الكنيسة القبطية المصرية احتفلت بعيد الميلاد المجيد
في أجواء روحانية جميلة، ومع تراتيل الميلاد، ووسط باقات الورود التي امتلأ بها صحن الكنيسة، وبحضور لفيف من كبار الشخصيات والهيئات الدبلوماسية والفعاليات المجتمعية رفيعة المستوى، احتفلت كاتدرائية مارمرقس للأقباط الأرثوذكس في الكويت «الكنيسة المصرية» بعيد الميلاد بالتقويم الشرقي، والذي يصادف 7 يناير من كل عام.
وقال السفير المصري بالكويت أسامة شلتوت، في كلمة بالقداس الذي أقيم ليل أمس، «اسمحوا لي أن أغتنم الفرصة لأتوجه من خلالكم باسمي ونيابة عن جميع أعضاء السفارة المصرية في الكويت بخالص التهنئة القلبية إلى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ولكم أقباط مصر الأرثوذكس بهذه المناسبة، خالص الأمنيات بدوام السكينة والسرور، داعين الله أن يعيده علينا وعلى مصرنا الحبيبة والكويت الشقيقة بالخير والأمن والسلام، مستلهمين في ذلك تعاليم السيد المسيح الداعية إلى إعلاء قيم التسامح والمحبة».
وأضاف شلتوت: «اننا نحتفل اليوم ونبدأ عاماً جديداً يشهد على الوحدة والمحبة بين أبناء الوطن، وعلى نموذج فريد لمعاني الإنسانية التي تجسدها دولة الكويت الشقيقة، للتعايش والحريات الدينية بين مختلف شعوب العالم، لتستحق بصدق لقب كويت الإنسانية».
شلتوت: 2024 يؤكد عمق العلاقات المصرية الكويتية وخطوات تعزيز مسيرة التعاون المشترك
وتابع: «لا يفوتني في هذا المقام أن أتوجه بالتهنئة إلى سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، ورئيس الوزراء سمو الشيخ أحمد العبدالله، بمناسبة العام الجديد، كما أنتهز هذه المناسبة لأتقدم بجزيل الشكر إلى قيادة صاحب السمو الحكيمة ورعايته لأبناء الوطن، متمنياً لسموه موفور الصحة والعافية لما فيه خير الشعبين الشقيقين».
وأردف: «لقد مضى عام ليؤكد مجدداً على عمق العلاقات المصرية الكويتية، فقد شهد خطوات تعزز مسيرة التعاون المشترك، تمثلت في زيارة دولة لسمو أمير الكويت لبلده الثاني مصر في أبريل الماضي، كما تم تبادل الزيارات بين وزيري خارجية البلدين، وشهد انعقاد اللجنة العليا المشتركة، وما تتضمنه من لجان فنية، وما عكسته هذه اللقاءات من توافق الرؤى بين البلدين الشقيقين تجاه وطنيهما والأمة العربية جمعاء».
وخاطب شلتوت أبناء مصر في الكويت بالقول: «أنتم سواعد الوطن خارجه، وسفراؤه بالخارج، وخير من يمثل قيمه وتقاليده ورفعة شأنه، وإحدى ركائز مسيرة التنمية المصرية التي لم تكن لتحقق نجاحاً دون أبناء مصر الأوفياء»، وجدد الدعوة لكل مصري إلى استمرار المسيرة والعمل الجاد المخلص لبناء الجمهورية الجديدة تحت القيادة الحكيمة للرئيس، «حتى نستكمل معاً مسيرة التنمية بخطى واثقة وآفاق واعدة نحو مستقبل زاهر لوطننا العزيز».
وتلا تهنئة الرئيس المصري لأقباط المهجر قائلاً: «يسعدني أن أبعث إليكم بأخلص التهاني القلبية، وأصدق التمنيات بمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، وأغتنم هذه المناسبة الطيبة كي أعرب عن أمنياتي لكم بدوام التوفيق والنجاح، داعياً الله تعالى أن يجعله عيداً سعيداً مباركاً، وأن يعيده عليكم بكل الخير والسعادة، وأن ينعم على مصرنا بدوام الرقي والرخاء».
الرخاء والازدهار
من جانبه، أعرب راعي كاتدرائية مارمرقس للأقباط الأرثوذكس القمص بيجول الأنبا بيشوي عن تمنياته للكويت بالرخاء والازدهار ولقادتها وحكومتها وشعبها الطيب بالخير والنماء.
وقدم القمص بيجول الشكر إلى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على مشاعره الطيبة، وكلمته المهنئة للمسيحيين بالخارج، كما أعرب عن شكره الوافر والكبير لصاحب السمو أمير البلاد، لرعايته السامية لقيم التآخي، ووصفه بأنه رجل الحكمة والتنمية، وقدم لسموه أصدق التهاني بمناسبة مرور عام على توليه سدة الإمارة ومقاليد الحكم.
وأضاف أن «دولة الكويت بدأت مع سموه عهداً جديداً من مراحل التطور والنمو والنهضة»، متمنياً من الله أن «يحفظ سموه بعظيم رعايته وكريم عنايته قائداً ووالداً لأهل الكويت الأوفياء وجميع المقيمين فيها، وأن يعيد الله هذه المناسبة أعواماً كثيرة وأزمنة مديدة وسموه يرفل بأثواب الصحة والعافية».
كما تقدم بالشكر والتحية إلى سمو ولي العهد، مؤكداً أن سموه صاحب مسيرة مشهودة وحافلة بالإنجازات والنجاحات، وكفاءته على مستوى كل الصعد مشهود بها، متمنياً لسموه، وللحكومة الكويتية بقيادة سمو الشيخ أحمد العبدالله الخير والسداد، ولفت إلى أن «احتفالنا بالعيد يرسم مشهداً جميلاً معتاداً في كويت التسامح والسلام، وأينما يحل التسامح تختفي الشرور ويتقوى نسيج المجتمع وتعلو القيم الإنسانية».
السلام كنز
وفي عظته بالمناسبة، والتي كان موضوعها «السلام… كيف نعيشه رغم المشاكل؟»، قال راعي كاتدرائية مارمرقس للأقباط الأرثوذكس: «مع الأحداث التي تحيط بنا والأخبار المثيرة كيف نعيش في سلام؟»، مبيناً أن «السلام كنز داخل الإنسان لا ينبغي أن يفرط فيه، وكل منا يستمد سلامه من الداخل، وعليه ألا يسمح للتشاؤم والقلق أن يتمكنا من وجدانه».
وقدم القمص بيجول «وصفة» لحفظ الإنسان سلامه، ومنها ألا يستمد سلامه من المحيطين به، لأنهم إن اضطربوا يضطرب معهم، والعكس، وأن يخضع الإنسان الظروف لمشاعره، مذكراً بأن «من يريد أن يعيش في سلام عليه أن يوسع قلبه ويعمق فكره، وألا ينشغل بالمشكلة بل بحلها، وألا ييأس بل يمتلئ بالرجاء، وأن يتذكر في كل وقت قدرة الله على حل المشكلة مهما تعاظمت»، لافتاً إلى أن «لكل مشكلة فوائد، وأن من يصمد أمام المشاكل يزداد قوة، وأن المشاكل تعلمنا الاقتراب من الله وتعلمنا الرجاء والإيمان والصبر والاحتمال والحكمة».
القمص بيجول: احتفالنا بالعيد يرسم مشهداً جميلاً معتاداً في كويت التسامح والسلام
وجدد التحية لقيادات ورجالات الداخلية، بقيادة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف، وإلى وكيل وزارة الداخلية الفريق الشيخ سالم النواف، وكل قيادات الوزارة ورجالات الأمن العام والمرور والنجدة، لما يقدمونه من جهد مخلص في تأمين كل الاحتفالات، كما وجه الشكر إلى محافظ حولي علي الأصفر، ومدير أمن حولي العميد صالح العازمي، ورجال أمن حولي، وكذلك كل قطاعات الدولة والأجهزة الإعلامية.
وفي ختام كلمته قال القمص بيجول: «أود في هذه المناسبة أن أعبر بملء الرجاء والأمل والتفاؤل باسم قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني، ونيافة الأنبا أنطونيوس مطران القدس والكويت والشرق الأدنى، وأخوتي كهنة الكاتدرائية المرقسية في الكويت، عن كل الأمنيات الطيبة بأن يعيد الله على الجميع هذه الأعياد بالخير والبركة والسلام».واستقبلت كاتدرائية مار مرقس بدولة الكويت، صباح اليوم، جموع المهنئين بمناسبة عيد الميلاد المجيد، بحضور آباء الكنيسة وهم القمص بيجول الأنبا بيشوي، والأب ماركوس الأنطوني، والأب موسى عيد، والأب يوحنا سمير، والأب يوسف مجدي، والأب تادرس جبرة.
وقد قدّم التهنئة حشد كثيف من مختلف أطياف المحتمع، حيث حضر عدد من الشيوخ والشخصيات المجتمعية الرفيعة، والسفير المصري في البلاد أسامة شلتوت، وأركان السفارة وعدد من السفراء المعتمدين بالكويت وأعضاء السلك الدبلوماسي ورجال أعمال وشخصيات إعلامية وفعاليات مجتمعية ورجال دين إسلامي ومسيحي من مختلف الطوائف والمذاهب.
المصدر: جريدة الجريدة