أكد وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية خالد العجمي، أن العمل الخيري ليس نشاطاً محدوداً أو جهداً مؤقتاً، بل إرث وطني متجذر في وجدان الكويت منذ نشأتها، وقيمة أصيلة جعلت من العطاء نهجاً، ومن المسؤولية سلوكاً، ومن الحوكمة منهجاً يضبط المسيرة ويحفظ الأمانة.

وقال العجمي، في كلمته خلال الملتقى الثالث لحوكمة العمل الخيري الذي نظمته جمعية إنسان الخيرية تحت عنوان «الحوكمة المالية في العمل الخيري»، إن «الكويت كانت ولا تزال منارة للعمل الخيري المؤسسي الذي أضاء دروب العطاء في مختلف أنحاء العالم، مستلهماً نهجه من القيادة السياسية الحكيمة، ومن رجالات صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فجعلوا من الحوكمة سلوكاً مجتمعياً ومنهجاً مؤسسياً».

وأوضح العجمي، أن الشفافية والمساءلة أصبحتا الركيزة الأساسية لاستدامة العمل الإنساني، والضمان الحقيقي لاستمرار الثقة بين المؤسسات والمجتمع، وبين العطاء والمستفيدين منه، مشدداً على أن الحوكمة المالية ليست مجرد أرقام تُسجل أو تقارير تُرفع، بل «فلسفة إدارية متكاملة تقوم على وضوح الرؤية وصحة القرار وعدالة التوزيع واستدامة الأثر».

وأضاف العجمي، أن «الوزارة تؤمن بأن المرحلة المقبلة تتطلب إعادة صياغة المفاهيم الإدارية في القطاع الخيري من خلال تعزيز الشفافية، وتطوير أنظمة الرقابة، وتوسيع قاعدة التحول الرقمي في الأداء المالي، بما يجعل من العمل الخيري نموذجاً يحتذى في الكفاءة والانضباط».

وأكد أن الحوكمة المالية تمثل شريان الثقة الذي يربط المؤسسات بمسؤوليها والمتبرعين بمشروعاتهم والمجتمع بثمرة عطائه، وهي السياج الذي يصون سمعة مؤسساتنا ويحفظ مكانة الكويت بين دول العالم.

وأشار إلى أن الملتقى يشكل منصة لصناعة المستقبل الخيري، وفرصة لتوحيد الرؤى بين العقول والخبرات لبناء منظومة خيرية أكثر نضجاً وكفاءة، قادرة على مواجهة التحديات وصون ثقة المجتمع في مؤسساته.

المصدر: جريدة الجريدة

شاركها.