عادل الزامل: باكورة المشاريع العملاقة للطاقة بالتعاون مع «الشراكة»
نأمل البدء في تنفيذ محطة الشقايا من الجانب الصيني العام المقبل
لدينا خارطة طريق لمشاريع تحقّق «ZERO» كربون… والمشروع الجديد أحدها
وقّعت هيئة مشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص، بالتعاون مع وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة، أمس الأحد، وثيقة الالتزام لتنفيذ مشروع محطة الزور الشمالية «المرحلتين الثانية والثالثة» مع تحالف شركة أكوا باور ومؤسسة الخليج للاستثمار، وهو أحد أضخم المشاريع التي تولتها الهيئة حتى اليوم، ويحظى بدعم تمويلي من مجموعة من البنوك المحلية والعالمية، بتكلفة تتجاوز مليار دينار.
حضر التوقيع وزير الكهرباء والماء والطاقة المتجددة، ووزير المالية ووزير الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار بالوكالة الدكتور صبيح المخيزيم، وسفير المملكة العربية السعودية لدى الكويت الأمير سلطان بن سعد آل سعود، ومديرة هيئة مشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص أسماء الموسى، ورئيس مجلس إدارة شركة أكوا باور محمد أبو نيان.
وبموجب العقد، سيتولى التحالف الفائز مسؤولية تصميم وتمويل وبناء وتشغيل وصيانة وتحويل المشروع، الذي يهدف إلى إنشاء محطة متكاملة لإنتاج الطاقة الكهربائية وتحلية المياه، وذلك من خلال تأسيس شركة مساهمة عامة، وفقاً لأحكام القانون 39 لسنة 2010، بتأسيس شركات كويتية مساهمة تتولى بناء وتنفيذ محطات القوى الكهربائية وتحلية المياه في الكويت وتعديلاته، والقانون رقم 116 لسنة 2014، بشأن الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
أكبر تعاون
وعلى هامش العقد، اعتبر وكيل وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة الدكتور عادل الزامل، أن مشروع محطة الزور الشمالية «المرحلتين الثانية والثالثة» يعد أكبر محطة لتوليد الكهرباء بتاريخ الكويت، وباكورة المشاريع العملاقة للطاقة في البلاد، بالتعاون مع هيئة الشراكة.
وقال الزامل إن «هذا المشروع يعتبر متميزاً بحكم حجمه، وتوقيعه يعد نجاحاً كبيراً، حيث أننا نتحدث عن قدرة إنتاجية لا تقل عن 2700 ميغاواط و120 مليون غالون مياه يومياً. والوزارة تعمل من خلال تنفيذ هذه المحطة على تخفيف تكلفة الإنتاج، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على ميزانية الدولة ومستقبلاً على التعرفة».
وأعرب عن تفاؤله بالشراكة الجديدة مع شركة «أكوا باور» السعودية، مشيراً إلى عدة «مشاريع يجري الإعداد لطرحها، منها مشروع محطة الخيران (المرحلة الأولى)، ومشروع الشقايا للطاقة الشمسية (المرحلتان الثالثة والرابعة)، وهو مشروع يعتبر من أكبر المشاريع في العالم». وأوضح أنه «خلال السنوات الثلاثة المقبلة سنرى باكورة إنتاج هذه المشاريع وتوسع الشبكة الكهربائية في الكويت وتوفير خدمة أفضل للكهرباء والماء»، متوقعاً أن تدخل أولى وحدات مشروع الزور الشمالية الخدمة في يونيو 2028، على أن يتم بعدها بمدة شهرين إضافة 1000 ميغاواط.
«زيرو» كربون
وتابع الزامل «سنعمل مع شركة أكوا باور على تعجيل دخول هذه الوحدات إلى الخدمة، وتذليل أي عوائق أمام تنفيذ هذا المشروع وفق برنامجه الزمني».
وبيّن أن «مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص الخاصة بالطاقة، تتضمن خارطة طريق للوصول إلى (ZERO) كربون، ومشروع الزور الشمالية المرحلة الثانية والثالثة يعد واحداً من ضمن هذه المشاريع، إضافة إلى مشاريع الطاقة الشمسية التي سيتم تنفيذها».
وبشأن الموقف التنفيذي لمشروع الشقايا، قال إن «المشروع مازال قيد إعداد الدراسة الفنية من قبل الجانب الصيني، ونحن في انتظار هذه الدراسة لدراستها من قبلنا ونأمل خلال الأشهر القادمة أن ننتهي من هذا المشروع ويدخل الخدمة ابتداء من عام 2028»، لافتاً إلى أن الكويت وقّعت مع الصين اتفاقية تفاهم بتاريخ 17 مارس، وتم منحهم فرصة لمدة 6 أشهر قابلة للتجديد، ونأمل أن يتم البدء في تنفيذ المشروع في الربع الأول من العام القادم 2026.
مشاريع وتطوير
قال الزامل إن هناك مجموعة من المشاريع يجري طرحها، وإذا سارت كما هو مخطط له فسيكون وضع الطاقة في 2028 أفضل، ومن ثم سيكون مشروعا الزور الشمالية والشقايا قائمين في 2029.
ولفت إلى وجود خطة لدى الوزارة لتحديث محطتي الشعيبة الجنوبية والدوحة الشرقية باعتبارهما محطات قديمة.
محطة محورية
أوضحت هيئة الشراكة، في بيان لها، أن المشروع يمثل محطة محورية ضمن إستراتيجية الدولة لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء والمياه، ودعم استقرار الشبكة الكهربائية الوطنية وتعزيز جاهزيتها لمواكبة مشاريع التنمية المستقبلية، لافتة إلى أن المشروع يعكس التوجه الحكومي نحو اشراك القطاع الخاص في تطوير البنية التحتية والاستفادة من خبراته، بما يسهم في خفض التكاليف وتسريع الإنجاز وتحقيق الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية، إلى جانب جذب الاستثمارات الأجنبية وتمويل مشاريع تنموية كبرى داخل البلاد.
تقنية الدورة المركبة
ذكرت الهيئة أن «المشروع يعد ثاني مشروعات مجمع الزور لإنتاج الطاقة وتحلية المياه حيث تصل طاقته الإنتاجية إلى ما لا يقل عن 2700 ميغاواط باستخدام تقنية الدورة المركبة إلى جانب قدرة تحلية تبلغ 120 مليون غالون إمبراطوري يومياً».
ضعفا المرحلة الأولى
أوضحت الهيئة أن «المشروع يمثل أحد أضخم مشاريع الهيئة حتى اليوم، إذ تبلغ قدرته الإنتاجية نحو ضعفي ما تم إنجازه في المرحلة الأولى، كما يحظى بدعم تمويلي من مجموعة من البنوك المحلية والعالمية بتكلفة تتجاوز مليار دينار، ما يعكس مستوى الثقة العالية التي تحظى بها بيئة الاستثمار والشراكة في الكويت.
السفير بن سعد: المشروع جزء من التكامل الاقتصادي بين البلدين
أكد سفير خادم الحرمين الشريفين الأمير سلطان بن سعد آل سعود، أن مشروع محطة الزور الشمالية امتداد لشراكات إستراتيجية وجزء من التكامل الاقتصادي بين دولة الكويت والمملكة العربية السعودية. وأشاد السفير، في تصريح لـ«كونا»، بالعلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين الشقيقين في كافة الأصعدة واصفا إياها بـ«المصير والمستقبل الواحد». وقال إنّ «تحالف شركة (أكوا باور) في تنفيذ المشروع يدل على كفاءتها، وخاصة أنها تعد من أكبر الشركات السعودية في مجال الطاقة، علاوة على ثقة القيادة الكويتية فيها»، مؤكداً حرص القيادة السعودية على دعم وتطوير الشركات وخلق فرص للمنافسة على المسارات العالمية.
الموسى: تأسيس شركة مساهمة عامة للمشروع 50 في المئة منها للمواطنين
أكدت مديرة هيئة الشراكة بين القطاعين العام والخاص بالتكليف أسماء الموسى، أن المشروع سيتم تنفيذه وفق نظام «P.P.P» للشراكة، موضحة أن حصة المستثمر الأجنبي ستبلغ 40 في المئة، فيما سيتم توزيع 50 في المئة من المشروع على المواطنين وتوزيع 10 في المئة على الجهات العامة التي يحق لها الاستثمار في هذا النوع من المشاريع. ولفتت إلى أن هذا المشروع يعكس التوجه الحكومي نحو إشراك القطاع الخاص في تطوير البنية التحتية والاستفادة من خبراته، في مجالات التصميم والتنفيذ والتشغيل، بما يسهم في خفض التكاليف وتسريع الإنجاز وتحقيق الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية، إلى جانب جذب الاستثمارات الأجنبية وتمويل مشاريع تنموية كبرى داخل البلاد. وأوضحت أنه سيتم تأسيس شركة مساهمة عامة، وتوقيع عقود الشراكة للمباشرة بأعمال التصميم والبناء والتشغيل، مبينة أن الشركة ستدرج في بورصة الكويت فور البدء بعملياتها التجارية والمتوقع في منتصف عام 2028.
المصدر: الراي