أكد نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون إفريقيا السفير نايف المضف أن الكويت وقعت أخيراً اتفاقية مع جمهورية إثيوبيا بشأن العمالة، وقد دخلت حيز التنفيذ، وتتيح للعمالة الإثيوبية القدوم إلى الكويت في أي وقت.
وفي تصريح على هامش مشاركته في الاحتفال بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لاستقلال جمهورية بنين، والذي حضره حشد كبير من السفراء والدبلوماسيين المعتمدين لدى البلاد، قال المضف إن الكويت ترحب بتوقيع اتفاقيات مماثلة مع الدول التي تبدي استعدادا لذلك، مؤكدا أن سياسة الدولة تقوم على تنويع مصادر استقدام الأيدي العاملة، سواء الماهرة أو المنزلية، بما يحقق التوازن ويضمن استقرار سوق العمل.
وفيما يتعلق باتفاقية العمالة المنزلية مع بنين، أوضح أنها ما زالت قيد التفاوض بين الجانبين، معربا عن الأمل في التوصل إلى اتفاق قريب، وأكد أن الاتفاقيات العمالية بشكل عام تتضمن مبادئ تحفظ حقوق الطرفين، وتراعي القوانين المحلية لكل دولة، وبعض البنود قد تتطلب تعديلات متبادلة وفقاً للتشريعات، وهو ما يحتاج إلى بعض الوقت.
وأكد أن العلاقات بين الكويت وبنين تمتد لأكثر من خمسين عاما، وتتميز بروابط متينة وتعاون مثمر في العديد من المجالات، لافتا إلى أن هناك 11 اتفاقية موقعة بين البلدين، من بينها اتفاقية العمالة الماهرة، فضلا عن وجود لجنة مشتركة ومشاورات سياسية قائمة، إلى جانب اتفاقيات أخرى تدعم أطر التعاون الثنائي، وبين أن عدد المواطنين البينيين في الكويت يتجاوز عشرة آلاف شخص، أغلبهم ضمن فئة العمالة المنزلية.
وكشف المضف عن وجود تنسيق قائم بشأن ترتيب زيارة لوزير خارجية بنين للكويت، وفي حال استكمال الترتيبات المناسبة سيتم الإعلان عنها في حينه، مشيرا إلى أن وزيري خارجية الكويت وبنين كانا قد التقيا في مدينة أنطاليا التركية خلال أبريل الماضي، حيث بحثا عددا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وسبل تطوير العلاقات الثنائية، وشدد على أن اللقاءات ستستمر مستقبلاً.
ولفت إلى أن الكويت، من خلال الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، قدمت حتى الآن 14 قرضا تنمويا لجمهورية بنين، بلغت قيمتها نحو 42 مليون دينار، مما يعكس عمق الشراكة التنموية بين البلدين، كما أشاد بدور الجمعيات الخيرية الكويتية، وعلى رأسها جمعية العون المباشر، التي تبذل جهودا كبيرة في دعم المشاريع الخيرية والإنسانية داخل بنين.
تفعيل الشراكات
من ناحيته، قال سفير بنين لدى البلاد، باديرو دين أغيمون، إن الذكرى الخامسة والستين لاستقلال بلاده تشكل مناسبة وطنية مجيدة للاحتفال، ليس فقط بالحرية والسيادة، بل أيضاً بالتزام بنين الجماعي نحو مستقبل أكثر ازدهاراً وسلاماً وتعاوناً دولياً، مؤكدا أن جمهورية بنين الجديدة منفتحة وطموحة، ومستعدة لعقد شراكات استراتيجية مثمرة مع الدول الشقيقة والصديقة، وعلى رأسها الكويت.
وأشار أغيمون إلى أن بلاده توفر بيئة استثمارية واعدة تتميز بالنمو الاقتصادي المطرد، والاستقرار السياسي، وحوافز ضريبية مشجعة، داعيا الشركات الكويتية إلى الاستفادة من الفرص المتاحة في قطاعات الصناعات الزراعية، والسياحة، واللوجستيات، والطاقة المتجددة، والخدمات الرقمية، مؤكداً أهمية تفعيل الشراكات بين القطاعين العام والخاص بما يعود بالنفع المتبادل على الجانبين.
وأعرب عن امتنانه وتقديره لأمير البلاد سمو الشيخ مشعل الأحمد، وولي عهده الشيخ صباح الخالد، لما يبديانه من دعم واهتمام بتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، كما توجه بتحية خاصة إلى أبناء الجالية البينينية المقيمة في الكويت، والتي تقدر بنحو عشرة آلاف شخص، واصفاً إياهم بسفراء بلادهم الحقيقيين.
واختتم كلمته بالدعوة إلى جعل التعاون بين دولة الكويت وجمهورية بنين نموذجاً يحتذى به في العلاقات بين العالم العربي وإفريقيا جنوب الصحراء، مؤكداً أن المستقبل يحمل آفاقاً واسعة لشراكة بناءة تخدم تطلعات الشعبين الصديقين.
المصدر: جريدة الجريدة