المناهج الجديدة تكمن في الإطار المرجعي والمعايير الحديثة للارتقاء بالأداء المهني

عبدالعزيز الفضلي

تواصل وزارة التربية الدورات التدريبية والورش التعليمية التي أطلقتها ضمن خطتها، وذلك بهدف تأهيل الموجهين الفنيين والمعلمين وإطلاعهم على أحدث أساليب التدريس ومضامين المناهج المطورة.

وفي هذا السياق، ذكر الموجه الفني العام للاجتماعيات بالتكليف محمد العتيبي أن انطلاق دورة التوجيه الفني العام للاجتماعيات تحت عنوان «التحول نحو المناهج الجديدة للمواد الاجتماعية» يهدف إلى تمكين الموجهين الفنيين للاجتماعيات من فهم وتطبيق المناهج الجديدة وفق الإطار المرجعي والمعايير الحديثة للارتقاء بالأداء المهني والمساهمة في تحقيق أهداف ورؤية دولة الكويت، مبينا أن عدد المتدربين بلغ 48 موجها فنيا من جميع المناطق التعليمية.

وأكد العتيبي أن الدورات التدريبية الخاصة بالمناهج المطورة تمثل خطوة محورية في مسيرة تطوير التعليم بالكويت، موضحا أن الهدف الأساسي منها إعداد جيل قادر على التفكير النقدي وحل المشكلات، وفي الوقت ذاته متسلح بالقيم الوطنية والمهارات الحياتية التي تؤهله للانفتاح على العالم والمشاركة الفاعلة في خدمة وطنه.

وأوضح العتيبي أن النتائج المرجوة من هذه المناهج تمتد على ثلاثة مستويات متكاملة، فعلى مستوى المتعلم، تركز المناهج الجديدة على تنمية القدرات الفكرية بدءا من التذكر والفهم وصولا إلى التحليل والنقد واتخاذ القرار، كما تهتم بصقل مهارات الحياة مثل التواصل والتعاون والإبداع والتكيف مع المتغيرات. وأضاف أن هذه المناهج تزرع في نفوس الطلبة قيم المواطنة والانتماء للوطن والأمة الإسلامية والإنسانية جمعاء، وتسهم في تكوين شخصية متوازنة تجمع بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي، وبين الاعتزاز بالهوية الوطنية والانفتاح على الثقافات الأخرى، مع ترسيخ مهارات التعلم الذاتي والمشاركة الفاعلة في الأنشطة الصفية.

أما على مستوى المعلم، فشدد العتيبي على أن التطوير يركز على تمكين الكوادر التربوية من خلال التدريب المستمر وصقل مهاراتهم في التخطيط والتقويم، مؤكدا أن دور المعلم لن يقتصر على نقل المعلومة، بل سيتحول إلى موجه ومرشد يقود المتعلمين نحو الإبداع والتفكير المستقل.

كما أشار إلى أن المناهج الجديدة تتيح للمعلمين استخدام استراتيجيات تدريس حديثة تراعي الفروق الفردية وتوظف التكنولوجيا في العملية التعليمية، بما يعزز قدرتهم على إدارة الموقف التعليمي بفاعلية وفق أساليب التعلم النشط والتقويم الواقعي.

وفيما يخص المجتمع، بين العتيبي أن المناهج تسعى إلى إعداد جيل واع يتحلى بروح المواطنة الصالحة والمسؤولية الاجتماعية، ويشارك بفاعلية في التنمية المستدامة، مع العمل على تقليص الفجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل عبر ربط المناهج بالمهارات العصرية

وأضاف أن هذه الرؤية تهدف إلى بناء مجتمع متعلم قادر على الابتكار والمنافسة إقليميا وعالميا، إلى جانب ترسيخ القيم المشتركة مثل التعاون والتسامح واحترام التنوع الثقافي والفكري.

وتناول العتيبي في حديثه الدور المهم للمناهج الجديدة في تعزيز قيم المواطنة والانتماء الوطني، موضحا أنها لا تقتصر على نقل المعرفة فحسب، بل تسهم في تكوين شخصية المتعلم كمواطن صالح يعتز بهويته الوطنية ويشارك بإيجابية في خدمة أسرته ومجتمعه. وأكد أن ربط المعرفة بالواقع الوطني من خلال إبراز تاريخ الكويت وإنجازاتها ومكانتها في العالم الإسلامي والدولي يسهم في تنمية شعور الفخر والاعتزاز بالوطن، كما أن إشراك الطلبة في قضايا المجتمع عبر الأنشطة الصفية يغرس فيهم قيم المشاركة وروح التعاون وحل المشكلات.

وأضاف أن المناهج المطورة تضمنت وحدة متكاملة بعنوان «كويت الطيب» لترسيخ القيم الإيجابية مثل الانتماء والولاء والمسؤولية، فضلا عن الموازنة بين الأصالة والمعاصرة في المحتوى بما يعزز الهوية الثقافية والدينية، مع انفتاح واع على الثقافات الأخرى.

كما أشار إلى أن الدورة تضمنت عرضا لنماذج من الكتب الجديدة وشرحا مفصلا لمعاييرها، إلى جانب استعراض خطة إعداد الدروس وآليات تنفيذها في الميدان التربوي، بما يضمن تهيئة بيئة تعليمية متطورة قادرة على استيعاب هذه المناهج بالشكل الأمثل.

بدورها، أكدت الموجه الفني العام للعلوم بالتكليف دلال المسعود أن العام الدراسي الجديد يحمل عنوان التحدي والطموح مع انطلاقة المناهج الجديدة من الصف الأول الابتدائي حتى الصف التاسع المتوسط، مشيرة إلى أن الهدف الأساسي صناعة الفرق وإعداد جيل واع ومبدع يتوافق مع الأهداف الخاصة بكل مرحلة تعليمية، مضيفة أن المناهج المطورة تهدف إلى بناء شخصية وطنية متوازنة وتنمية مهارات التفكير والمهارات الحياتية، مع مواكبة التطورات العالمية في مجالي المعرفة والتكنولوجيا.

وأشارت المسعود إلى أن التوجيه الفني العام للعلوم حرص على إعداد برنامج تدريبي متكامل يمكن الكوادر التعليمية من تطبيق فلسفة بناء مناهج العلوم الجديدة، بحيث يصبح المتعلم محور العملية التعليمية، مع تعزيز التكامل بين المواد الدراسية وتوظيف أهداف التنمية المستدامة لتحسين جودة التعلم، والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة بما ينسجم مع أهداف وزارة التربية الشاملة.

المصدر: جريدة الأنباء الكويتية

شاركها.