دعا السفير العراقي لدى البلاد، المنهل الصافي، رجال الأعمال والمستثمرين والشركات الكويتية إلى الاستثمار في بلاده، مبينا أن هناك فرصاً واسعة في قطاعات السكن والصحة والنقل والمواصلات والبنية التحتية والمصارف، ومؤكداً أن العراق عدّل خلال العامين الماضيين قوانين العمل والضمان الاجتماعي، بما يوفر حماية أكبر لرؤوس الأموال، ويسهم في جذب الاستثمارات، موضحاً أن «كثيرا من رجال الأعمال والشركات الكويتية دخلوا فعلاً سوق العراق، نظراً للفرص الاستثمارية الواعدة، مع وجود 46 مليون نسمة في بلادنا».
وخلال لقاء وداعي مع بعض وسائل الإعلام المحلية بالسفارة العراقية، في ختام 5 سنوات قضاها في الكويت، أكد الصافي أن «صفحة الماضي قد طُويت وأُغلقت بدخول المواطنين العراقيين إلى الكويت»، مشدداً على أن هذا التطور جاء ثمرة «جهود وشراكة حقيقية»، وبتوجيهات سامية من سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، وبتنسيق مباشر مع النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الشيخ فهد اليوسف، إلى جانب تعاون مختلف الأجهزة المعنية.
وأوضح أن الرياضة، ولا سيما كرة القدم، كانت «المفتاح لتقريب الشعوب»، حيث بدأت بتصفيات كأس العالم في سبتمبر الماضي، مروراً ببطولة الخليج 25 في البصرة، وصولاً إلى «خليجي 26» بالكويت، مؤكداً أن هذه المناسبات الرياضية رسّخت روح المحبة والوفاء المتبادل بين الشعبين، وأسهمت في تغيير الصور النمطية وفتح صفحة جديدة.
وعن الملفات الاقتصادية، كشف الصافي عن توجّه لتعزيز التجارة البينية، مشيراً إلى أن العراق فعّل نظام «الترانزيت»، بما يجعله ممراً حيوياً للبضائع من أوروبا إلى الخليج والعكس.
وأضاف أن شاحنات تجريبية عبرت بالفعل من أوروبا، مروراً بتركيا والعراق ووصلت إلى ميناء الشويخ بنجاح، في خطوة تمهّد لفتح شريان اقتصادي جديد يخدم اقتصادات دول المنطقة.
وأوضح أنه بحث مع الجهات الكويتية المختصة السماح للشاحنات العراقية بالوصول إلى الموانئ الكويتية والعكس، بما يخدم المصالح المشتركة.
وبشأن الملفات الثنائية، أكد السفير العراقي وجود «رغبة جادة لدى الجانبين لحلّ ما تبقى من قضايا»، موضحاً أن بعض الملفات أُغلق بالفعل، فيما يجري العمل عبر القنوات الدبلوماسية لاستكمال بقية الملفات، بما يعزز مسيرة التقارب ويخدم مصالح البلدين والشعبين.
وأعلن الصافي تعيين د. أسامة الناشي سفيراً جديداً للعراق لدى الكويت، موضحاً أنه دبلوماسي مخضرم خدم بعدة بعثات في فيينا والقاهرة ومانشستر، وكان يشغل منصب رئيس دائرة الاتصالات في وزارة الخارجية العراقية، معرباً عن ثقته بقدرته على مواصلة العمل وتطوير العلاقات الثنائية.
وأعرب الصافي عن اعتزازه بالجالية العراقية المقيمة في الكويت، واصفاً إياها بأنها «من الجاليات الملتزمة والمندمجة في المجتمع الكويتي، وساهمت وتساهم في هذا المجتمع، ولم تُسجّل بحقها مشكلات تُذكر، وهو ما يعكس حرصها على التعايش في بلد جار وشقيق بكل احترام».
وفي ختام كلمته، جدّد الصافي شكره لسمو أمير البلاد وللقيادة السياسية الكويتية، ولكل من ساند الجهود المشتركة، مؤكدا أن «التعاون مستمر، وأن الأبواب ستظل مفتوحة لمزيد من الشراكة لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين».
المصدر: جريدة الجريدة