في الخامس من يونيو من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للبيئة، والذي يعد من أكبر المناسبات البيئية العالمية التي ينظمها برنامج الأمم المتحدة للبيئة مكتب شرق آسيا منذ عام 1973، لتوحيد العالم في مهمة مشتركة لحماية كوكب الأرض واستعادته، وتمكين الدول من التغيير المستدام والأمثل.
وتحت شعار «الحد من التلوث بالمواد البلاستيكية» تحتفل دول العالم هذا العام بهذه المناسبة متصدية للتلوث البلاستيكي باعتبارها خطوة حاسمة نحو تحقيق اهداف التنمية المستدامة، وتحسين رفاهية الكوكب والإنسان، واتخاذ إجراءات دولية فعالة لصون البيئة من خطر يهدد كل أنظمتها.
وبهذه بمناسبة، قالت المديرة العامة للهيئة العامة للبيئة بالتكليف، نوف بهبهاني، لـ«كونا»، اليوم، إن الكويت ممثلة بالهيئة تشارك بفعاليات يوم البيئة العالمي 2025، حيث أطلقت حملة بيئية توعوية بالتعاون مع المركز العلمي الكويتي تشمل مجموعة من الأنشطة والفعاليات التفاعلية بالتعاون مع الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني.
العقاب: تكلفة المخاطر البلاستيكية لا تقل عن 300 مليار دولار سنوياً
وأضافت بهبهاني أن الهيئة أطلقت أيضا حملات إعلامية توعوية عبر المنصات التواصل الاجتماعي، لتسليط الضوء على آثار التلوث بالمواد البلاستيكية على البيئة البحرية والبرية والصحة العامة.
وأكدت أن مشاركة الكويت بهذه المناسبة تجسد رؤيتها الوطنية لحماية البيئة وتعزيز التنمية المستدامة، وذلك من خلال تبني السياسات البيئية الفعالة، وتشجيع السلوكيات الإيجابية لدى الأفراد والمؤسسات على حد سواء.
وشددت على التزام الهيئة بدعم الجهود المحلية والعالمية للحد من استخدام البلاستيك أحادي الاستخدام وتعزيز الممارسات المستدامة في المجتمع الكويتي.
إعادة التدوير
من جانبها، قالت رئيسة الجمعية الكويتية لحماية البيئة، د. وجدان العقاب، إن الجمعية تشارك بهذه الاحتفالية وتدعو إلى تبني الاجراءات الأولية مثل إعادة النظر في تصميم المنتجات، وتعزيز أنظمة إعادة الاستخدام والتدوير.
وقالت العقاب إن للجمعية فعاليات وأنشطة محلية وإقليمية ودولية عدة في مكافحة معضلة العصر الحديث (التلوث البلاستيكي)، مبينة ان النفايات البلاستيكية التي تصل للبحار والمناطق النائية لا تقل عن 8 ملايين طن بالسنة حتى كونت جزرا بلاستيكية عائمة في المحيطات.
وأوضحت أن الدراسات تؤكد تجاوز تأثير البلاستيك على البيئة بصورة عامة وخطورة الجسيمات البلاستيكية ودخولها في السلسلة الغذائية وصولا للإنسان، مؤكدة ضرورة التحرك بخطوات متسارعة لمكافحته والتوعية بكيفية الحد من مخاطره الذي تقدر تكلفتها الاجتماعية والبيئية السنوية، بما لا يقل عن 300 مليار دولار.
الهاجري: نفوق آلاف الكائنات البحرية سنوياً بسبب المخلفات البلاستيكية
المدارس الخضراء
وأفادت أنه تم تضمين التوعية بهذه المشكلة في محاور برنامج الجمعية التربوي (المدارس الخضراء)، والذي يتناول العديد من المحاضرات وورش العمل للطلاب والطالبات، لمناقشة تأثير التلوث البلاستيكي على التنوع الاحيائي، وجودة العناصر البيئية في البيئة البرية والبحرية على حد سواء.
وأكدت العقاب اهمية التزام المواطنين والمقيمين أيضا بقانون حماية البيئة، لما تتضمن مواده من حلول لمثل هذا النوع من التلوث، حفاظا على حقوق المجتمع البيئية.
إجراءات جماعية
بدوره، دعا رئيس الجمعية الكويتية لعلوم الأرض، د. مبارك الهاجري، إلى ضرورة تضافر الجهود وجعل هذا اليوم بداية نوعية للالتفات للبيئة الكويتية وترجمة مفاهيم الاستدامة البيئية لواقع ملموس ينعكس ايجابا على بيئتنا المحلية.
وقال الهاجري إن الأمم المتحدة ركزت هذا العام على التلوث البلاستيكي، والدعوة إلى اتخاذ إجراءات جماعية للحد منه، وسيتم الاحتفال بهذه المناسبة في جمهورية كوريا، مؤكدا أن العمل البيئي الجماعي بات ضرورة وطنية إلى جانب كونه مسؤولية عالمية.
وأضاف أن هذا اليوم يشكل منصة مهمة لحشد الجهود المحلية والعالمية لمواجهة التحديات البيئية، كما يمثل فرصة لتشجيع الابتكار في التقنيات الصديقة للبيئة، وتعزيز الممارسات المستدامة على المستوى الفردي والمؤسسي.
وأشار إلى نفوق آلاف الكائنات البحرية سنويا بسبب المخلفات البلاستيكية، كما أن إنتاج البلاستيك واستهلاكه يسهمان في زيادة الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، كما انه يتحلل إلى جزيئات صغيرة تعرف بالميكروبلاستيك وتدخل إلى السلسلة الغذائية وتؤثر سلبا على صحة الإنسان.
المصدر: جريدة الجريدة