وفيقة الملا: استمرار هذه المأساة بلا حل جذري يهز الأسس التي يقوم عليها نظامنا الدولي
أكدت دولة الكويت التزامها الراسخ بالعمل مع المجتمع الدولي من أجل وضع حد لأزمة مسلمي (الروهينغا) وتحقيق حل عادل وشامل ومستدام يعيد «للشعب المظلوم» مكانته وحقوقه غير القابلة للتصرف.
جاء هذا التاكيد في كلمة دولة الكويت التي ألقتها السكرتير الثاني بوفدها الدائم لدى الأمم المتحدة وفيقة الملا أمام المؤتمر رفيع المستوى في شأن حالة مسلمي (الروهينغا) وسائر الأقليات في ميانمار وذلك بالجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقالت الملا «إن ما شهده مسلمو (الروهينغا) من تطهير عرقي وتهجير جماعي ممنهج وحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية يمثل جريمة مكتملة الأركان بحق الإنسانية جمعاء».
وأضافت أن هذه السياسات أدت إلى نزوح مئات الآلاف وتكدسهم في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة بينما تستمر الانتهاكات داخل ميانمار بلا رادع في مشهد يثير قلقا بالغا في شأن استقرار المنطقة ومستقبل التعايش السلمي فيها.
وأعربت الملا عن إدانة الكويت «القاطعة» لجميع الانتهاكات المرتكبة ضد مسلمي (الروهينغا) والأقليات الأخرى مطالبة بوقفها الفوري وغير المشروط انطلاقا من ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان والقوانين الدولية ذات الصلة.
وشددت على ضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وكامل ومن دون عوائق إلى جميع المتضررين داخل ميانمار بالإضافة إلى حق (الروهينغا) في العودة إلى ديارهم عودة طوعية وآمنة وكريمة وتمكينهم من كامل حقوقهم المدنية والسياسية من دون تمييز.
وأعربت الملا أيضا عن القلق البالغ إزاء تصاعد خطاب الكراهية والتحريض على العنف وتدمير القرى والمنازل مطالبة بالتأكيد على مبدأ المساءلة وعدم الإفلات من العقاب.
ودعت إلى مضاعفة الدعم للدول المستضيفة وفي مقدمتها بنغلاديش التي تتحمل عبئا يفوق طاقتها نيابة عن المجتمع الدولي.
ولفتت الملا إلى أن «استمرار هذه المأساة بلا حل جذري يهز الأسس التي يقوم عليها نظامنا الدولي القائم على العدالة والكرامة والمساواة بين الشعوب حيث لا عدالة ولا سلام من دون أن ينال مسلمو (الروهينغا) حقوقهم كاملة ويعودوا إلى بيوتهم عودة آمنة وكريمة».
وأشادت بنجاح هذا المؤتمر المهم الذي ينعقد في وقت يواجه المجتمع الدولي اختبارا أخلاقيا وإنسانيا بالغ الخطورة.
وتقدمت الملا بالشكر إلى رئيس مجلس المستشارين في بنغلاديش محمد يونس على جهوده الحثيثة التي أثمرت عن انعقاد هذا الاجتماع بدعم واسع من مختلف المجموعات الإقليمية.
المصدر: الراي