الحكومة الأميركية على شفير إغلاق مؤسسات فيديرالية
لا اتفاق في الأفق.. والإغلاق سيؤثر على ملايين الموظفين
جمهوريون متشددون يسقطون خطة لإبقاء التمويل سارياً
تبدو الولايات المتحدة متّجهة نحو إغلاق مؤسسات فيديرالية مع إثارة جمهوريين متشدّدين حالة من الفوضى في صفوف حزبهم، وإصدار إدارة الرئيس جو بايدن تحذيرات جدية من اضطرابات وشيكة عند الحدود وفي حركة السفر.
والإغلاق الذي سيطال مؤسسات فيديرالية بعد منتصف ليل السبت الأحد، إذا لم يتم التوصل لاتفاق، سيكون الأول منذ العام 2019، وسيؤثر على ملايين الموظفين الفيديراليين والعسكريين، ويفرض إغلاق متنزهات وطنية.
وتخيّم حالة المراوحة على غرفتي الكونغرس، إذ ترفض مجموعة صغيرة من النواب الجمهوريين المتشددين أي تدبير موقت من شأنه تجنيب البلاد إغلاق مؤسسات فيديرالية.
والجمعة أسقط نواب جمهوريون متشدّدون خطة اقترحها زعيمهم لإبقاء التمويل سارياً من خلال مشروع قانون لتمويل الحكومة بشكل موقت، صوّت ضدّه 232 عضوا مقابل 198 صوتوا لصالحه.
ونصّ التدبير على اقتطاعات كبيرة في الإنفاق وكان مستبعداً إقراره في مجلس الشيوخ حيث الغالبية للديموقراطيين.
وقالت مديرة مكتب الإدارة والميزانية شالاندا يونغ إنه يتعين على النواب الجمهوريين المتشددين إيجاد حل للمأزق.
وأضافت «لا تزال هناك فرصة» لتجنّب إغلاق مؤسسات فيديرالية .
من جهتها قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جانبيار إن المحادثات لا تجري بين الرئيس و(كيفن) ماكارثي”، في إشارة إلى رئيس مجلس النواب الجمهوري.
وتابعت «يجب أن تجري المحادثات بين رئيس مجلس النواب ماكارثي وتكتله الحزبي. هناك يكمن الحل، إنها الفوضى التي نشهدها وهذا ما يجب أن يصب تركيزه عليه».
لكن ماكارثي حمّل في وقت سابق الديموقراطيين مسؤولية ما آلت إليه الأمور، بقوله إنهم يعرقلون الحل.
ومن شأن الإغلاق أن يضع في مهبّ الريح الموارد المالية المخصصة للعاملين في المتنزهات الوطنية والمتاحف وغيرها من المواقع التي تعمل بتمويل فيديرالي.
وستغلق متنزهات وطنية، لكن بحسب وزارة الداخلية، وحدها الأقسام التي يمكن للعموم بلوغها فعلياً ستبقى مفتوحة إنما بخدمات مقلّصة.
وقالت مديرة المجلس الوطني الاقتصادي في البيت الأبيض لايل براينارد إن الإغلاق يضع أكبر اقتصاد في العالم أمام خطر «لا داعي له».
وبحسب براينارد تنسحب المخاطر على تأخر الرحلات الجوية إذ سيطلب من المراقبين الجويين العمل من دون رواتب، كما قد تحرم العائلات من بعض المنافع.
وحذّرت وزيرة الخزانة جانيت يلين من أن الإغلاق قد يؤدي إلى تأخير أعمال تحديث البنى التحتية.
واستمرت أطول فترة من شلل الميزانية في الولايات المتحدة 35 يوما بين ديسمبر 2018 ويناير 2019.
لكن العمل بالخدمات التي تُعتبر «أساسية» سيتواصل. والحل الوحيد لتجنب الإغلاق هو التوصل إلى اتفاق في اللحظة الأخيرة بين الديموقراطيين والجمهوريين.
المصدر: الراي