السمنة في الكويت… مشكلة صحية تتصاعد
أصبحت السمنة بالكويت، في السنوات الأخيرة، واحدة من أكبر القضايا الصحية التي تواجه المجتمع، حيث سجلت الكويت أعلى معدل للسمنة في العالم العربي، إذ يعاني 77 بالمئة من السكان زيادة الوزن، في حين تصل نسبة البدانة إلى 40 بالمئة من السكان، مما يجعل الكويت تتصدر هذه القائمة على مستوى المنطقة.
وتشير الإحصاءات إلى أن 77.9 بالمئة من الأشخاص في الكويت يعانون زيادة الوزن، وإضافة إلى ذلك، فإن الإحصاءات المتعلقة بالسمنة لدى الأطفال بالكويت، التي تتراوح نسبتها بين 23 و26.9 بالمئة للفئات العمرية من 5 إلى 19 سنة، توضّح مدى خطورة الوضع، لأن تزايدها بين الأطفال يدق ناقوس الخطر.
وتمثّل هذه الأرقام حقيقة مقلقة تهدد صحة الأجيال القادمة، وتعددت الأسباب التي تسهم في هذه الزيادة المقلقة بمعدلات السمنة في الكويت، ومنها قلّة النشاط البدني، وسوء التغذية، وأثر العوامل الوراثية، فقلّة ممارسة الرياضة ونمط الحياة الساكن ساهما بشكل كبير في هذه المشكلة.
وعلى الرغم من أن للجينات دوراً كبيراً بنسبة تصل إلى 50 بالمئة في تحديد احتمالية الإصابة بالسمنة، فإن نمط الحياة الخامل واختيارات الطعام السيئة يبقى العامل الأكبر في هذه الظاهرة.
النموذج الياباني
وإذا نظرنا إلى البلدان التي نجحت في الحد من مشكلة السمنة، فسنجد أن اليابان تعتبر من أبرز الدول التي حققت نجاحاً في هذا المجال، حيث تصل نسبة السمنة بها إلى حوالي 4 بالمئة فقط. ويرجع الفضل في ذلك إلى ممارسات ثقافية، مثل «شوكويكو» (التثقيف الغذائي)، الذي يعزز عادات الأكل الصحية والحياة النشطة منذ سنّ مبكرة.
ففي المدارس اليابانية، يتم تعليم الأطفال كيفية اختيار الأطعمة الصحية وممارسة الرياضة بشكل منتظم، مما يسهم في تكوين عادات غذائية صحية تدوم طوال الحياة.
الحلول المطروحة
أما في الكويت، فيجب أن تكون التربية البدنية والتعليم الغذائي في المدارس جزءاً أساسياً من المنهج الدراسي.
وتخصص المدارس الحكومية، حالياً، حصتين للتربية البدنية أسبوعياً في المرحلة الابتدائية، وحصة واحدة فقط في المرحلتين المتوسطة والثانوية. ومع ذلك، فإن وزارة الصحة أكدت ضرورة زيادة هذه الحصص كإجراء وقائي لمواجهة الأمراض المزمنة، مثل السكري وأمراض القلب وضغط الدم، خاصةً في ظل ارتفاع الأمراض المرتبطة بنقص النشاط البدني.
كما أن التربية البدنية ليست مجرد درس رياضي في المدارس، بل هي منهج حياة، إذا تم تعزيزها بشكل فعّال بالمدارس، وبتكاملها مع التثقيف الغذائي، يمكننا الحد من السمنة وتحقيق نتائج إيجابية.
والحلول موجودة في أيدينا، بتعزيز الوعي الصحي، وتحسين الوجبات المدرسية، وتشجيع الأطفال والشباب على ممارسة الرياضة بشكل منتظم، وتكمن الحلول أيضاً في التوعية والتغيير، ويجب أن تكون لدينا استراتيجية متكاملة لتحسين نمط الحياة في الكويت، من خلال تعزيز التربية البدنية والتعليم الغذائي، وبالتالي ضمان صحة أفضل للأجيال القادمة. نحن بحاجة إلى أن نكون جزءًا من الحل، ونتحمل المسؤولية تجاه صحتنا ومستقبل شبابنا.
المصدر: جريدة الجريدة