داء الكلب يثيرُ القلق في دولة عربية
أطلقت السلطات الصحية في تونس حملة تطعيم واسعة في مواجهة انتشار داء الكلب وذلك بعد تسجيل 9 وفيات جراء انتشار العدوى من القطط والكلاب المصابة إلى عدد من المواطنين.
ودعت وزارة الصحة المواطنين إلى عدم الاقتراب من القطط والكلاب الضالة أو إطعامها تجنباً للعدوى، وإلى التوجه إلى أقرب مركز صحي في حال تعرضهم إلى العض أو الخدش من هذه الحيوانات، للحصول على التطعيمات اللازمة.
ورفعت الجهات الصحية في عدد من أقسام الطوارئ المعنية بالتلقيح ضدّ داء الكلب إلى 315 قسما بمؤسسات صحية موزعة على كامل تراب الجمهورية، كما حددت عدد من المناطق الحمراء التي تنتشر فيها إصابات داء الكلب في محافظات الوسط والشمال الغربي وتونس الكبرى.
ومن جهته أكد عميد الأطباء البياطرة أحمد رجب على ضرورة تلقيح الكلاب السائبة ضدّ داء الكلب وليس فقط الكلاب المملوكة، مشيرا إلى ارتفاع الإصابة بالوباء خلال السنوات الأخيرة جراء انتقال داء الكلب من الحيوان المصاب إلى الإنسان، داعيا إلى ضرورة قنص الكلاب السائبة رغم أنه ليس الحل الوحيد الناجع لكن وجب اليوم تطبيقه كضرورة قصوى خاصّة في المناطق الموبوءة.
وأشار عميد البياطرة في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، إلى أن تونس سجلت خلال الستة أشهر الأولى من السنة الحالية عدد من حالات الوفاة بعدوى داء الكلب إلى جانب نفوق أكثر من 230 حيوان، منوها إلى أن الحلول الوقائية والتطعيمات هي المخرج الوحيد لمواجهة الأزمة في ظل عدم توفر علاجات لهذا الداء.
وأوضح الدكتور كريم المشري أن داء الكلب أو السعار هو فيروس قاتل موجود في لعاب الثدييات ينتقل إلى البشر ويستغرق أياما أو شهورا حتى تظهر علاماته الأولى على الشخص المصاب بعد مهاجمته لجهازه العصبي وذلك بحسب مكان العض الذي يدخل منه الفيروس لجسم الإنسان، وتعتبر أبرز أعراضه ارتفاع درجات الحرارة ثم حالة من الهلوسة والسلوك العنيف والخوف من الماء والسوائل.
ويؤكد المشري أنه في حال ظهرت العلامات على المصاب يكون الوباء قاتلا بنسبة مئة بالمئة ويمكن إنقاذ المصاب فقط في حال تم إسعافه بشكل سريع وتطعيمه قبل ظهور علامات العدوى.
ويشدّد البياطرة على ضرورة التقيّد بكافة الإجراءات الصحية الوقائية من داء الكلب والمتمثلة في المبادرة فور التعرّض إلى خدش أو عضّ أو لحس من طرف أي حيوان، ملقح كان أو غير ملقح، بغسل مكان الإصابة بالماء والصابون لمدة 15 دقيقة، ثم التوجّه مباشرة لأقرب مركز صحي لتلقّي العلاج الوقائي والحرص على استكمال بروتوكوله المحدّد الذي يتواصل على مدى عدّة أيام، فضلا عن إعلام الجهات الصحية بالحيوان المتسبّب في الإصابة حتى تقوم بالإجراءات اللازمة.
المصدر: الراي