بالفيديو سوق الزل سجاد متنوع وتحف فنية بأسعار تصل إلى 8 آلاف دينار
بداية جولتنا كانت مع بائع السجاد حميد وهو من الجنسية الإيرانية، إذ قـال لـ «الأنباء»: منذ 17 عاما وأنا أعمل في هذا المحل بائعا للسجاد الفاخر، فالسجاد سلعة ثمينة والجميع يرغبون في اقتنائها، ولكن لا يستطيع الجميع شراءها بسبب ارتفاع أسعارها نظرا لجودة صناعتها.
وأضاف: إن السجاد الثمين سعره فيه، وهناك بعض الناس يشترون السجاد ويتم تخزينه عندهم ويبقى محافظا على سعره، وفي بعض الأحيان يبيعونه بسعر أغلى من قيمة الشراء، مشيرا إلى أن بعض البضاعة الموجودة في المحل ولدينا سجادة مقاسها 4 في 6 سعرها 8 آلاف دينار، وعمرها يقارب 100 سنة، ولدينا شهادة عن صناعتها، وقد استغرق وقت صناعتها 26 شهرا وهي صناعة يدوية من الصوف والحرير، ولدينا سجادة أكبر منها حجما 6 في 6 ولكن سعرها 160 دينارا فقط. وأضاف حميد: إن موسم سوق السجاد ينتعش في فصل الشتاء، موضحا أن أكثر أنواع السجاد الذي يزداد عليه الطلب هو السجاد الإيراني الذي يأتي في المرتبة الأولى، ومن بعده السجاد الأفغاني وأشهر منطقتين في إيران لصناعة السجاد هما منطقتا «قم» و«تبريز» والصناعة تعتمد على الأيدي العاملة الماهرة ذات الخبرة العالية والمتوافرة في هاتين المنطقتين، والتي توارثها العاملون فيها جيلا بعد جيل وأيضا يوجد فيهما أفخم أنواع الصوف والحرير.
طلبات الزبائن
والتقينا كذلك مع محمد، وهو بائع من الجنسية الإيرانية أيضا، فقال: أنا عمري الآن 34 عاما وأعمل مع والدي في المحل منذ أن كان عمري 10 سنوات، والآن والدي ترك العمل بسبب كبر سنه، ووالدي يعمل في السجاد منذ الستينيات من القرن الماضي في شارع الزل القديم وكان يعمل في محل عبارة عن محل صغير ويستقبل طلبات الزبائن ومن ثم يتوجه إلى إيران أو أفغانستان لجلب طلبات الزبائن، واليوم نمتلك هذا المحل الذي يضــم قطعا من أفخم وأجـود أنواع السجاد في سوق الزل.
الصوف والحرير
وعن أنواع السجاد، تحدث محمد قائلا: إن السجاد أنواع وعندي سجادة كبيرة حجمها 8 في 12 تصل قيمتها إلى 600 دينار، وهناك سجادة 70 سم في 80 سم، وسعرها 1250 دينارا، والموضوع ليس بالحجم ولكن بنوعية الصوف والحرير المستخدمين في صناعتها، كما أن للألوان وعمرها والمصنع المعتمد دورا كذلك في قيمة السجادة، فلدينا سجادة عليها تاريخ صناعة وختم المصنع في جمهورية إيران من منطقة «قم» وهي صغيرة استغرق وقت العـمل بها 109 أيام، كما لدينا اقدم سجادة بالكويت تقريبا وصناعتها منذ أكثر من 140 عاما، وكلما كان السجاد قديما ارتفع سعره، فهـذه الـبضاعة داخل المحل منها السجاد الغالي ومنها الرخيص والبعض سعره 100 دينار والبعض الآخر يصل سعره إلى آلاف الدنانير.
تحف فنية
وعند سؤاله عن سبب ارتفاع السعر بهذا الشكل، أجاب: لا يعد هذا سجادا فقط بل يعتبر تحفا فنية نادرة وصناعتها مكلفة وتحتاج إلى معلمين ذوي كفاءة عالية لصناعتها، ولا يستطيع أي عامل أن يقوم بصناعتها. وكما يقال إن للذهب تجارا يشترون ويبيعون فيه، فالسجاد أيضا له تجار يشترون ويبيعون ويبحثون عن السجاد النادر، كما أن زبائننا ليسوا من المواطنين الكويتيين فقط بل من جميع الجنسيات ويشترون السجاد بأسعار غالية جدا، والسجاد المطلوب عندنا أكثر هو سجاد التعليق للزينة بنسب أعلى من السجاد الأرضي.
الصناعة اليدوية
والتقينا مع محمد سليم الذي قال لـ «الأنباء»: أعمل في هذا المجال في سوق البشوت والزل منذ 30 عاما، وهذا السجاد له زبائن يعرفونه ويعرفون أنواعه وصناعته أكثر من البائعين في أحيان كثيرة، ولدينا في المحل أفخم أنواع السجاد وأكثر السجاد المطلوب هو السجاد الإيراني ذو الصناعة اليدوية ومن بعده السجاد الأفغاني والسجاد الإيراني يصنع في 3 مناطق أصفهان وتبريز وقم، والسوق الكويتي معروف بأنه يمتلك نوعيات فاخرة من السجاد ولا تستغرب إذا وجدت سجادا عمره أكثر من 150 عاما، ولكن هناك بعض الزبائن يفضلون السجاد ذي الحجم المتوسط والسعر المتوسط، ونحن لدينا جميع الأحجام في المحل ونقوم بالبحث عن أكثر السجاد فخامة لكي نرضي جميع الأذواق.
السجاد الملون
والتقينا مع أبوأحمد، حيث تختلف بضاعته عن السابقين، وهو متخصص في بيع السجاد العراقي الملون والسجاد بأنواعه والذي يستخدم في الديوانيات والأرضيات، ولا يوجد منه للزينة أو للتعليق، فعلى مر التاريخ كانت الكويت تستورد السجاد العراقي الملون ويكاد لا يخلو بيت في الكويت من هذا السجاد، وذلك بسبب شكله الجميل وخفة وزنة وسعره المناسب لجميع الطبقات.
وقال أبوأحمد: تعلم أن السجاد العراقي كان يطلق عليه «فرش وغطا»، وتستطيع ان تخيط قطعتين من السجاد مع بعضهما، مشيرا إلى أن للمحل زبائن من جميع الجنسيات وخصوصا الجنسيات الخليجية.
وعند سؤاله عن أكثر المناطق شهرة في صناعة السجاد العراقي، قال إن صناعة السجاد في العراق تعتمد على مرحلتين، الأولى في مناطق الجنوب وتكون صناعته في البيوت وقد تخصصت به بعض النساء، والمرحلة الثانية في بعض مناطق العراق وله مصانع متعددة، وبالنسبة للأسعار فإنها تختلف، فبعض أنواع السجاد مثلا بقياس 4 في 6 للصالات سعرها 40 دينارا، أما الأحجام الأخرى فتبدأ من 20 إلى 150 دينارا.
السجاد للمناسبات
والتقينا مع إحدى زائرات سوق الزل وهي أم يوسف السبتي التي قالت «أنا كويتية من أم عراقية، وقد تزوجت في السبعينيات، وقد «زهبت» والدتي المنزل من الكويت ومن مدينة البصرة بأفضل أنواع السجاد العراقي، وأهدتني سجادة من عام 1973 ولا أزال أحتـفظ بها الى هذا الـيـوم، ولدي من هذا السجاد أكثر من 15 سجادة أستخدمها في المناسبات وأثناء طلعات البر».
تفتخر الشعوب بمقتنياتها التراثية بما تمثله لهم من ذكريات على مر التاريخ، ولعل صناعة الزل كانت وما زالت تشكل واحدة من الصناعات التي رافقت التطور في الكثير من البلدان وخصصت لها أسواق لبيعها. وللوقوف على مكانة سوق «الزل» في الكويت، قامت «الأنباء» بجولة على هذا السوق الواقع في مدينة الكويت للاطلاع على أفضل وأقدم وأغلى أنواع الزل وأكثرها طلبا، والموجود داخل الكويت ولمعرفة أماكن صناعتها وطرق استيرادها والتعرف على أقدم أنواعها، والبحث عن خبايا هذا العالم الذي يعتبر بعض أنواعه وقطعه تحفا فنية نادرة الوجود وغالية الثمن، لما تتميز به من جودة الصناعة ومهارة الحياكة وروعة الرسومات التي تحتويها كل سجادة، فإلى التفاصيل:
محمد الدشيش
المصدر: جريدة الأنباء الكويتية