكن أن يكون ضغط الدم المرتفع محركًا محتملًا للحالة.
وبينما لم يوص الفريق الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي بفحص ضغط الدم بانتظام، تؤكد فرقة عمل الخدمات الوقائية الأميركية (USPSTF) بفحصه مرة واحدة على الأقل في السنة لمن تزيد أعمارهم عن 40 عامًا، مع مراعاة أن ضغط الدم الصحي لمعظم البالغين هو نحو 120/80 مليمتر زئبق.
وقالت عالمة الأدوية في مركز إيراسموس الطبي والتي قادت البحث، الدكتورة أنطوانيت ماسين فان دن برينك «أظهرت الأبحاث السابقة أن الصداع النصفي مرتبط بارتفاع خطر الإصابة بالأحداث القلبية الوعائية مثل السكتة الدماغية وأمراض القلب والنوبات القلبية، ولكن لا يُعرف الكثير عن كيفية ارتباط عوامل الخطر للأحداث القلبية الوعائية بالإصابة بالصداع النصفي».
وبحثت الدراسة في عوامل الخطر المعروفة لأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل مرض السكري والتدخين والسمنة وارتفاع نسبة الكوليسترول، وتوصلت إلى أن هناك زيادة في احتمالات الإصابة بالصداع النصفي فقط لدى المشاركات الإناث ذوات ضغط الدم الانبساطي المرتفع.
كما نظر الباحثون في كيفية ارتباط التدخين والسكري بالصداع النصفي، حيث اكتشفوا أن المدخنين لديهم خطر أقل بنسبة 28% للإصابة بالصداع النصفي، وأن مرضى السكري لديهم خطر أقل بنسبة 26%.
وقالت الدكتورة ماسين: «يجب تفسير هذه النتائج بحذر، لأنها لا تثبت أن التدخين يسبب انخفاض خطر الإصابة بالصداع النصفي»، موضحة أن «التدخين يمكن أن يؤدي إلى إثارة نوبات الصداع النصفي، وبالتالي، فإن الأشخاص الذين يختارون التدخين هم أقل عرضة للإصابة بالصداع النصفي».
وقد أشارت الأبحاث السابقة إلى أن النيكوتين الموجود في السجائر يمكن أن يكون له تأثير مسكن للألم، أو مخفف للألم، مما يقلل من خطر الإصابة بالصداع النصفي، في حين قد يتناول مرضى السكري أدوية خفض ضغط الدم، مما يقلل أيضًا من المخاطر. ولكن في الحالتين يتم الحد من تمدد الأوعية الدموية الصغيرة، أو تضخمها، مما يقلل من تدفق الدم ويزيد من خطر الإصابة بالصداع النصفي.
المصدر: الراي