بعد 3 سنوات أمضاها سفيرا لبلاده في الكويت، عبّر السفير الهندي آدارش سويكا عن امتنانه للكويت، قيادةً وشعباً، على حسن الاستقبال ودفء العلاقات طوال السنوات الثلاث الماضية، لافتاً إلى أن تجربته في الكويت كانت ثرية بالعمل والإنجازات والذكريات، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن «العلاقات بين الهند والكويت تمر بأفضل مراحلها».

وفي لقاء وداعي مع الصحافيين، عبّرالسفير الهندي عن خالص شكره وامتنانه لممثلي وسائل الإعلام الكويتية، «على الدعم الكبير الذي حظيت به خلال السنوات الثلاث الماضية». وقال: «لمست منكم تعاوناً استثنائياً، ليس من المألوف أن نشهده في كل البلدان، حيث نقلتم نشاطات السفارة، وأوجه التعاون بين بلدينا، بصورة إيجابية وبنّاءة».

وتابع: «ساهمت جهودكم، في حدود المهنية الصحافية التي تعملون وفقها، في إبراز العلاقات الهندية الكويتية على نحو يعكس عمقها، وأسهمت بشكل مباشر في تعزيز الروابط الثنائية بين بلدينا خلال الأعوام الماضية. واليوم، بعد ثلاث سنوات من عملي هنا، أستطيع أن أقول بثقة إن العلاقات بين الهند والكويت تمر بأفضل مراحلها».

وقال سويكا: «عندما وصلت إلى الكويت عام 2022، كانت هناك بعض القضايا العالقة، ولم تشهد العلاقات الثنائية أي زيارات رفيعة المستوى منذ أكثر من عقد، لكن ما حصل في العامين الأخيرين، خصوصاً منذ النصف الثاني من 2023 حتى 2024، كان لافتاً، إذ شهدنا زخماً في الاتصالات والزيارات على أعلى المستويات السياسية. والحدث الأبرز كان زيارة رئيس الوزراء ناريندرا مودي للكويت، بعد فجوة امتدت 43 عاماً منذ آخر زيارة لرئيس وزراء هندي، وقد حملت هذه الزيارة رمزية عالية ومعاني عميقة، سواء من حيث المضامين أو النتائج».

وتابع: «عملنا خلال هذه الفترة على تعميق التعاون في المجالات القائمة، وفي الوقت نفسه على توسيع آفاقه، وبلغ حجم التبادل التجاري بين بلدينا خلال السنوات الماضية نحو 17 مليار دولار».

وقال سويكا: «أطلقنا مجموعة عمل في مجال الأمن الغذائي والزراعة، حيث إن كثيراً من المنتجات الغذائية الهندية أساسية للأمن الغذائي الكويتي، كما أن صادرات الكويت من النفط والغاز المسال تُعد حيوية لاحتياجات الهند من الطاقة. وفي مجال التكنولوجيا والعلوم، هناك تعاون مثمر بين مؤسسات البلدين، من أبرزها التعاون بين وكالة الفضاء الهندية (ISRO) ونظيراتها الكويتية».

وعلى الصعيد السياحي، قال سويكا: «أولينا اهتماماً خاصاً بالسياحة، وأطلقت الهند نظام التأشيرة الإلكترونية للكويتيين في يوليو الماضي لمدة تصل إلى 5 سنوات، أما على صعيد الروابط الإنسانية والثقافية، فقد لمست شخصياً عمق العلاقات التاريخية بين شعبينا، حيث يحمل معظم البيوت الكويتية ذكريات وروابط مع الهند، سواء عبر الرحلات البحرية القديمة، أو عبر ملامح التراث المعماري والمفردات اللغوية المشتركة، إذ أظهرت الدراسات أن هناك نحو 300 كلمة هندية مستخدمة في اللهجة الكويتية، كما أن للسينما الهندية حضوراً في الوعي الكويتي، بما في ذلك الأفلام والبرامج المعروضة عبر التلفزيون الكويتي».

وبينما تطرّق إلى الجانب الصحي معتبراً أنه «شكّل أيضاً محوراً بارزاً للتعاون، حيث يعمل أكثر من 1000 طبيب و30 ألف ممرض وممرضة هندي في الكويت»، أعرب السفير الهندي عن فخره «بالجالية الهندية في الكويت، التي يزيد عددها اليوم عن مليون شخص، حيث أثبت أبناؤها أنهم مجتمع مسالم، ملتزم بالقوانين، ومساهم إيجابي في المجتمع الكويتي».

المصدر: جريدة الجريدة

شاركها.