الكويت شيّعت خالد الجارالله

شيعت الكويت في مقبرة الصليبخات مساء أمس الاول، المغفور له بإذن الله نائب وزير الخارجية السابق خالد الجارالله، وسط حضور حاشد تقدمهم سمو الشيخ ناصر المحمد وعدد كبير من الشيوخ والوزراء والسفراء والنواب السابقين، إلى جانب جمع غفير من المواطنين ووزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة قطر سلطان المريخي.
وفي تصريح على هامش مشاركته في الجنازة والتشييع، أكد وزير الخارجية عبدالله اليحيا أن الجارالله «كان له دور كبير وخدم البلاد لأكثر من 50 عاماً، وأدى ما عليه على أكمل وجه»، معبّرا عن حزنه لوفاة الفقيد.
أحمد الناصر: الكويت فقدت مدرسة في الدبلوماسية
بدوره، قال وزير الخارجية السابق الشيخ د. أحمد الناصر «برحيل الجارالله فقدت الكويت ابناً باراً لها وقامة دبلوماسية عالية».
وقال الناصر: «لقد عملت مع الراحل عن قُرب، وغيري الكثيرون تعلموا منه فن المهنة وأصول الدبلوماسية الراقية، لقد كان نموذجًا يُحتذى في أخلاقه ومهنيته الرفيعة، واتسم بروح الدبلوماسية العالية التي انعكست في تعامله مع الجميع».
وأضاف: «كان الفقيد مدرسة في الدبلوماسية، حيث درّب أجيالا من الدبلوماسيين، ويشرّفني أنني كنت واحداً ممن تعلموا على يديه»، مضيفاً: «رحم الله أبا حازم، وغفر له، وأسكنه فسيح جناته».
مدرسة دبلوماسية
وقال مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية، السفير عزيز الديحاني، إن «الكويت فقدت رجلا كبيرا وله تاريخ طويل، حيث كنّا تلاميذه وسنبقى تلاميذه».
واستذكر الديحاني مآثر الجارالله «من التوجيهات والمواقف التي كانت من أجل الكويت ومصلحتها، حيث إن الفقيد مدرسة دبلوماسية كبيرة، ولا نقول في هذا المقام إلا (إنا لله وإنا إليه راجعون)».
من جهته، استذكر مساعد وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية، السفير سامي الحمد، مسيرة الراحل، مشيدًا بحكمته وحنكته الدبلوماسية خلال أصعب المراحل التي مرت بها الكويت، من الغزو العراقي إلى أزمة كورونا.
وقال:» لقد زاملته لأكثر من 30 عامًا، وكان خلال الأزمات قائدا ملهما يبثّ العزيمة فينا لخدمة وطننا، حيث كان دبلوماسيا فذّا، يعالج قضايا بلده بعبقرية وهدوء، ولديه قدرة استثنائية على احتواء التحديات».
وأضاف:» لقد تعلّمنا منه الصبر والحكمة، فقد كان إنسانا كريما، ومحبا للخير، يساعد بصمت ومن دون ضجيج، كان معلما وأخا وصديقا، يفتح أبواب مكتبه للجميع دون تمييز، ويستمع لكل من يقصده، بغضّ النظر عن درجته الوظيفية».
واختتم الحمد قائلاً: «رحم الله خالد الجارالله، فقد كان نموذجًا للدبلوماسية الرصينة والإنسانية النبيلة، وترك إرثًا سيظل حاضرًا في ذاكرة الجميع».
إرث في الخبرة
من جانبه، عبّر مساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب الوزير، السفير بدر التنيب، عن بالغ حزنه وألمه، مؤكدًا أن الكويت فقدت «رجلًا فاضلًا قدّم لوطنه الكثير».
وقال التنيب: «لقد عملنا مع الراحل بكل أخوية ودبلوماسية خلال فترة عمله في الوزارة، وتعلّمنا منه الكثير، فقد كان ناصحًا وداعمًا، ومدرسة في فن التعامل الدبلوماسي الراقي، لم يكن مجرد مسؤول، بل كان أخًا وأبًا للجميع، يوجّه بحكمة ويحتوي أي خلاف، حتى أن من يدخل عليه وهو غاضب، يخرج من عنده راضياً وسعيداً».
وأضاف: «لقد ترك لنا إرثا من الخبرة والمهنية سيكون نبراسًا لنا نقتدي به في المستقبل، وستظل سيرته العطرة نموذجًا للعمل الدبلوماسي المخلص».
من جهته، قال السفير الإماراتي لدى البلاد مطر النيادي: «إننا نعزي أنفسنا والكويت بالفقيد رجل الدولة خالد الجارالله، الذي يعتبر دبلوماسيا من الطراز الأول».
وأضاف: «إن تاريخه الكبير يشهد له»، متقدماً بخالص العزاء لأسرة الفقيد ولمنتسبي وزارة الخارجية في هذه الشخصية الكبيرة.
بدوره، قال سفير دولة فلسطين رامي طهبوب: «صدمت بسماع خبر انتقال الأخ الكبير خالد الجارالله إلى الرفيق الأعلى مساء الأحد، وكنت قد زرته الأسبوع الماضي في ديوانه للتهنئة بمناسبة شهر رمضان المبارك، وكان كعادته يستقبلني بتلك الابتسامة التي لم تفارقه طوال حياته مرحّبا بي وجلست إلى جانبه، ومثل كل مرة يبدأ حديثه بالسؤال عن العائلة وأحوالها والاطمئنان عليها».
وأشار الى أن الفقيد «كان قمة بالأخلاق والرقيّ والهدوء في تعامله مع الجميع، وكان حكيما رصينا لا يمكن لأي إنسان يعرفه إلا أن يحبه ويحترمه ويثق بما يقول، خاصة انه تتلمذ على يد حكيم الدبلوماسية العربية والدولية سمو الشيخ صباح الأحمد، طيّب الله ثراه».
من جانبه، قال السفير اليمني لدى البلاد علي بن سفاع: «نعزي الكويت وأسرة الفقيد بهذا المصاب الجلل، متمنياً أن يغفر الله الفقيد ويرحمه برحمته الواسعة».
وأضاف: «خلال عملنا مع الفقيد كان الملاذ الآمن والمرجعية التي نعتمد ونستند عليها بالعمل الدبلوماسي والعلاقات الكويتية اليمنية».
وأشار الى أنه «كان مثالا للدبلوماسي المحنك المقتدر الأمين المخلص لعمله ولكل زملائه، ونشعر بخسارة لهذه الشخصية البارزة، متمنياً له الرحمة والمغفرة».
وقال سفير المملكة العربية السعودية لدى الكويت، الأمير سلطان آل سعود «عرفت الفقيد خالد الجارالله عن قرب منذ وصولي للكويت، وهو رجل مخلص ومحب لبلدة وللخليج وللسلم والسلام، وهو ذو خبرة وخلق عال ورفيع جدا».
ماسورو: الراحل ساهم في تعزيز مكانة الكويت دولياً
مازن أبوالحسن: كان من داعمي منظمة الهجرة
نعى سفير تنزانيا المتحدة سعيد ماسورو، خالد الجارالله، قائلاً: «تلقينا ببالغ التأثر نبأ رحيل المغفور له، تاركاً إرثاً دبلوماسياً حافلاً بالعطاء والإنجازات. فقدت الكويت والأوساط الدبلوماسية قامة رفيعة وشخصية استثنائية، كرَّس حياته لخدمة وطنه بكل إخلاص وتفانٍ».
وتابع: «لقد كان الراحل رجل دولة، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، يتمتع بالحكمة والبصيرة النافذة، وساهم بدور محوري في تعزيز مكانة الكويت على الساحة الدولية».
وأضاف ماسورو: «إرث الفقيد سيظل شاهداً على جهوده بتطوير السياسة الخارجية الكويتية، حيث كان مثالاً يُحتذى في الدبلوماسية الرصينة والحكيمة، ورحيله يمثل خسارة كبيرة، لكن أعماله وإنجازاته ستبقى مصدر إلهام للأجيال القادمة من الدبلوماسيين».
بدوره، قال رئيس بعثة الأمم المتحدة للهجرة في الكويت مازن أبوالحسن: «تتقدم المنظمة الدولية للهجرة في الكويت بأحر التعازي وأصدق المواساة للكويت، والسلك الدبلوماسي، وعائلة الفقيد، الذي كان من الداعمين البارزين للمنظمة الدولية للهجرة، وقد تشرفت بلقائه عام 2016 قبل تسلمي لمنصب رئيس البعثة في الكويت خلال زيارة رسمية تمحورت حول دعم الكويت للعمليات الإنسانية للمنظمة، كما تم تكريمه من قِبل المدير العام السابق للمنظمة في 2019 تقديراً لجهوده».
وختم أبوالحسن:«نسأل الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان».
المصدر: جريدة الجريدة