استضاف معهد سعود الناصر الدبلوماسي شخصيتين بارزتين من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، هما ممثل المفوضية في سورية، غونزالو فارغاس يوسا، وممثلتها في الأردن ماريا ستافروبولو، في إحاطة إنسانية حملت عنوان «سورية… رحلة العودة والاستقرار والاستجابة في الميدان»، قدّما خلالها عرضاً شاملاً حول آخر التطورات المرتبطة بملف اللاجئين السوريين وواقع العائدين داخل سورية ودول الجوار.

وأكد المستشار في المعهد، عبدالله الخبيزي، في تصريحات صحافية على هامش الإحاطة، أن الفعالية شهدت حضوراً لافتاً من الدبلوماسيين والجهات المعنية، إضافة إلى مجموعة من طلبة جامعة الكويت الذين يحرص المعهد على استضافتهم دورياً، إيماناً بأهمية اطلاع الجيل الجديد على القضايا الإنسانية والسياسية من خلال التفاعل المباشر مع الخبراء، مؤكداً أن سورية دخلت مرحلة جديدة، ورسالتنا لها هي أن «الكويت إلى جانبكم». 

الثقة والعودة

من جانبه، وصف غونزالو يوسا المرحلة الحالية في سورية بأنها «لحظة تاريخية ومفصلية»، مشيراً إلى أن التغييرات التي شهدتها البلاد في ديسمبر الماضي تركت أثراً عميقاً على السوريين في الداخل والخارج. 

وقال يوسا إن سقوط النظام السابق وتشكيل حكومة انتقالية أعادا قدراً من الثقة والأمل، مما انعكس في ارتفاع وتيرة العودة الطوعية.

وأوضح يوسا أن 1.3 مليون لاجئ عادوا من دول الجوار خلال عام واحد، إلى جانب عودة مليوني نازح داخلياً، واصفاً هذه الحركة بأنها «من الأكبر في المنطقة خلال عقود»، وتوقع استمرار هذه الوتيرة خلال 2026 في حال تواصل التحسن.

وفي عرضها، قدّمت ممثلة المفوضية في الأردن، ماريا ستافروبولو، قراءة ميدانية لتطورات أوضاع اللاجئين في المملكة، مؤكدة أن الأردن يواصل أداء دور استثنائي كأحد أهم الدول المستضيفة. 

وأشارت ستافروبولو إلى أن التطورات السياسية الأخيرة في سورية انعكست مباشرة على اللاجئين، إذ تلقّت المفوضية اتصالات من لاجئين راغبين بالعودة في اليوم التالي للتحول السياسي.

وبيّنت أن 173 ألف لاجئ مسجل عادوا خلال عام واحد، مما يمثل ثلث المسجلين لدى المفوضية في الأردن. 

وأضافت أن قرار العودة «شخصي جداً»، وأن 20% فقط يخططون للعودة خلال عام رغم رغبة الأغلبية بالعودة مستقبلاً، وهو ما يعكس استمرار الحاجة إلى دعم دولي كبير للأردن.

ولفتت إلى الضغوط التي تتحملها البنية التحتية والخدمات الأردنية، مؤكدة أن التمويل المرن والمتعدد السنوات ضروري للاستجابة لاحتياجات اللاجئين والمجتمعات المستضيفة. 

وكشفت أن 30% من مشاريع سبل العيش التي تنفذها المفوضية تستهدف الأردنيين، تعزيزاً للاستقرار الاجتماعي.

المصدر: جريدة الجريدة

شاركها.