في إطار تأكيده على الدور الإنساني الريادي لدولة الكويت، أشاد رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة لدى البلاد، مازن أبوالحسن، بالنتائج الإيجابية للاجتماعات المكثفة التي عقدها وفد المنظمة خلال اليومين الماضيين مع عدد من الجهات الكويتية الرسمية والإنسانية، في مقدمتها إدارة التعاون الدولي، وإدارة المنظمات الدولية في وزارة الخارجية، والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، إلى جانب عدد من الجمعيات الخيرية. 

ووصف أبوالحسن هذه اللقاءات بأنها «ممتازة وناجحة بكل المعايير»، ومثّلت فرصة مهمة لتأكيد الشراكة القائمة مع الكويت، واستعراض أولويات العمل الإنساني المشتركة.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده أبوالحسن، مساء أمس الأول، في مقر الأمم المتحدة، لمناسبة زيارة وفد رفيع من المنظمة ضم نائبة المدير الإقليمي للمنظمة في شرق إفريقيا والقرن الإفريقي وجنوب إفريقيا نيهان أردوغان، ورئيس بعثة المنظمة لدى اليمن عبدالستار إيسويف، ورئيس بعثة المنظمة في السودان محمد رفعت، ومنسق الاستجابة الإقليمي لأزمة غزة كارل بيكر، ومسؤول البرامج في سورية محمد عبدالعظيم. 

وقال: «لمسنا مجدداً الترحيب الكبير من دولة الكويت بالعمل الإنساني، ويُسجل لها دورها المتجدد وطويل الأمد في مساندة المبادرات الإنسانية والتنموية حول العالم».

وشدد على أن الكويت تُعد من الدول الأساسية الداعمة للمنظمة الدولية للهجرة، موضحاً أن المنظمة وقعت خلال الفترة الماضية عدداً من اتفاقيات التعاون مع جهات كويتية مختلفة، فيما يجري حالياً التنسيق لبلورة شراكات جديدة في سورية واليمن والسودان، بما يعزز الجهود المشتركة لخدمة المجتمعات الأكثر تضرراً.

وأشار أبوالحسن إلى أن الزيارة تزامنت مع الإعلان عن إطلاق النداء العالمي للمنظمة الدولية للهجرة لعام 2026، الذي يشمل برامجها ومشاريعها في 172 دولة، ويهدف إلى جمع 4.1 مليارات دولار لتقديم المساعدة لنحو 40 مليون شخص، مؤكداً أهمية مساهمة الدول الداعمة، وفي مقدمها الكويت، في سد فجوة التمويل وضمان استمرار الاستجابة الإنسانية.

من جانبه، استعرض محمد رفعت الوضع الإنساني المتدهور في السودان، مؤكداً أهمية دعم الشركاء الكويتيين، ومن بينهم الصندوق الكويتي للتنمية والجمعيات الخيرية، والهلال الأحمر الكويتي، لتلبية الاحتياجات المتزايدة، لاسيما في مجالات المأوى والصحة والمياه، خصوصاً في إقليم دارفور.

بدوره، أكد عبدالعظيم أن الشراكات الدولية، وفي مقدمتها الشراكة مع دولة الكويت، تؤدي دوراً محورياً في دعم عودة النازحين السوريين وإعادة إعمار المجتمعات المحلية، بينما شدد بيكر على أن دعم الكويت يظل عاملاً أساسياً في تعزيز الاستجابة الإنسانية لأزمة غزة، في ظل اتساع حجم الاحتياجات الإنسانية.

 السودان «قلب إفريقيا النازف»

استعرضت نائبة المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة في منطقة شرق إفريقيا والقرن الإفريقي وجنوب إفريقيا، نيهان أردوغان، التحديات الإنسانية الجسيمة التي تواجهها المنطقة التي تغطيها عمليات المنظمة، والتي تشمل 25 دولة.

وأشارت أردوغان إلى أن السودان يمثل «قلب إفريقيا»، لافتة إلى أن النزاع المستمر فيه يجعل هذا القلب «ينزف»، الأمر الذي يترك تداعيات خطيرة على الدول المجاورة، خصوصاً جنوب السودان وإثيوبيا، التي تعاني بدورها تحديات داخلية واحتياجات إنسانية متزايدة، ما يفاقم الضغوط على قدراتها.

 

المصدر: جريدة الجريدة

شاركها.