انطلاق الدورة الـ61 من مؤتمر ميونخ للأمن بمشاركة سمو رئيس الوزراء

انطلقت اليوم الجمعة أعمال الدورة الـ61 لمؤتمر ميونيخ للأمن بمشاركة وفد من دولة الكويت برئاسة سمو الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء إلى جانب أكثر من 60 رئيس دولة وحكومة و100 وزير خارجية ودفاع إضافة إلى ممثلي عشرات المنظمات غير الحكومية والشخصيات البارزة من عالم الأمن والسياسة والاقتصاد.
وافتتح الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير أعمال المؤتمر بإلقاء خطاب استهله بإدانة حادث دهس شهدته مدينة ميونخ أمس الخميس نفذه لاجئ أفغاني وأدى إلى إصابة 30 شخصا بجروح بعضها خطر.
وأعرب شتاينماير عن أمله في أن يتمكن المشاركون في دورة هذا العام من إدارة حوار مبني على الاحترام من أجل مناقشة الأزمات والصراعات الدولية.
وأكد أن العالم والشركاء يستطيعون الاعتماد على ألمانيا رغم الانتخابات المبكرة التي ستجرى في 23 فبراير الجاري وما لذلك من تبعات على الفراغ الحكومي الذي تعيشه ألمانيا.
كما لفت شتاينماير إلى الحرب الأوكرانية وإلى أهميتها من الناحية الأمنية بالنسبة لأوروبا قائلا إن هذه الحرب وضعت أوروبا أمام تحديات أمنية جديدة.
وحول العلاقة مع الولايات المتحدة بخصوص نفقات حلف شمال الأطلسي «ناتو» قال شتاينماير إن بلاده ستتحمل مسؤولياتها في هذا الخصوص وناشد نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس إشراك الأوروبيين في جميع المناقشات التي تسبق اتخاذ القرارات الأمريكية.
كما ناشد شتاينماير الأوروبيين والولايات المتحدة مواصلة تقديم المساعدات لأوكرانيا من أجل مساعدتها على مواجهة ما وصفه ب «العدوان الروسي».
وحول التطورات في الشرق الأوسط انتقد الرئيس الألماني تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إعادة توطين سكان غزة قائلا إنه لمس معارضة شديدة لهذه الخطط خلال زيارة قام بها للأردن أخيرا.
وختم الرئيس الخطاب بالدعوة إلى ضرورة حماية الديمقراطية الليبرالية ووجه انتقادات للأحزاب اليمينية الشعبوية التي تحاول تقويض الأسس الديمقراطية.
من جانبه رحب رئيس المؤتمر كريستوف هويسغن بالحضور مستهلا خطاب الترحيب بتخصيص دقيقة صمت على ضحايا حادث الدهس في «ميونيخ».
وأكد هويسغن دور مؤتمر ميونيخ للأمن في «تقريب وجهات النظر» والحوار من أجل التوصل لحلول لكثير من الصراعات التي يشهدها العالم وللتحديات التي يواجهها المجتمع الدولي.
وتتضمن قائمة أبرز الشخصيات المشاركة في المؤتمر إلى جانب الرئيس شتاينماير كلا من المستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كايا كالاس والأمين العام لحلف شمال الأطلسي «ناتو» مارك روته والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
ويشارك في المؤتمر من الولايات المتحدة كل من نائب الرئيس الأمريكي جي ديه فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو إضافة إلى وفد كبير من المشرعين الأمريكيين.
ويظهر جدول أعمال المؤتمر أن فعاليات اليوم الأول تركز على التحديات التي تواجه الأمن الدولي وأبرزها «الحوكمة الدولية» و«مرونة الديمقراطية» و«أمن المناخ» من خلال عشرات الفعاليات وحلقات النقاش.
كما يسعى المؤتمر إلى البحث في كيفية إصلاح النظام العالمي ليكون أكثر شمولية وعدالة في ظل تصاعد حدة التعددية القطبية إضافة إلى إصلاح الأمم المتحدة وتعزيز التعاون بين الدول.
ويبحث المؤتمر كذلك تصاعد حدة الشعبوية والتدخلات الخارجية في الانتخابات الديمقراطية والأمن السيبراني والمعوقات الجيوسياسية التي تواجه التعاون بين الدول والحكومات إضافة إلى العلاقة بين التغيرات المناخية والصراعات الدولية مثل الهجرة القسرية ونقص الموارد.
ومن المنتظر أن يناقش المشاركون في اليوم الثاني للمؤتمر النظام الدولي والصراعات والأزمات إضافة إلى مستقبل العلاقات بين ضفتي الأطلسي في ظل التحديات التي تفرضها الإدارة الأمريكية الجديدة لا سيما بخصوص الحرب في أوكرانيا والرسوم الجمركية والنفقات في حلف شمال الأطلسي «ناتو».
وفي اليوم الثاني كذلك سيناقش المشاركون في المؤتمر تصاعد وتيرة الأزمات الدولية لا سيما الحرب في أوكرانيا من وجهة نظر أوروبية ودور الحلف الأطلسي في ردع روسيا وتعزيز الأمن الأوروبي إلى جانب عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة بالإضافة إلى الصراعات في الشرق الأوسط ودور الاتحاد الأوروبي في إحداث تقدم بخصوص حل هذه الصراعات.
أما اليوم الثالث والأخير من المؤتمر فسيركز على مناقشة علاقات أوروبا ودورها في العالم لا سيما هذا الدور في الحرب الأوكرانية والعقوبات على روسيا المرتبطة بهذه الحرب إضافة إلى تعزيز القدرات الأمنية والعسكرية الأوروبية والانقسامات الداخلية في الاتحاد الأوروبي.
وإلى جانب الفعاليات الرئيسة للمؤتمر سيتم تنظيم قرابة 200 فعالية موازية.
وكان سمو الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء وصل إلى مدينة ميونخ الأول من أمس الأربعاء على رأس وفد دولة الكويت المشارك في أعمال الدورة الـ61 لمؤتمر ميونيخ للأمن.
وأكد سمو رئيس مجلس الوزراء في تصريح صحافي لدى وصوله أهمية هذا المؤتمر في معالجة أبرز التحديات الأمنية العالمية الملحة وإتاحة الفرصة لإدارة الحوارات البناءة الهادفة إلى إيجاد أرضية مشتركة تعزز من العمل والتعاون المشترك وتسوية الخلافات والأزمات الاقليمية والدولية.
وقال سموه إن التحديات الكبيرة والمتعددة التي تعصف بعالمنا اليوم تتطلب من صناع القرار وضع خريطة طريق توافقية وشاملة لتعزيز مستويات الأمن في العالم وتوحيد الجهود نحو تقوية دعائم الاستقرار وتعميق الروابط والتعاون الدولي من أجل بناء مستقبل آمن للعالم يعود بالخير والازدهار لمصلحة دولنا وشعوبنا والعالم أجمع.
وجدد سمو رئيس مجلس الوزراء التأكيد على التزام دولة الكويت بنهجها الثابت في العلاقات الدولية القائم على الانفتاح وبناء علاقات متينة مع المجتمع الدولي والدعوة إلى حل وتسوية النزاعات بين الدول عبر الحوار والطرق السلمية ودعم كل الجهود الرامية إلى تحقيق السلم والأمن الدوليين.
المصدر: جريدة الجريدة