قال الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، إن دمشق تجري مفاوضات مع إسرائيل للتوصل إلى اتفاق تخرج بموجبه الدولة العبرية من مناطق احتلتها، بعد إطاحة الرئيس بشار الأسد في ديسمبر الماضي.

وصرح الشرع في مقابلة مع قناة «الإخبارية» السورية مساء الجمعة، «نحن الآن في طور مفاوضات ونقاش»، مضيفاً «اعتبرت إسرائيل مع سقوط النظام، أن دمشق خرجت من هذا الاتفاق»، في إشارة إلى اتفاق فضّ الاشتباك منذ العام 1974، «رغم أن سوريا من أول لحظة أبدت التزامها» به.


وتابع «الآن يجري التفاوض على الاتفاق الأمني حتى تعود إسرائيل إلى ما كانت عليه قبل الثامن من ديسمبر»، بعد أن احتلت منطقة جبل الشيخ الحدودية المحاذية للجولان المحتل بعد سقوط الأسد.

ولفت إلى أن تل أبيب كان لديها مخطط لتقسيم سوريا، لتكون ميداناً للصراع مع الإيرانيين أو ما شابه ذلك، و«تفاجأت من سقوط النظام».

وفي شأن إيران، قال الشرع إن «سقوط النظام أدى لإخراج أذرعها من المنطقة وسوريا دخلت في حال من البرود في العلاقة مع إيران»، مؤكداً أن بعض الأطراف الإيرانية لاتزال تنظر إلى أنها خسرت المحور بأكمله بخسارتها لسوريا على أنها أهم موطئ قدم بالنسبة لها.

وأكد أن بلاده «لا تريد أن تكون مع أي دولة في العالم بحال من القلق والتوتر، والكرة في ملعب الدول التي تريد إثارة الفتن والقلاقل في سوريا».

أميركياً، قال الشرع إن بلاده «استطاعت بناء علاقة جيدة مع واشنطن والغرب عموماً مع الحفاظ على علاقة هادئة مع روسيا»، مشيراً إلى أن العلاقة مع مصر «تمضي نحو التحسن».

وأضاف أن «هناك روابط وثيقة ما بين سوريا وروسيا، ولدت منذ نشأة سوريا عام 1946، ولا ينبغي العبث في بنية الدولة من داخلها وإذا أردنا أن نحول بعض المسارات، فيجب أن تحول ضمن إستراتيجية هادفة»، مؤكداً أن بلاده لديها ارتباطات متعددة مع موسكو سابقاً و«نحن ورثناها فينبغي الحفاظ عليها وإدارتها بطريقة هادئة ورزينة».

وأوضح الرئيس الانتقالي، أنه «عندما وصلنا إلى محافظة حماة في معركة التحرير جرت مفاوضات بيننا وبين روسيا، وعند وصولنا إلى محافظة حمص ابتعد الروس في هذا الوقت عن معركة التحرير وانسحبوا تماماً من المشهد العسكري ضمن اتفاق جرى بيننا وبينهم».

وأكد أن الروس أعطوا التزامات معينة لسوريا الحالية ونحن أعطينا التزامات ونحن وفينا بها وهم وفوا بها حتى اللحظة، مشيراً إلى تجنّب قواته مهاجمة القاعدة الجوية الروسية في حميميم.

وفي الشأن الداخلي، قال الشرع إن «مشروع إعادة الإعمار كلمة صغيرة لكن فيها تفاصيل كثيرة تستغرق وقتاً طويلاً، فهو منهج عمل، ونحن نبدأ بالمتاح وحسب الأولويات».

كما تحدث عن السويداء، موضحاً أنها شهدت «خلافاً بين البدو والطائفة الدرزية الكريمة هناك وتطور هذا الخلاف، حصلت أخطاء من جميع الأطراف من الطائفة الدرزية الكريمة ومن البدو، وحتى من الدولة نفسها».

وأكد أن «سوريا لا تقبل القسمة وأي طموح في استقلال أو ما شابه ذلك… إذا أراد شمال شرق سوريا أن يذهب إلى نوع من التقسيم فإن ذلك سيضر العراق وتركيا».

وتابع أن سوريا «لن تتنازل عن ذرة تراب واحدة من أرضها، ومجتمع السويداء جزء أساسي من المجتمع السوري وهو مكون أصيل فيه».

تعاون سوري أميركي

من جهة أخرى، استقبل الشرع وعقيلته لطيفة الدروبي القائد الجديد للقيادة الوسطى الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) الأدميرال براد كوبر وعقيلته سوزان كوبر في دمشق.

وذكرت الرئاسة السورية في بيان أن الشرع وكوبر تناولا «آفاق التعاون في المجالات السياسية والعسكرية، بما يخدم المصالح المشتركة ويرسخ مقومات الأمن والاستقرار في سوريا والمنطقة».

وأضافت أن اللقاء الذي شارك فيه المبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك عكس «الحرص المشترك على تعزيز الشراكة الإستراتيجية، وتوسيع قنوات التواصل».

المصدر: الراي

شاركها.