يصادف هذا العام الذكرى السنويةَ الثمانين لانتصارالحرب العالمية ضد الفاشية، وكذلك الذكرى السنوية الثمانين لاستعادة سيادة الصين على تايوان.

ومن المقرر أن يُعقد في أكتوبر الجاري تجمعا للاحتفال بهذه الذكرى لاستعادة تايوان من الاحتلال الياباني.

إن مسألة تايوان تتعلق بسيادة الصين وسلامة أراضيها، وهي رأس المصالح الجوهرية للصين. وقد ظلت دولة الكويت تلتزم بمبدأ الصين الواحدة بثبات، ويقدر الجانب الصيني ذلك تقديرا عاليا، معبراً عن خالص امتنانه لها. وفي هذا السياق، أودُّ أن أشارك أصدقاءنا الكويتيين بعض الحقائق الأساسية حول مسألة تايوان.

أولا، هل تايوان دولة؟

الجواب هو لا.

تنتمي تايوان إلى الصين منذ القِدَم. كان الصينيون مبكرين بتطويرأراضي تايوان، وجاء ذلك في العديد من الكتب والوثائق التاريخية. ومنذ القرن الثاني عشر، أنشأت الحكومات المركزية الصينية هيئات إدارية في تايوان. ومن الناحية التاريخية، ورغم أن تايوان كانت مستعمرة غير شرعية لفترة وجيزة من قبل هولندا واليابان، فإنها ظلت تحت الإدارة والحكم الفعلي للحكومة المركزية الصينية خلال معظم مراحل التاريخ. إن تايوان جزء لا يتجزأ من أراضي الصين، وهذا تاريخ وواقع لا يمكن دحضه.

ثانيا، ما هو السبب وراء القول بأن عودة تايوان إلى الصين جزء مهم من انتصار الحرب العالمية الثانية والنظام الدولي ما بعد الحرب؟

بسبب هزيمة حكومة أسرة تشينغ الملكية في الحرب الصينية اليابانية، أجبرت على توقيع«معاهدة شيمونوسيكي» غير المتكافئة، حيث تنازلت عن تايوان وجزر بينغو إلى اليابان عام 1895. وفي يوليو 1937، شنت الفاشية اليابانية غزوا واسع النطاق على الصين، ومنذ ذلك الحين، فتح الشعب الصيني أول ساحة معركة واسعة النطاق للحرب العالمية ضد الفاشية، وخاض حرب مقاومة الغزاة اليابانيين المضنية، مقدماً تضحيات جسيمة ودماء غالية.

ومع توجه الحرب نحو النصر، أصدرت الدول المنتصرة الرئيسية، بما في ذلك الصين والولايات المتحدة، «إعلان القاهرة» في 1943 و«إعلان بوتسدام» ي عام 1945، واللذين ينصان بوضوح على إعادة تايوان المسروقة من قبل اليابان إلى الصين.

وفي يوم 2 سبتمبر عام 1945 وقّعت اليابان وثيقة الاستسلام، وتعهدت بالوفاء التام بالالتزامات المنصوص عليها في أحكام «إعلان بوتسدام».

وفي 25 أكتوبر من العام ذاته، أعلنت الحكومة الصينية استئناف ممارسة سيادتها على تايوان. وكل ما تم ذكره سالفا من الوثائق القانونية الدولية تؤكد وتوثق سيادة الصين على تايوان، والتي تمثل إنجازاً مهمًا في الحرب العالمية ضد الفاشية، وأرست حجر الأساس القانوني للنظام الدولي ما بعد الحرب.

ثالثا، ما المعنى الدقيقلمبدأ الصين الواحدة؟ وهل يعترف به المجتمع الدولي؟

مبدأ الصين الواحدة يعني أنه لا توجد في العالم سوى صين واحدة، وتايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الإقليمية الصينية، وحكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين بأكملها. وإن مبدأ الصين الواحدة هو الشرط والأساس لإقامة وتطوير العلاقات الدبلوماسية بين الصين وكافة الدول.

تأسست الأمم المتحدة عام 1945، وكانت الصين عضوا مؤسسا. وفي 1949، تأسست الحكومة المركزية الشعبية لجمهورية الصين الشعبية، وحلت محل حكومة جمهورية الصين، وأصبحت الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين بأكملها. وفي 25 أكتوبر 1971، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السادسة والعشرين قرار رقم 2758 بأغلبية ساحقة، وقد أعاد القرار جميع حقوق جمهورية الصين الشعبية في الأمم المتحدة، واعترف بأن ممثلي حكومة جمهورية الصين الشعبية هم وحدهم الممثلون الشرعيون للصين لدى الأمم المتحدة.

إن مبدأ الصين الواحدة يمثل التوافق العام للمجتمع الدولي. والاسم الوحيد لمنطقة تايوان في الوثائق الرسمية للأمم المتحدة هو «مقاطعة تايوان الصينية»، ولقد أقامت 183 دولة علاقات دبلوماسية مع الصين على أساس مبدأ الصين الواحدة، وبما في ذلك الكويت.

رابعا، ما هو الموقف الأساسي للحكومة الصينية من حل مسألة تايوان؟

إن مسألة تايوان شأن داخلي صيني محض ولايقبل أي تدخل خارجي.والموقف الأساسي للحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية من حل مسألة تايوان هو «إعادة توحيد الصين سلميا» و«دولة واحدة ونظامان»، وهو أيضا السبيل الأمثل لتحقيق إعادة التوحيد الوطني. وفي المقابل، تتمسك سلطات الحزب الديموقراطي التقدمي في تايوان والقوى الانفصالية بعناد بالموقف المتمثل فيما يسمى«استقلال تايوان»، وتتواطأ مع القوى الخارجية في القيام بالاستفزازات، وهو ما يعد السبب الجذري للفوضى وعدم الاستقرار في مضيق تايوان.

وفي الآونة الأخيرة، أعادت سلطات الحزب الديمقراطي التقدمي في تايوان وبعض القوى الانفصالية ترويج مغالطة«الوضع غير المحدد لتايوان»، وطعنت في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 2758، وهذا ليس تحريفًا للتاريخ فحسب، بل أيضًا انتهاكا صارخا للقانون الدولي والمعايير الأساسية للعلاقات الدولية. يتمتع الشعب الصيني بعزيمة ثابتة وإرادة حازمة وقدرة بالغة على حماية سيادة بلاده وسلامة أراضيها، مهما كانت تغيرات الوضع داخل جزيرة تايوان، ومهما كثُفت المؤامرات الخارجية، لا شيء يمكن أن يوقف الاتجاه التاريخي نحو إعادة التوحيد الوطني في الصين، الذي يعد أمراً محتوماً سيتحقق في نهاية المطاف.

• بقلم القائم بالأعمال بالإنابة في سفارة جمهورية الصين الشعبية لدى الكويت/ ليو شيانغ

المصدر: جريدة الجريدة

شاركها.