الذكرى 33 لاستقلال طاجيكستان… نقطة تحوُّل في التاريخ الحديث
في 9 سبتمبر 1991، استعادت طاجيكستان استقلالها، واعترف المجتمع الدولي بها كدولة مستقلة.
حصل شعبنا، بعد آلاف السنين، على دولة وطنية، باستخدام تقاليد دولة سامانيان القوية، وأثبت مرة أخرى أن الشعب الطاجيكي القديم قادر على الحفاظ على راية دولته الملوح بها.
تحتفل حكومة وشعب طاجيكستان اليوم بالذكرى 33 لاستقلال الدولة وهي علامة بارزة ونقطة تحوُّل في التاريخ الحديث للبلاد، ولحظة من السعادة والكرامة العالية للشعب الطاجيكي القديم والمبدع.
خلق استقلال الدولة فرصة تاريخية فريدة لشعبنا ليتحد تحت علمه الوطني، من خلال عمل متماسك ومبدع، لحل أصعب المشاكل، وإزالة أصعب العقبات، لقيادة بلدنا الحبيب إلى مرحلة اجتماعية مستدامة النمو الاقتصادي.
اليوم، يمكننا أن نقول بفخر إنه في فترة تاريخية قصيرة، تم اتخاذ خطوات فعَّالة لتعزيز ركائز دولة طاجيكستان المستقلة والديموقراطية والعلمانية والاجتماعية حقاً، وتم تحديد الاتجاهات الرئيسية لسياسة الدولة الداخلية والخارجية مع مراعاة المصالح الوطنية. يتم تنفيذ برامج واسعة للتطوير والتوسع في جميع مجالات الحياة العامة، بما في ذلك القطاعات الاقتصادية والاجتماعية.
من المهم للغاية الإشارة إلى هذه النقطة أنه من أجل تحقيق الاستقلال الكامل والاعتراف كدولة طاجيكستان المستقلة، فإن جهود مؤسس السلام والوحدة الوطنية، زعيم الأمة، رئيس الجمهورية إمام علي رحمان، فريدة جداً.
خلال فترة الاستقلال، وعلى الرغم من التأثير السلبي لعوامل الأزمة والعمليات الدولية المختلفة، تم ضمان التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد.
وجَّهت الدولة كل جهودها لخلق ظروف معيشية كريمة لكل مواطن، ونفذت العديد من الأنشطة، مستخدمة جميع الموارد والفرص لحل المشاكل والمهام في المجالات الاجتماعية، بما في ذلك العلوم والتربية والثقافة والرعاية الصحية، ودعم الفئات المحتاجة في المجتمع، واستقطاب أكبر عدد ممكن من المراهقين والشباب إلى تعليم نوعي، وتثقيفهم بروح الوطنية.
وساهم تنفيذ هذه السياسة الحكيمة في التعزيز الشامل لعلاقات طاجيكستان مع جميع دول العالم، ولا سيما دول المنطقة.
لقد جعل استقلال الدولة طاجيكستان أقرب إلى العالم والعالم أقرب إلى طاجيكستان، وأدت سياسة «الأبواب المفتوحة» إلى زيادة غير مسبوقة في سُلطة وسُمعة طاجيكستان على المستوى الدولي.
نتيجة لذلك، على مدى أكثر من ثلاثة عقود، حققنا نجاحاً مرتبطاً بشكل مباشر بالتطوير الإضافي لدولتنا المستقلة.
يعتبر دور دولتنا، خصوصاً في المنظمات المؤثرة، فعالاً وبنَّاءً في معالجة القضايا المُلحَّة ذات الأهمية العالمية والإقليمية، مثل ضمان الأمن والاستقرار والصحة البيئية والمناخية.
نحن مقتنعون بأن معظم الدول تعترف بموقف ومبادرات طاجيكستان كدولة رائدة في مسائل المياه والمناخ وحماية الأنهار الجليدية، وتتعاون معنا في هذا المسار البنَّاء.
تتمتع طاجيكستان اليوم بعلاقات دبلوماسية وودية مع أكثر من 180 دولة في العالم، وهي عضو كامل في 57 منظمة دولية وإقليمية.
كانت الكويت من أولى المجتمع الدولي التي اعترفت رسمياً باستقلالنا، كما كانت الكويت أول دولة عربية قام رئيس طاجيكستان بزيارة رسمية لها.
أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية طاجيكستان ودولة الكويت في 31 مارس 1995.
وتُعد الكويت اليوم أحد شركائنا المهمين والموثوقين في المنطقة. إن العامل الأساسي في تطوير وتعزيز العلاقات الطيبة بين طاجيكستان ودول العالم العربي، بما في ذلك الكويت، هو أولاً وقبل كل شيء السياسة الخارجية المتوازنة والشفافة والموثوقة للرئيس علي رحمان.
إنه لمن دواعي السرور أن تتمتع علاقات التعاون بين طاجيكستان والكويت بمثل هذا العامل الأساسي روابط الصداقة والأخوة بين القادة، وتتطور في ضوء ذلك.
يتمتع البلدان بفرص واسعة للتعاون المثمر في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والسياحة، وتحاول الدوائر المعنية في البلدين اليوم إقامة علاقات اقتصادية وتجارية باستخدام الفرص المتاحة.
وفي هذا الصدد، ستعقد إلى نهاية السنة الدورة الرابعة للجنة الكويتية الطاجيكية المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والفني، حيث سيتم بحث كل أوجه التعاون بين المسؤولين من الجانبين. كما سيتم تحديد مجالات جديدة للتعاون، ومن المتوقع أيضاً أن يتم التوقيع على العديد من وثائق التعاون الجديدة على هامش اجتماعات اللجنة المشتركة. نأمل من خلال هذا الاجتماع أن يتوصل الطرفان إلى النتائج المرجوة.
ولا شك في أن الإنجازات المذكورة هي نتيجة الاستقلال والسيادة لبلدنا لمدة 33 عاماً، وأصبح الأساس الرئيسي لتغيير سُمعة الدولة، وزيادة نفوذها وسُلطتها على الساحة الدولية. ونحن على ثقة بأن طاجيكستان، بقيادة الرئيس إمام علي رحمان، ستحتل مكانة مرموقة بين الدول النامية في العالم بالسنوات القادمة، انطلاقاً من الروح البنَّاءة العالية للشعب.
سفير طاجيكستان وعميد السلك الدبلوماسي في الكويت
المصدر: جريدة الجريدة