استضافت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي الأستاذ المشارك في علوم طب الجينوم بجامعة الكويت والباحث الرئيسي في معهد دسمان للسكري، الدكتور حمد محمد ياسين، لتقديم محاضرة موسعة تناولت رحلة بحثية امتدت أكثر من 10 أعوام حول مرض التكيس الكلوي، وكيف أسهم هذا العمل العلمي المتواصل في تطوير الخدمات الطبية المقدمة للمرضى في الكويت.
واستعرض الدكتور ياسين، خلال المحاضرة، المحطات البحثية التي بدأت بدراسات جينية مبكرة وتحليل الطفرات المسببة للمرض، ثم تقييم التقنيات التشخيصية المتقدمة، وصولاً إلى تطبيق مخرجات البحث العلمي على أرض الواقع من خلال تأسيس العيادة الوطنية للتكيس الكلوي في مستشفى مبارك الكبير، التي تُعد اليوم مرجعاً وطنياً يقدم رعاية موحدة تشمل التشخيص الجزيئي، والفحوص الإشعاعية المتقدمة، والاستشارات العائلية، والعلاج الموجه، ضمن نهج يرتكز على مبادئ الطب الدقيق.
وشهدت الفعالية حضوراً واسعاً من المختصين والأطباء والباحثين من مختلف المؤسسات الصحية، ما يعكس تنامي الاهتمام في الكويت بملف الأمراض الوراثية، ودور الأبحاث الجينية في الارتقاء بجودة الرعاية.
وتخللت اللقاء حلقة نقاشية شارك فيها استشاريّو أمراض الكلى العاملون في العيادة الوطنية للتكيس الكلوي، حيث ناقشوا التحديات السريرية، وتجارب المرضى، وأهمية الدمج بين الخبرة البحثية والتطبيقات الإكلينيكية لضمان أفضل النتائج العلاجية للمرضى.
وأكد المشاركون أن وجود بنية وطنية موحدة لرعاية مرضى التكيس الكلوي يشكل خطوة محورية نحو تحسين التشخيص المبكر، ووضع خطط علاجية قائمة على البيانات العلمية الحديثة.
وجاءت هذه الاستضافة ضمن سلسلة فعاليات تنظمها المؤسسة بهدف دعم البحث العلمي الوطني، وتسليط الضوء على النماذج التي نجحت في تحويل المعرفة الأكاديمية إلى خدمات صحية ملموسة.
وفي ختام الفعالية عبّرت المؤسسة عن تقديرها لجهود الدكتور حمد ياسين وفريقه البحثي، ودورهم في تعزيز الطب الدقيق في الكويت وإرساء نموذج وطني يجمع بين البحث والتطبيق، ويضع مصلحة المريض في قلب العملية العلمية والطبية.
المصدر: جريدة الجريدة
