اخبار الكويت

البديوي: دول «مجلس التعاون» حريصة على علاقاتها الأخوية مع سورية ولبنان وبذل كل الجهود لضمان أمنهما واستقرارهما

أكد أن الاجتماع يستهدف تنسيق مواقف دول «مجلس التعاون» وسط الأحداث الجارية وما صاحبها من تطورات متسارعة

قال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي، إن الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية بدول المجلس في الكويت اليوم يأتي تأكيدا على دعم مجلس التعاون للجمهورية العربية السورية والجمهورية اللبنانية الشقيقتين لكل ما من شأنه تعزيز أمنهما واستقرارهما في مختلف الظروف والمواقف.

وقال البديوي في كلمة له خلال الاجتماع الاستثنائي الـ46 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية إن الاجتماع يأتي أيضا لتنسيق مواقف دول مجلس التعاون وسط الأحداث الجارية في الشقيقتين سورية ولبنان وما صاحبها من تطورات متسارعة.


وأضاف أن الاجتماع يأتي أيضا بعد أيام قليلة من القمة الـ45 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون التي بحثت فيها دول المجلس العديد من المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية وأبرزها مستجدات الحرب الإسرائيلية وانتهاكاتها المستمرة على قطاع غزة التي تخطت جميع القوانين الدولية والأعراف والمعايير الإنسانية وتداعياتها الخطيرة غير المسبوقة على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

وذكر أن البيان الختامي للقمة الخليجية دعا إلى دعم وبذل وتعزيز كل الجهود السياسية والإنسانية والإغاثية لوقف تلك الانتهاكات ومطالبة مجلس الأمن بتنفيذ قراراته رقم 2735 ورقم 2712 ورقم 2720 لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني الشقيق.

وعن سورية، أوضح البديوي أنه منذ بداية الأزمة السورية اتخذ مجلس التعاون موقفا ثابتا وسياسة واضحة تجاه الأزمة في سورية وقد بذلت دول مجلس التعاون جهودا مستمرة لدعم الشعب السوري الشقيق ومنها استضافة دولة الكويت لعدد من مؤتمرات للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية.

ولفت إلى تقديم دول مجلس التعاون مساعدات إغاثية وإنسانية الى الشعب السوري الشقيق بلغت أكثر من 8 مليارات دولار واستضافتها أكثر من مليوني مقيم من الأشقاء السوريين الذين يتمتعون بكل الحقوق والمزايا التي تكفل لهم حياة كريمة بين ـشقائهم الخليجيين.

وبين البديوي أنه على الجانب السياسي فقد دعمت دول المجلس جهود الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص الرامية للحل السياسي للأزمة السورية وفقا لبيان «جنيف 1» وقرار مجلس الأمن رقم «2254» الذي دعا فيه مجلس الأمن النظام السوري السابق لتغليب الحكمة والعمل على تحقيق إصلاحات فورية تلبي تطلعات الشعب السوري وتحفظ وحدته وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه ورفض أية تدخلات أجنبية في شؤونه الداخلية.

وذكر أن الهجمات الإسرائيلية المتكررة على الجمهورية العربية السورية الشقيقة وما قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي من احتلال للمنطقة العازلة على الحدود السورية وكذلك قرار الحكومة الإسرائيلية بالتوسع في بناء المستوطنات في الجولان السوري المحتل هو انتهاك صارخ للقوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن واتفاق فض الاشتباك المبرم بين سورية وإسرائيل (1974م).

وأكد البديوي ضرورة أن يقوم المجتمع الدولي بدوره ومسؤولياته لوقف هذه الاعتداءات على الأراضي السورية وانسحاب إسرائيل من كل الأراضي السورية المحتلة لا سيما أن جميع دول مجلس التعاون رحبت بما تضمنه البيان الصادر عن لجنة الاتصال الوزارية العربية في شأن سورية الذي عقد بتاريخ 14 ديسمبر 2024 في مدينة العقبة بالمملكة الأردنية الهاشمية.

وأشاد البديوي بالخطوات الإيجابية التي اتخذتها الحكومة السورية الموقتة في الانتقال السلمي للسلطة وتأمين سلامة المدنيين والمواقف التي أعلنت عنها للحفاظ على مؤسسات الدولة السورية ومقدراتها، وتحقيق المصالحة الوطنية باعتبارها ركائز رئيسية للحفاظ على الأمن والاستقرار واستعادة سوريا لدورها الإقليمي، ومكانتها الدولية.

وأكد ضرورة تضافر جهود جميع الأطراف ومكونات الشعب السوري وتغليب المصلحة العليا والوحدة الوطنية وتكريس لغة الحوار لتحقيق تطلعات الشعب السوري الشقيق في ترسيخ الأمن والاستقرار والتنمية والازدهار.

وقال إن ما ورد في البيان الختامي الصادر عن المجلس الأعلى لمجلس التعاون في دورته الـ45 المتعلق بالتطورات التي تشهدها الجمهورية اللبنانية الشقيقة جاء ليؤكد على مواقف مجلس التعاون الثابتة مع الشعب اللبناني الشقيق وعن دعمه المستمر لسيادة لبنان وأمنه واستقراره وإدانة الهجمات الإسرائيلية الخطيرة.

ولفت أيضا إلى التأكيد أيضا وفق البيان الختامي للقمة الخليجية على أهمية تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية هيكلية شاملة تضمن تغلب لبنان على أزمته السياسية والاقتصادية وعلى ضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن 1701 وعودة النازحين والمهجرين إلى ديارهم واستعادة الأمن والاستقرار الدائم في لبنان وضمان احترام سلامة أراضيه واستقلاله السياسي وسيادته داخل حدوده المعترف بها دوليا وبسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللبنانية وفق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة واتفاق الطائف.

وشدد البديوي على حرص واهتمام دول مجلس التعاون بعلاقاتها الأخوية والتاريخية وروابطها المتينة مع الجمهورية العربية السورية والجمهورية اللبنانية وبذل كل الجهود لضمان أمنهما واستقرارهما بما يسهم في ازدهارهما والعيش الكريم المستدام لشعوبهم.

وجدد الشكر لدولة الكويت على استضافة الاجتماع سائلا الله العزيز الحكيم أن يكلل أعماله بالتوفيق والنجاح، وأن يسدد على الخير خطانا وأن يديم على دولنا نعمة الأمن والأمان والتقدم والازدهار في ظل القيادة الحكيمة لقادة دول المجلس.

ورفع البديوي أسمى آيات الشكر وعظيم الامتنان إلى صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح رئيس الدورة الحالية للمجلس الأعلى على الدعم الكبير وغير المحدود والتوجيهات الكريمة لدفع مسيرة العمل الخليجي المشترك مع قادة دول المجلس وعلى استضافة دولة الكويت الكريمة لهذا الاجتماع الاستثنائي.

وأشار إلى أن هذا الاجتماع يأتي انطلاقا من حرص واهتمام دول المجلس الكبير بقضايا الأمتين العربية والإسلامية، وسعيا لتعزيز التعاون المشترك بين الدول الأعضاء لمواجهة التحديات الراهنة والعمل على تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة بما يساهم في دعم التنمية المستدامة ويعزز وحدة الصف العربي والإسلامي.

المصدر: الراي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *