اخبار الكويت

الكويت تنافس عالمياً في مجال جراحات الروبوت عن بُعد

حقق مركز صباح الأحمد للكلى والمسالك إنجازاً طبياً لأول مرة في الشرق الأوسط بإجراء عملية جراحية لاستئصال جذري للبروستاتا لمريض كويتي يعاني ورماً سرطانياً باستخدام الروبوت Medbot Toumai عن بُعد من الصين.

وحول هذا الإنجاز ومستقبل الجراحات عن بعد باستخدام الروبوت، التقت «» الفريق الذي أجرى العملية، حيث أكد أن الكويت تنافس المراكز العالمية نتيجة التطور الكبير في الجراحات باستخدام الروبوت.

من جهته، قال مدير المركز د. سعد الدوسري إنه في خطوة تضاف إلى سجل الإنجازات الطبية في الكويت، نجح فريق طبي من المركز في إجرائه أول عملية جراحية على مستوى الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن من أولويات الدول عالمياً إجراء مثل هذا النوع من العمليات المعقدة والمستعصية.

وبين الدوسري أنه أجرى الجراحة عن بعد أثناء وجوده في الصين مطلع ديسمبر الماضي بالتعاون مع فريق طبي محترف داخل المركز تعامل مع هذه الجراحة المعقدة باحترافية شديدة، خصوصاً أن المسافة بين المريض والجراح تبعد نحو 7 آلاف كيلومتر، والإنجاز في العملية هو أنه تم إجراؤها كما لو كان موجوداً بالكويت.

المرزوق: الروبوت لا يزال أداة مساعدة وربما يتطور ليقلص دور الطبيب

وأوضح أن عمليات الروبوت بدأت العام 2014 في المركز، لكن هذا النوع من عمليات الروبوت «عن بُعد» أو ما يسمى Telesurgery يعد الأول من نوعه في الخليج العربي والشرق الأوسط، لذلك تعتبر العملية إنجازاً طبياً فريداً من نوعه، في وقت تشهد المنظومة الصحية إنجازاً جديداً في عالم جراحات الروبوت.

سلامة المريض

وأضاف الدوسري أن سلامة المريض هي الأولوية الأولى والأخيرة، لذا حضر في غرفة العمليات في الكويت طاقم كامل من مركز صباح الأحمد من جراحين وأطباء تخدير وممرضين للتدخل في حال دعت الحاجة، مؤكداً أن الجراحة تمت بدقة عالية ونجاح كبير وقد غادر المريض المستشفى مع متابعة صحية بين الحين والآخر وفق برنامج علاجي.

وأشار إلى أن أهمية جراحات الروبوت عن بعد تتمثل في إتاحة الفرصة لتسهيل تبادل الخبرات وإجراء عمليات جراحية معقدة مع مراكز عالمية، علاوة على تدريب الكوادر الوطنية على استخدام الروبوت في إجراء العمليات الجراحية من أي موقع.

طفرة علاجية

بدوره، أعرب اختصاصي جراحة الكلى والمسالك والأورام د. أحمد المرزوق، عن سعادته بالمشاركة في هذا الإنجاز كواحد ضمن فريق العملية، مؤكداً أن مثل هذا النوع من الجراحات سيكون له تطبيقات عملية كثيرة بالمستقبل وسيحقق طفرة في مجال العلاجات حيث يمكن الاستعانة بأكبر الجراحين عن بعد أثناء تواجدهم في بلدان أخرى باستخدام الروبوت.

وحول صعوبات هذا النوع من العلاجات، قال المرزوق، إن أهم ما يتطلبه نجاح العمليات عن بعد هو توافر الخبرات اللازمة، وبالفعل الخبرات متوفرة في الكويت، مردفاً: كما تتطلب الجراحات عن بعد قوة في الاتصال عبر شبكة الإنترنت لضمان التواصل المستمر مع الجراح والروبوت وفريق الجراحين دون انقطاع، حيث يؤدي انقطاع النت إلى توقف عمل الروبوت، لذلك فإن الفريق الطبي يكون موجوداً في غرفة الجراحة للتدخل السريع في حال تطلب الأمر ذلك. وحول إمكانية استبدال الطبيب البشري بالروبوت في المستقبل، قال المرزوق، يطرأ هذا التساؤل بالسنوات الأخيرة وحتى الآن لا يزال الروبوت أداة مساعدة، وربما يتطور الأمر في المستقبل ويتسع دوره ليقلص دور الطبيب البشري، مستطرداً: لكن لا يمكن توقع نسبة هذا التقلص لأن الطب ليس مجرد علم بحت فقط بل يتطلب فناً وحساً بشرياً وتفاعلاً إنسانياً بين الطبيب والمريض، إلا إذا استطاع الذكاء الاصطناعي القيام بهذه الأدوار مستقبلاً.

عبدالوهاب: نسبة الخطأ في عمليات «الروبوت» ضئيلة جداً

حول مخاطر هذا النوع من الجراحات المتطورة، قال عضو فريق العملية اختصاصي المسالك البولية وجراحات الروبوت د. علي عبدالوهاب إنه لا توجد عملية جراحية خالية من المخاطر، لكن الروبوت الجراحي متواجد بالأسواق الطبية منذ ربع قرن تقريبا ونتيجة هذه التجربة الممتدة لسنوات تم تطوير عمل الروبوت والتعامل مع المخاطر والمشاكل التقنية الخاصة بالجهاز مع تدريب الجراحين على هذا النوع من العمليات.

وأكد عبدالوهاب أن هذه العمليات تعد آمنة جدا ونسبة الخطأ بها ضئيلة جدا، حتى تعتبر نسبة التحول من الجراحة بالروبوت إلى التدخل البشري لوجود خطأ في عمليات البروستاتا صفر في المئة.

المصدر: جريدة الجريدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *