الكويت وعلاقاتها مع فرنسا كتاب بالفرنسية يؤرخ فيه وليد السيف العلاقات بين البلدين وتطورها
يوسف غانم
ترسيخا للعلاقات الثنائية المتميزة بين الكويت وفرنسا، وتسهيلا على قراء الفرنسية من سياسيين وأكاديميين وباحثين وطلبة ومهتمين، أصدر د.وليد حمد السيف كتابه الجديد بعنوان «الكويت وعلاقاتها مع فرنسا»، وذلك في 25 فبراير 2024 بالتزامن مع أعياد الكويت الوطنية.
ودشن الكتاب في باريس يوم 29 فبراير في حفل استقبال العيد الوطني الذي أقامته سفارة الكويت هناك، بحضور كبار الشخصيات الفرنسية وسفراء وديبلوماسيين وطلبة وطالبات الكويت الدارسين في فرنسا. كما عرضت سفارة فرنسا في الكويت الكتاب في 3 مارس بمناسبة انطلاق شهر تعزيز الفرنكوفونية في الكويت.
وجاء الكتاب باللغة الفرنسية، وموجه للفرنسيين والقارئين باللغة الفرنسية. ويقع في 60 صفحة، ويحتوي على صورة صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، وصورة نائب الأمير ورئيس مجلس الوزراء الشيخ د.محمد الصباح، ثم المقدمة، تليها 4 فصول، الأول معلومات عامة عن الكويت، والثاني عن الثقافة الكويتية، والثالث يتناول العلاقات الكويتية الفرنسية، والرابع والأخير عبارة عن معالم الكويت، ثم الخاتمة.
ويتميز الكتاب بصوره الجميلة ومعلوماته المفيدة حول مؤسسات الدولة وثقافة وتراث الشعب الكويتي كالديوانية والفنون والآلات الموسيقية والملابس والأكلات الشعبية والحرف اليدوية المتنوعة.
ويذكر المؤلف ان تاريخ العلاقات بين الكويت وفرنسا يعود لعام 1652 عندما ذكر الجغرافي الفرنسي توكلتي سانسون موقع كاظمة (اسم الكويت القديم) على خريطته، إلا أن خطأ ورد في الموقع. وفي عام 1720، صحح الجغرافي الفرنسي انفيل موقع كاظمة لتطل على الخليج.
وأضاف ان العلاقة بين البلدين برزت عندما استضاف الشيخ عبدالله الاول ابن صباح الاول ممثل ملك فرنسا عام 1778 الذي لجأ إليه بعد أسره على يد متمردين وهو في طريقه إلى البصرة. وقد كتب ممثل الملك رسالة ذكر فيها طيب الضيافة والكرم والأمان الذي منحه الشيخ عبدالله بن صباح.
واللافت في بداية الكتاب صورة للكرة الأرضية، عليها نقطة حمراء، اسمها دولة الكويت! يظن القارئ انها صغيرة جدا. لدرجة ان المساحة لا تسمح بكتابة اسمها عليها، لكن بعد أن يقرأ الكتاب، تتكون لديه قناعة بأن الدول لا تقيم بحجم مساحتها الجغرافية، وإنما بأعمالها في خدمة شعبها والبشرية، وبما يحمله الشعب من قيم وعادات وتقاليد لتجعله محل احترام وتقدير الشعوب الأخرى.
ويبين د.السيف أن الكويت بلد أمن وأمان، تتمتع بسقف عال من الحرية، والذي يزور «الديوانية»، لن يخرج منها إلا وهو مقتنع بأن الشعب الكويتي حر بطبعه، كريم بأصله، لطيف بتعامله.
هذه هي الكويت، ليست مجرد نقطة في كرتنا الأرضية، وعلاقتها بفرنسا تمتد لأكثر من قرنين لتثبت أنها أرض أمن وسلام، حسب ما أثبتته الوثائق الفرنسية الرسمية. ويرى المؤلف أن مستقبل العلاقات الثنائية بين فرنسا والكويت يبشر بالخير، فهناك اهتمام واضح بالكويت من طرف فرنسا خلال السنوات الأخيرة، حيث ازدادت زيارات الباحثين الفرنسيين للبلاد، كما ازدادت أعداد بعثات التنقيب عن الآثار، وإعداد الطلاب الراغبين بدراسة اللهجة الكويتية واللغة العربية في الكويت. ووقعت الدولتان العديد من الاتفاقيات الثنائية على المستوى الحكومي والخاص، كل ذلك يدل على التوجه الإيجابي في العلاقات بين البلدين والتقارب الحضاري بين الشعبين.
وتناول د.السيف تاريخ العلاقات الكويتية الفرنسية والمراحل التي مرت بها منذ عام 1620 مستعرضا السجل الزمني للأحداث بشكل توثيقي ليجعل منه مادة للتأريخ يمكن الرجوع إليها عند بحث هذه العلاقات في العديد من المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والصحية وفي مجالات الصحة والفنون والآثار. ويشير المؤلف كذلك تجارة اللؤلؤ، وإلى أولى رحلات «الكويتية» إلى باريس، واجتماع الجنرال دوغول مع الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم، وتبادل افتتاح السفارات في البلدين، ومشاركة فرنسا في التحالف الدولي لتحرير الكويت، واتفاقات التعاون العسكري، وكذلك إعلان السفراء المعتمدين لدى الكويت من دول الفرانكوفونية تأسيس «مجلس تعزيز الفرانكوفونية في الكويت»، وتزكية سمو الشيخ ناصر المحمد رئيسا فخريا للمجلس بالإجماع. وافتتاح المدرسة الفرنسية ومعهد فولتير في الكويت، واستضافة معرض الكويت في باريس بالتعاون مع دار الآثار الإسلامية، والتعاون التقني بين توتال وشركة البترول الكويتية، وزيارة سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد إلى باريس ولقاء الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك، وزيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للكويت وتوقيع اتفاقية الدفاع الاستراتيجي، وعرض آثار جزيرة فيلكا وآثار كويتية أخرى في متحف الفنون الجميلة في «ليون» وتبادل الباحثين والمدرسين والأبحاث الجامعية مع مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وغيرها من الأحداث والفعاليات والمنتديات التي تؤكد الروابط الثنائية واستمرار تطورها ونموها لما فيه مصلحة البلدين والشعبين في جميع المجالات.
وجدير بالذكر أنه تم تكريم د.وليد السيف بمنحه وساما برتبة فارس في مجال الفنون والآداب من الحكومة الفرنسية تقديرا لدوره البناء في تعزيز العلاقات بين البلدين، لاسيما في المجال الثقافي.
المصدر: جريدة الأنباء الكويتية