انتكاسة قضائية جديدة لترامب في مسعاه لإغلاق «الإعلام الموجه»

أمر قاض فيديرالي في واشنطن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتراجع عن سعيها لإغلاق وسائل إعلام حكومية موجّهة للجمهور في الخارج، وفي مقدمّها إذاعة «صوت أميركا»، في ثاني انتكاسة قضائية في هذا الملف للرئيس الجمهوري.
ومني ترامب بانتكاسة أولى في هذا الملف في نهاية مارس حين علّق قاض فيديرالي آخر قرار الإدارة الجمهورية وقف أنشطة هذه المؤسّسات الإعلامية العامّة. ويومها أصدر ذلك القرار القاضي الفدرالي في نيويورك بول أويتكين.
وأمس الثلاثاء، أصدر القاضي الفدرالي في العاصمة الاتحادية رويس لامبيرث، بناء على مراجعة قُدّمت إليه بصورة عاجلة، قرارا أمر بموجبه الحكومة الأميركية بالعودة عن مسعاها لإغلاق هذه المؤسسات.
وفي قراره أمر القاضي لامبيرث الحكومة بأن تعيد موظفي «الوكالة الأميركية للإعلام الدولي»، الهيئة المولجة الإشراف على عمل هذه المؤسّسات الإعلامية، إلى وظائفهم وأن تستأنف دفع الإعانات المالية المخصّصة لهذه المؤسسات من قبل الكونغرس والمعلّقة منذ مارس.
كما أمر القاضي بإعادة برامج صوت أميركا، وهي مؤسّسة عامة تنتج مواد تلفزيونية وإذاعية ونصية موجّهة للجمهور غير الأميركي.
وتأسّست إذاعة صوت أميركا في 1942 كأداة للدعاية المضادّة، وبخاصة في الكتلة السوفياتية سابقاً.
وفي قراره، وجد القاضي لامبيرث أنّ الحكومة لم تقدّم أدلّة تثبت أنّ هذه المؤسّسات الإعلامية لم تكن تؤدي المهمّة الموكلة إليها من قبل الكونغرس.
كما اعتبر القاضي أنّ إدارة ترامب لا تمتلك أيّ سلطة على الأموال الفدرالية التي يقرّها الكونغرس وأنّ «الوكالة الأميركية للإعلام الدولي» ليست سوى قناة لتحويل هذه الأموال إلى وسائل الإعلام المعنية.
والوكالة الأميركية للإعلام الدولي التي وضعها ترامب تحت سلطة كاري ليك المحافظة للغاية أعلنت في مارس أنّ الحكومة فكّكتها بعدما اعتبرتها «عملاقا فاسدا وعبئا على دافعي الضرائب الأميركيين».
وبحسب إدارة ترامب فإنّ هذه الوكالة المتّهمة بـ«الإهدار والاحتيال وسوء الاستغلال الفاضح»، شكّلت أيضا «خطرا على الأمن القومي».
لكنّ القاضي لامبيرث خلص في قراره إلى أنّه في غياب أيّ دليل على هذه الاتهامات «فمن الصعب أن نتصوّر مثالا على قرار تعسّفي ومتقلّب أكثر وضوحا» من القرار الذي اتّخذته إدارة ترامب.
وتشمل هذه المؤسّسات، بالإضافة إلى إذاعة صوت أميركا، كلا من إذاعة آسيا الحرة وشبكات البث في الشرق الأوسط «إم بي إن»، وهي منصة إخبارية لمنطقة الشرق الأوسط.
أما إذاعة أوروبا الحرة وراديو الحرية فلم ينظر القاضي بملفيهما إذ إنّ حكما قضائيا منفصلا صدر في مارس وجمّد قرار إدارة ترامب بإغلاقهما.
وتعليقا على قرار القاضي الفدرالي في واشنطن، قال كلايتون ويميرز، مدير فرع الولايات المتحدة في منظمة «مراسلون بلا حدود» إنّه «يتعين على الوكالة الأميركية للإعلام الدولي تنفيذ هذا القرار على الفور».
وأضاف في بيان «نحن نعلم أنّ هذه المعركة لم تنته بعد».
المصدر: الراي