الاهتمام بدعم الجيل القادم من رائدات التكنولوجيا في الكويت

مع تواصل الاستعدادات في الكويت للاحتفال بيوم المرأة الكويتية، الموافق لـ16 مايو، تؤكد المدير التنفيذي لشركة «إس إيه بي» في الكويت سندس بوشهري، سعيها المستمر للتوعية بأفضل السبل للارتقاء بجهود دعم المرأة وتمكينها من تحقيق النجاح في القطاعات التي ترسم ملامح اقتصاد الغد.
بعد حصولها على شهادتها الجامعية من الولايات المتحدة الأميركية، وقيادتها الآن لواحدة من أبرز الشركات المزودة للتطبيقات المؤسسية القائمة على الذكاء الاصطناعي للأعمال في البلاد، شهدت بوشهري بنفسها كيف يمكن أن تتيح فرص الوصول والتمثيل والتشجيع للنساء فرصًا أكبر للبروز في المجالات التي ظلّت تقليديًا محل هيمنة الرجال، مثل تكنولوجيا المعلومات، لكنها تُدرك أيضًا أن التقدم المنشود لا يتحقق تلقائيًا.
وترى بوشهري أن النساء الكويتيات يتمتعن بقدرات عالية، ويسهم العديد منهن إسهامًا ملحوظًا في تطوير قطاعات الحكومة والتعليم والأعمال، لكنها تشير في المقابل إلى أن قطاعات مثل التكنولوجيا، ما زالت بحاجة إلى توسعة نطاق دخول النساء فيها وخلق مسارات أكثر وضوحًا لهنّ للوصول إلى مراتب قيادية.
مسيرة بوشهري المهنيّة تُظهر مزيجًا من الخبرة العالمية والرؤية المحلية، إذ عملت في أدوار تقنية وأخرى في الإدارة. وبعد اكتسابها أكثر من 16 عامًا من الخبرة في شركات متعددة الجنسيات وشركات مدرجة على قائمة «فورتشن 500»، انضمت إلى شركة «إس إيه بي» لتشغل منصب نائب الرئيس لتطوير الأعمال، قبل أن تتم ترقيتها في غضون تسعة أشهر فقط إلى منصب المدير التنفيذي، إثر نجاحها في سلسلة من مشاريع التحول الرقمي.
لا يقتصر تركيز بوشهري اليوم على تنمية أعمال «إس إيه بي» في الكويت، بل يتعداها إلى مواءمة عمل الشركة مع رؤية البلاد لعام 2035 ودعم التنمية الوطنية من خلال بناء المهارات، وتوظيف الشباب، وتحقيق الشمول الرقمي.
وقد أثبتت نجاح ريادتها بتوجيه فرق «إس إيه بي» في الكويت لدعم مؤسسات القطاعين العام والخاص في تسريع مسيرة التحول الرقمي، حيث تساعد الشركة اليوم المؤسسات في مختلف القطاعات، تحت إشرافها، على تحديث أنظمتها الأساسية، وتحسين الكفاءة التشغيلية، واستخلاص مزيد من القيمة من خلال حلول الذكاء الاصطناعي للأعمال. إن فِرق العمل المتخصصة في الشركة تمكّن صانعي القرار في سائر القطاعات من الاستجابة السريعة لتحولات السوق، ودفع عجلات الابتكار، وتحقيق نتائج أعمق تأثيرًا، وذلك بتمكين الشركات من الاستفادة من البيانات الآنية والذكاء الاصطناعي المدمج.
في ظل قيادتها، وسّعت «إس إيه بي» علاقات الشراكة مع الجامعات ومؤسسات التدريب في الكويت لإتاحة مزيد من فرص التطور المهني أمام الشباب الكويتي، ولا سيما النساء، واكتساب خبرة عملية في مجالات التكنولوجيا المتنوعة. وقد صُممت مبادرات مثل برنامج «إس إيه بي» للمهنيين الشباب وبرنامج «إس إيه بي» للدراسة المزدوجة، لتزويد المشاركين فيها بالمؤهلات والمعرفة العملية اللازمة للنجاح في الاقتصاد الرقمي.
وتقول بوشهري، إن التكنولوجيا تتيح إمكانات هائلة لخلق فرص العمل وإحداث التنمية الوطنية المنشودة، ولكنها أشارت إلى ضرورة بناء القناة المناسبة لضخ المواهب في سوق العمل، محذرة من أن الإمكانات ستظل محدودة في حال عدم الاهتمام بهذا الجانب.
وترى كذلك أهمية بالغة لمسألة التوجيه، بشكليه الرسمي وغير الرسمي، فتمثيل المرأة، برأيها، مهم في جميع المجالات، معتبرة أن المرأة عندما ترى شخصًا مثلها في القيادة، فإنها تجد فيه مصدر إلهام، ووفقًا لها، فإن «الظهور وحده لا يكفي، بل علينا أيضًا أن نحرص على دعم الآخرين».
وتضيف: «يشمل ذلك مناصرة المرأة في مكان العمل، وبناء شبكات الدعم، ونصح الشابات بعدم الاستهانة بما يمكنهن تحقيقه».
وتنصح بوشهري النساء بألا يدعن العقبات تُحدد مسارهن، وتقول: «على المرأة التركيز على ما تُقدّمه، وأن تكون منفتحة على التعلّم، وتحيط نفسها بأشخاص يحرصون على نموّها وتقدمها».
وتوضح بالقول: «التغيير يحدث، لكنه يحتاج إلى استدامة، ومنصات الابتكار الحكومية، مثل تطبيق»سهل«الذي يُحوّل خدمات المواطنين إلى خدمات رقمية، تُظهر بوضوح ما يمكن تحقيقه باجتماع الشراكات مع العقليات المناسبة».
رسالة بوشهري التي تبعث بها أثناء الاستعداد لاحتفال البلاد بالمرأة الكويتية، تُعبّر في جوهرها عن مسؤولية جماعية، وهنا تخلص إلى القول إن «تمكين المرأة أساسي لبناء اقتصاد تنافسي قائم على المعرفة. وعلينا جميعًا، رجالًا ونساء، دور نلعبه في هذا المجال. لطالما شجّعتُ النساء اللواتي أعمل معهن على الإيمان بأنّ كل شيء ممكن، وأن ازدهار المرأة يحدث بتبني عقلية لا حدود لها، وتفادي التركيز على العقبات المُتصوّرة، وإنما على الفرص المتاحة».
المصدر: الراي