كشفت دراسة حديثة عن نتائج مثيرة حول تأثير السهر الليلي المفرط على القدرات الإدراكية والصحة العقلية.

وأظهرت نتائج الدراسة، التي نشرتها «Neuroscience News»، أن «مدمني السهر ليلاً غالباً ما يتمتعون بقدرات إدراكية أعلى في مجالات مثل التفكير الإبداعي وحل المشكلات المعقدة، إذ يكون دماغهم أكثر مرونة في ساعات الليل، ما يمنحهم ميزة تنافسية في بعض المهن الإبداعية أو التقنية».


وأشارت النتائج إلى أن «هؤلاء الأشخاص يحققون أداءً أفضل في اختبارات الذكاء غير اللفظي، ويبدون قدرة أكبر على التكيف مع المهام الجديدة».

ومع ذلك، حذرت الدراسة من أن السهر المستمر واضطراب مواعيد النوم يرتبطان بزيادة مخاطر القلق، الاكتئاب، واضطرابات المزاج. إذ أن قلة النوم أو عدم انتظامه تؤثر سلباً على الصحة العقلية والجسدية، وتزيد من احتمالية الإصابة بأمراض مزمنة على المدى الطويل. كما أن السهر قد يؤدي إلى ضعف التركيز، وتراجع الذاكرة، وانخفاض الإنتاجية في ساعات النهار.

وينصح الخبراء عشاق السهر ليلاً باتباع إستراتيجيات لتحسين جودة النوم، مثل تحديد مواعيد نوم واستيقاظ منتظمة، تجنب استخدام الشاشات الإلكترونية قبل النوم، والتعرض للضوء الطبيعي صباحاً لتنظيم الساعة البيولوجية للجسم. كما يوصون بممارسة تقنيات الاسترخاء، مثل التأمل أو التنفس العميق، للتقليل من التوتر وتحسين نوعية النوم.

وتسلط هذه الدراسة الضوء على أهمية تحقيق التوازن بين الاستفادة من القدرات الإبداعية المرتبطة بالسهر، وبين الحفاظ على الصحة النفسية والجسدية عبر عادات نوم صحية. وتدعو إلى مزيد من البحث حول كيفية إدارة أنماط النوم المختلفة بما يتناسب مع متطلبات الحياة والعمل في العصر الحديث، مع التأكيد على أن النوم الجيد يظل أساساً لصحة الدماغ والأداء الذهني الفعال.

المصدر: الراي

شاركها.