الأمم المتحدة: تمديد اتفاق الحبوب الأوكرانية «حيوي» لشرق أفريقيا
حذّرت الأمم المتحدة أمس الاثنين من أن الأمن الغذائي لملايين البشر في القرن الأفريقي، حيث تسجل حاليا وفيات جراء الجوع، يعتمد على موافقة روسيا على تمديد اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية الذي ينتهي سريانه في منتصف يوليو.
وقال خبير الطوارئ في المكتب الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي في أفريقيا دومينيك فيريتي خلال مؤتمر بالفيديو من نيروبي «إذا لم يتم تجديد مبادرة البحر الأسود، فإن شرق أفريقيا سيتضرّر بشدة».
ونبّه من أن «عددا من الدول يعتمد على القمح الأوكراني. وبدون هذا القمح سترتفع أسعار المواد الغذائية بشكل كبير»، موضحا أن أوكرانيا لطالما كانت «مخزن قمح» أفريقيا.
في يوليو 2022، وقعت أوكرانيا وروسيا بوساطة من تركيا والأمم المتحدة مبادرة حبوب البحر الأسود للسماح بصادرات الحبوب الأوكرانية رغم تواصل الغزو الروسي لأوكرانيا.
بعد مفاوضات شاقة مع موسكو، تم تمديد هذا الاتفاق ثلاث مرات، آخرها في مايو لمدة 60 يوما تنتهي في 17 يوليو. لكن روسيا هددت في 13 يونيو مجددا بالانسحاب، بدعوى أن بعض البنود الخاصة بتصدير الأسمدة الروسية لم يتم احترامها رغم التزامات الأمم المتحدة المتعاقبة.
كما اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كييف باستخدام الممرات البحرية المنصوص عليها في هذا الاتفاق لمهاجمة الأسطول الروسي بطائرات مسيّرة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إنه «قلق» في شأن مستقبل الاتفاق، فيما أكدت كييف أنها «ليست متفائلة كثيرا» في شأن تمديده.
وأكد فيريتي على أنه بدون تجديد الاتفاق «لن تتمكن أسر من تلبية احتياجاتها الأساسية». كما سيتأثر بشدّة برنامج الأغذية العالمي الذي يقدم مساعدة مباشرة للسكان، إذ إن أوكرانيا أحد مزوديه الرئيسيين.
وقد أتاح الاتفاق تصدير أكثر من 32 مليون طن من الحبوب الأوكرانية عن طريق البحر.
البعض يموت جوعا
لا يمتلك البرنامج الأممي خطة بديلة، وهو يبذل كل ما في وسعه للاستعداد، وسيضطر إلى البحث عن موردين آخرين إذا لم يمدّد الاتفاق.
بدورها، قالت بريندا لازاروس من المكتب الإقليمي الفرعي لشرق أفريقيا التابع لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو» إنه «يجب أن نكون مستعدين لزيادة انعدام الأمن الغذائي في حال وجود صعوبات في الإمداد».
وأوضحت أن القمح يحتل مكانة كبيرة في النظام الغذائي لسكان دول مثل الصومال وجيبوتي.
ولفتت الخبيرة الاقتصادية إلى أن «الفاو» تدعم المجتمعات المحلية لمساعدتها على استبدال القمح في النظام الغذائي، لكنها عملية «بطيئة للغاية».
وقالت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي إن القرن الإفريقي «تجنّب المجاعة» بفضل جمعها 2.4 مليار دولار لهذه المنطقة التي ضربها جفاف كارثي بسبب «الفوضى المناخية».
لكن الوضع لا يزال خطيرا، فقد تضاعف عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي منذ عام 2016 في شرق أفريقيا (جيبوتي وكينيا والصومال وجنوب السودان وأوغندا وإثيوبيا والسودان)، ليصل إلى 60 مليونا، بحسب دومينيك فيريتي.
وأوضح الأخير أن هذه الأزمة الغذائية ناتجة عن النزاعات والجفاف والفيضانات.
بحسب ممثّل برنامج الأغذية العالمي، فإن حوالى 83 ألف شخص (40350 في الصومال و43000 في جنوب السودان) هم حاليا في مرحلة «الكارثة» (المرحلة الخامسة)، وهي أعلى تصنيف لضعف الأمن الغذائي.
وقال فيريتي «يعني ذلك أن هذه الأسر تأكل في المتوسط مرة أو مرتين في الأسبوع».
ترفض الأمم المتحدة في الوقت الحالي الحديث عن مجاعة معمّمة، لكن مسؤوليها أكدوا في مناسبات عدّة أن هناك سكانا يموتون بالفعل من الجوع.
المصدر: الراي