اخبار الكويت

بالفيديو حياكة البشوت صناعة متوارثة النجفي الأكثر طلبا والكشميري يصل لأكثر من 5 آلاف دينار

محمد الدشيش

البشوت صناعة تراثية، ولها مراحل توضح تطور تجارتها وأنواعها على مر تاريخ الكويت، حيث بدأت صناعة البشوت في المنازل ولا توجد محلات لبيعها. ففي الماضي كان البيع بين الناس عن طريق المعارف، ومع مرور الوقت بدأت تخرج بعض المحلات وبدأت تنتشر هذه المحال في عدة أماكن بالكويت. كذلك فقد اشتهر السوق الكويتي بأفضل أنواع البشوت وأفضل أنواع الخامات. للوقوف على هذه المراحل وتطور عملية حياكة البشوت في الكويت، وكيف كانت وإلى أين صارت، جالت «الأنباء» على بعض محلات بيعها وأماكن صناعتها، فكانت التفاصيل كما في السطور التالية.

في البداية، التقينا مع مدير مبيعات إحدى شركات صناعة البشوت حسين المسلم، وقال إن صناعة البشوت بالكويت صناعة قديمة واشتهر بها عدد من الأسر، ولا تزال هذه الأسر تتوارث هذه المهن، مضيفا: لدينا عدة أنواع من البشوت ومن عدة خامات من عدة دول، ولكن أكثر البشوت المطلوبة لدى اكثر الزبائن هو البشت النجفي، وذلك بسبب شهرة هذا البشت من حيث الخام ومن نوعية التطريز على البشت.

وعن سعر البشت النجفي، قال المسلم إنه يبدأ من 500 دينار وأكثر مرجعا سبب ارتفاع سعره إلى أن نوع الخام المصنوع منه اصلي وسعره غال ويحاك تطريزه بشكل يدوي ويستغرق صناعته عدة أيام وقليل من يتميز ويجيد حياكته.

وتابع: هناك نوعية بشوت غالية مثل الكشميري الذي يصل سعره الى أكثر من 5000 دينار، وقال إن البشوت حالها مثل حال جميع البضائع الأخرى ولها موسم، وموسم البشوت الأكثر رواجا هو موسم الشتاء.

وأضاف المسلم: البشوت في السابق كانت تقتصر على 3 ألوان الأسود والسكري، والبني ولكن في الوقت الحالي أصبح للبشت اكثر من 20 لونا، وذلك بسبب التطور، وأصبح بعض الشباب يبحث عن التميز بلون البشت عن أصدقائه، ودخلت علينا ألوان مثل الأزرق والرمادي والأخضر الفاتح والأبيض وهذه الألوان صيفية تلبس في فترة النهار أو فترة الليل، أما الألوان الشتوية فهي الأسود والبني والرصاصي ويتم بيع البشوت جاهزة أو تفصيل على حسب رغبة الزبائن.

مهنة بالوراثة

التقينا مع عبدالكريم الحيدري الذي قال: أعمل في هذه المهنة بالوراثة أباً عن جد وأعمل على بيعها وصناعتها وحياكة تطريزها، وبالبداية سأكلمك عن صناعة البشوت، ولا تحسب أنها بالشيء الهين، فأي خطأ فيها ممنوع، ويجب على صانع البشوت ان يكون نظره جيدا جدا ويحافظ على قياس أظافره ويكون متقنا لهذه الصنعة.

وتابع: هناك نوعان من الزبائن من فئة كبار السن أو فئة الشباب وتكون طلبات كبار السن على لونين الأسود والبني وتكون صناعته يدوية، أما فئة الشباب فيبحثون عن اللون المميز، وبعض الزبائن من الشباب يفصل عندنا اكثر من 5 ألوان على ألوان الدشاديش، وخصوصا في فصل الشتاء، ودائما يفضلون الجاهز او الخام الياباني ذا الاسعار المتوسطة.

وعن أكثر البشوت المطلوبة، قال الحيدري إنه البشت النجفي وأسعاره مرتفعة جدا وتتجاوز 500 دينار، وهذا النوع من البشوت يدوم مع صاحبه سنوات عديدة بسبب نوع الخام وجودة الصناعة اليدوية، وتستغرق صناعة بعض البشوت النجفية أكثر من شهرين اذا كان طلبا خاصا ويتجاوز سعره 2000 دينار، مضيفا أن البشوت المتواجدة عندنا عديدة وأسعارها متفاوتة بين الرخيص والغالي وحتى الاطفال لهم نصيب من البشوت.

وتابع الحيدري: أن صناعة البشوت صعبة جدا وأغلب صانعي البشوت توارثوها عن أجدادهم وتعلموها من صغر سنهم، ومن الصعب ان تجد شخصا يتعلم حياكة البشوت وهو كبير بالسن لأنها صعبة وتحتاج الى تركيز عال، وعلى مدى عملي في هذا المحل لم أشاهد أي شخص يطلب مني ان يتعلم هذه المهنة، وذلك لصعوبتها ومشقتها.

البشت للوجاهة

كذلك التقينا مع اسماعيل السواري الذي قال: أعمل في هذا المحل منذ 15 عاما وصناعة وتجارة البشوت منتشرة في دول الخليج وبلاد الشام والعراق، والبشت يعتبر للوجاهة وللشخصيات المهمة. كما أن اشهر البشوت هو البشت النجفي ولكن يوجد افضل من البشت النجفي وهو البشت المجري العراقي وصناعته في منطقة صغيرة بالعراق في وسط منطقة العمارة، ويتميز هذا البشت بصناعته المعقدة ولا يوجد صانعون لهذا البشت الا أعداد قليلة جدا في منطقة المجر بالعراق وسعره يبدأ من 1500 دينار الى 6000 دينار، وهو غير متواجد بالمحلات ونوفره للزبائن في حال تم طلبه، ويستغرق وقت صناعة البشت الواحد اكثر من أربعة أشهر لأنه حياكته تتم خيطا خيطا وبدقة عالية.

أما عبدالهادي مسفر العدواني فقال لدى لقائنا به: جئت الى محلات البشوت لتفصيل بشت وأنا افضل اللون الأسود، والبشت النجفي هو الأول ولكن مشكلته انه يتعفس بسرعة عكس البشت الياباني، مضيفا: أنا بفضل الله سبحانه وتعالى لدي عدة بشوت صيفية وشتوية وبشوت للنهار وبشت للمساء، وهذا بفضل الله وفضل ديرتنا ديرة الأمن والأمان.

وتابع العدواني: البشت النجفي لا يعلى عليه وأسعاره مرتفعة جدا وتبدأ من 500 صعودا، واذا تريد إهداء شخص عزيز عليك يفضل ان يكون بشت نجفي ويكون باللون الأسود.

كما التقينا خلال جولتنا مع المعرس الجديد حسين العجمي الذي قال: جئت لتجهيز ملابس العرس كاملة من المباركية ولتفصيل بشت العرس، وأنا محتار بين البشت الاسود والبني.

وأضاف: حصلت البشت النجفي ولكن سعره مرتفع جدا ويصل الى اكثر من 400 دينار، أما البشوت الاخرى فأسعارها تبدأ من 70 دينارا، وأنا منذ صغر سني وأنا اسمع أن الشخص اللي تجيه هدية بشت نجفي هو شخص صاحب جاه أو شخصية مهمة، ويعتبر إهداء البشت النجفي سابقا مشابها لإهداءات هذا الوقت الثمينة من حيث الثمن وقدر المهدى إليه، حيث من كان يهدي في السابق بشت نجفي الحين يهدي سيارة فارهة أو غالية الثمن.

المصدر: جريدة الأنباء الكويتية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *