قال وزير المالية البرازيلي فرناندو حداد، إن أي اتصال هاتفي بين الرئيسين لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ودونالد ترامب، سيتطلب ضمانات بعدم تعرض لولا للمعاملة نفسها التي تلقاها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وفي حديث لشبكة «سي.إن.إن برازيل» حول الجهود المبذولة للتفاوض بشأن الرسوم الجمركية الأميركية المرتفعة على الصادرات البرازيلية، أعلن حداد مساء الثلاثاء، أن الحكومة تسعى لإيجاد قنوات تعيد النقاش إلى مسار عقلاني، وأشار إلى أن زيلينسكي واجه «موقفاً محرجاً في البيت الأبيض» بعد تعرضه لانتقادات لاذعة من ترامب ونائبه جيه.دي فانس، خلال نقاش حاد.
وتشهد العلاقات بين الولايات المتحدة والبرازيل تصعيداً ملحوظاً في الأسابيع الأخيرة، تجاوز مجرد الخلاف الشخصي بين ترامب ولولا دا سيلفا، ليأخذ أبعاداً سياسية واقتصادية وإستراتيجية أشمل، وسط منافسة متزايدة على النفوذ في أميركا اللاتينية وصراع محتدم بشأن مستقبل النظام المالي العالمي.
وهدد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 50 في المئة على الواردات البرازيلية بدءاً من الأول من أغسطس المُقبل، ضمن حملته لإعادة صياغة العلاقات التجارية الأميركية عبر مفاوضات أكثر صرامة.
قمة العشرين
في سياق ثانٍ، قال ترامب إنه ربما لا يحضر قمة قادة مجموعة العشرين المقبلة بجنوب أفريقيا في نوفمبر المقبل، عازياً ذلك إلى رفضه لسياسات بريتوريا.
وصرح لصحافيين على متن الطائرة الرئاسية، ليل الثلاثاء «أعتقد أنني سأرسل ممثلاً آخر لأنني واجهت الكثير من المشاكل مع جنوب أفريقيا. لديهم سياسات سيئة للغاية».
وانتقد ترامب سياسات جنوب أفريقيا الداخلية والخارجية، بدءاً من سياستها المتعلقة بالأراضي ووصولاً إلى اتهامها لإسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في حربها على غزة.
ووقع أمراً تنفيذياً في فبراير الماضي، لخفض المساعدات المالية لجنوب أفريقيا. وفي مايو، واجه ترامب رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوسا باتهامات عن «إبادة جماعية للبيض» ومصادرة أراض خلال اجتماع في البيت الأبيض.
في وقت سابق من العام، قاطع وزير الخارجية ماركو روبيو اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين في جنوب أفريقيا التي تتولى رئاسة المجموعة من ديسمبر 2024 إلى نوفمبر 2025.
وتتذمر واشنطن، سواء في عهد ترامب أو الرئيس السابق جو بايدن، من القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، والتي اتهمت فيها إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية بسبب هجومها العسكري على غزة.
كما توترت العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا في عهد ترامب بسبب سياسات بريتوريا المتعلقة بالتمكين الاقتصادي للسود لمعالجة إرث قرون من عدم المساواة العرقية.
المصدر: الراي