أول رئيس أميركي يخطب أمام الكنيست منذ 2008 يُشيد بذكاء «حماس»
عاد أكثر من نصف مليون فلسطيني الى شمال قطاع غزة منذ وقف النار الذي دخل السبت يومه الثاني، آملين العثور على مساكنهم في مدينة غزة التي تحولت ساحة من الموت والخراب، وذلك في ظل تساؤلات قائمة حول ما إذا كان «الاتفاق التاريخي»، قد يفضي إلى إرساء سلام دائم بموجب خطة الرئيس دونالد ترامب المؤلفة من 20 نقطة.
فقد تظهر الخلافات في كثير من الأمور، إذ لم يجر الاتفاق بعد على بقية النقاط في الخطة. وتشمل كيفية إدارة القطاع المدمر بعد انتهاء الحرب ومصير حركة «حماس»، التي تؤكد أنّ «موضوع تسليم السلاح المطروح خارج النقاش وغير وارد»، ولن تشارك في مراسم توقيع الاتفاق.
وفي حديثه للصحافيين في البيت الأبيض، أعرب الرئيس الأميركي عن ثقته بأن وقف النار الذي دخل حيز التنفيذ، الجمعة، «سيصمد»، قائلاً «سئموا جميعاً من القتال».
وأضاف أنه يعتقد أن هناك «توافقاً» على الخطوات التالية، لكنه أقر بأنه لايزال يتعين العمل على بعض التفاصيل.
كما وصف ترامب، قادة «حماس» بأنهم «مفاوضون جيدون وأقوياء جداً وأذكياء».
وذكر أن الحركة لديها «أمور كثيرة، وإذا استغلوها فسيكونون ناجحين جداً، وقادة حماس كانوا يعلمون أن الانتقام سيكون هائلاً وغير محتمل، وسيكون هناك دمار شامل، وهم لا يريدون ذلك، ولا أحد يريد ذلك في هذه المرحلة».
ومن المقرر أن يتوجه ترامب إلى الشرق الأوسط، حيث يزور إسرائيل أولاً قبل أن ينتقل إلى مصر للقاء «العديد من القادة»، الاثنين لمناقشة مستقبل القطاع.
وتتضمن الزيارة لإسرائيل، إلقاء خطاب أمام الكنيست، وهو الأول لرئيس أميركي منذ جورج دبليو بوش عام 2008.
في المقابل، شكر عضو المكتب السياسي لـ «حماس» باسم نعيم، الرئيس الأميركي على دوره في التوصل إلى الاتفاق، محذّراً في الوقت نفسه من أن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير لن يكون مقبولاً في أي دور مستقبلي.
وأكد في مقابلة مع قناة «سكاي نيوز» باللغة الإنكليزية: «لن نُسلِّم سلاحنا… (إلّا) عندما نحصل على دولة مستقلة ذات سيادة قادرة على الدفاع عن نفسها».
ونقلت قناة «كان» العبرية عن مصدر فلسطيني مطلع على المفاوضات أن «المرحلة الثانية غامضة تماماً، والوسطاء جعلوا كل طرف يفهم ما يريد».
إلى ذلك، ووسط أطنان من الركام والدمار، تحركت حشود ضخمة من النازحين شمالاً باتجاه مدينة غزة، ومناطق أخرى.
وسار فلسطينيون في شوارع طغا عليها اللون الرمادي إذ كستها الأنقاض، بينهم عدد كبير من الرجال معظمهم من دون أغراض شخصية.
وعندما وصلت رجا سالمي أخيراً إلى حي الرمال لم تجد منزلها. وقالت «لم يعد موجوداً، بات كومة من الأنقاض». وأضافت «وقفتُ أمامه وبكيت. كل الذكريات باتت غباراً».
وأكدت رجا سالمي أنه بعد عامين من الحرب، «لم تعد مدينة غزة كما كانت… ويبدو كل ما فينا ميتاً».
وقال سامي موسى البالغ 28 عاماً بعدما عاد إلى المدينة من دون عائلته «شعرتُ كأنني دخلتُ مدينة أشباح، وليس غزة: الشوارع مُدمرة ومُهدمة، والرمال في كل مكان، والعديد من المنازل منهارة أو منهوبة تماماً».
وتحدث عن «رائحة موت» و«دمار شامل» إلى حد أنه لم يتعرف على الأمكنة.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل إن «أكثر من نصف مليون شخص عادوا الى (مدينة) غزة» منذ الجمعة.
وأعلنت السلطات الصحية انتشال 116 جثة، مشيرة إلى وجود أكثر من 9500 مفقود في القطاع.
وفي الربيع، قدرت الأمم المتحدة أن نحو 92 في المئة من المباني السكنية في غزة تضررت أو دُمرت منذ بدء الحرب.
المصدر: الراي