الأسد: سيناريوهات صدام والقذافي لم تخفنا وسورية تمكّنت من تجاوز «قانون قيصر»
لو تفادينا الحرب لكنّا سندفع ثمناً أكبر بكثير لاحقاً… كنا نعرف أنها ستكون طويلة
لم نتدخّل لحلّ الأزمة في لبنان ولا ندعم أيّ مُرشّح
العلاقة مع ابني عائلية… وهل التقي أردوغان لنشرب المرطبات؟
الدول التي خلقت الفوضى هي التي تتحمّل مسؤولية تجارة المخدرات
موقف «حماس» منّا كان مزيجاً من الغدر والنفاق
البنى التحتية المدمرة تُعيق عودة اللاجئين
لم نتلق أي عروض لإقامة علاقة مع إسرائيل… والحوار مع واشنطن لم يؤد لأي نتيجة
الجامعة العربية لم تتحول إلى مؤسسة بالمعنى الحقيقي
هناك بداية وعي لحجم المخاطر التي تؤثّر علينا كدول عربية لكنّها لم تصل إلى مرحلة وضع الحلول
قال الرئيس بشار الأسد، إن «هناك سيناريوهات لخلق حالة من الرعب في سورية مثلما حدث مع معمر القذافي وصدام حسين، لذلك لم تخفنا»، مشيراً إلى أن «الدول التي خلقت الفوضى في سورية هي التي تتحمل مسؤولية تجارة المخدرات».
وأكد الأسد، من ناحية ثانية، «أننا لم نتدخل لحل الأزمة في لبنان ولا ندعم أي مرشح».
كما أعلن أنه لن يلتقي رجب طيب أردوغان، وفقاً للشروط التي يضعها الرئيس التركي، معتبراً أن «الإرهاب في سورية صناعة تركية».
وقال الأسد، في حديث لقناة «سكاي نيوز عربية»، في قصر المهاجرين بدمشق، عرض مساء أمس، عن التظاهرات التي رفعت شعار رحيله، إنه «حتى العدد الكبير في تلك التظاهرات لم يتجاوز في أحسن الأحوال مئة ألف ونيف وفي كل المحافظات، مقابل عشرات الملايين من السوريين»، لافتاً إلى أن «المعارضة التي أعترف بها هي المعارضة المصنّعة محلياً لا المصنعة خارجياً»، ومشيراً إلى أن «الجامعة العربية لم تتحول إلى مؤسسة بالمعنى الحقيقي».
واعتبر أنه «لو تفادينا الحرب كنا سندفع ثمناً أكبر بكثير لاحقاً»، موضحاً «كنا نعرف منذ بداية الحرب أنها ستكون حرباً طويلة الأمد».
وأكد الرئيس السوري، أن «المستهدف لم يكن معمر القذافي وإنما كانت ليبيا، ولم يكن صدام حسين، وإنما كان العراق، وأيضاً المستهدف لم يكن الرئيس بشار، بل كانت سورية».
«قانون قيصر»
وأعلن الأسد، من ناحية ثانية، أن «قانون قيصر هو عقبة لا شك، ولكن تمكنا بطرق عدة من تجاوزه».
وأضاف ان «العقبة الأكبر هي تدمير البنية التحتية من قبل الإرهابيين، العقبة الأكبر هي صورة الحرب في سورية التي تمنع أي مستثمر من القدوم للتعامل مع السوق السورية، العقبة الأكبر أيضاً هي الزمن، بالاقتصاد تستطيع أن تضرب علاقات اقتصادية وتهدمها خلال أسابيع أو أشهر ولكنك بحاجة أيضاً لسنوات لاستعادتها».
واعتبر أنّ البنى التحتية المدمّرة بفعل سنوات الحرب تشكل التحدّي الأبرز الذي يعوق عودة ملايين اللاجئين السوريين.
وتساءل «كيف يمكن للاجئ أن يعود من دون ماء ولا كهرباء ولا مدارس لأبنائه ولا صحة للعلاج؟ هذه أساسيات الحياة».
وأضاف، رداً على سؤال عن التحدّي الأبرز، «لوجستياً، البنى التحتية التي دمّرها الإرهاب»، مشيراً إلى «حوار بيننا وبين عدد من الجهات في الأمم المتحدة المعنية بالجانب الإنساني».
وتابع «بدأنا نناقش معهم بشكل عملي مشاريع العودة، وكيفية التمويل، وما هي متطلباتها بالتفاصيل».
وعن مستقبل العلاقة بين دمشق والعواصم العربية، أجاب الأسد «هناك بداية وعي لحجم المخاطر التي تؤثّر علينا كدول عربية لكنّها لم تصل إلى مرحلة وضع الحلول»، مضيفاً «طالما لا توجد حلول للمشاكل، فالعلاقة ستبقى شكلية».
وأكد إن «من غير الواقعي توقع أن تؤدي عودة العلاقات مع الدول العربية لنتائج اقتصادية لسورية خلال أشهر».
وتنتظر الدول العربية من دمشق إجراءات ملموسة في ما يتعلق بكبح تجارة المخدرات.
وقال الأسد إنّ«تجارة المخدّرات كعبور وكاستيطان موجودة (…) هذه حقيقة، ولكن عندما تكون هناك حرب وضعف للدولة، فلا بدّ أن تزدهر هذه التجارة، هذا شيء طبيعي».
وأعلن أن «من يتحمّل المسؤولية في هذه الحالة هي الدول التي ساهمت في خلق الفوضى في سورية وليست الدولة السورية»، مشيراً في الوقت ذاته إلى حوار بين دمشق ومسؤولين عرب انطلاقاً من أنّ«لدينا مصلحة مشتركة معهم في القضاء على الظاهرة».
وتحدث بشار الأسد، عن ابنه حافظ، مؤكداً أن العلاقة بينهما عائلية وليس لها علاقة بقضايا الحكم.
وقال إن قضية تنحيه عن الحكم «لم تكن مطروحة لأنها كانت تعني الهروب من الحرب».
اللقاء مع أردوغان
وحول اللقاء مع أردوغان، وطلب تركيا بعدم وضع شروط مسبقة للقاء، قال الأسد: «كلمة من دون شروط مسبقة للقاء يعني من دون جدول أعمال، من دون جدول أعمال يعني من دون تحضير، من دون تحضير يعني من دون نتائج، فلماذا نلتقي أنا وأردوغان؟ لكي نشرب المرطبات مثلاً. نحن نريد أن نصل لهدف واضح».
وأضاف «هدفنا هو الانسحاب من الأراضي السورية بينما هدف أردوغان هو شرعنة وجود الاحتلال التركي في سورية، فلذلك لا يمكن أن يتم اللقاء تحت شروط أردوغان».
وتحدث الأسد عن رؤية سورية لحركة «حماس»، قائلاً إن «موقف حماس منا كان مزيجا من الغدر والنفاق»، وحماس حالياً ليس لديها أي مكتب في سورية، «والعلاقات لا يمكن أن تعود كما كانت عليه في السابق».
الاستهدافات الإسرائيلية
وقال الأسد إن «الجيش السوري يستهدف بشكل أساسي تحت عنوان الوجود الإيراني»، مشيراً إلى أن «العلاقة مع روسيا وإيران أثبتت أن سورية تعرف كيف تختار أصدقاءها».
وأكد أن «إسرائيل تستهدف الجيش السوري بشكل أساسي تحت عنوان الوجود الإيراني وسيستمر ذلك طالما أن إسرائيل هي عدو، وسيستمر طالما أننا نتمكن من إفشال مخططات الإرهابيين ولو جزئياً».
وأوضح أن سورية لم تتلق أي عروض لإقامة علاقة مع إسرائيل، مضيفاً «يعرفون موقفنا منذ بداية مفاوضات السلام عام 1990، إن لم يكن هناك استعداد إسرائيلي لإعادة الأرض لا داعي لإضاعة الوقت».
وأشار الأسد، إلى أن «الحوار مع واشنطن بدأ منذ سنوات ويجري بشكل متقطع ولم يؤد لأي نتيجة». وأضاف «الجانب الأميركي يطلب ويأخذ ولا يعطي شيئاً».
المصدر: الراي