أعلنت مصر، اليوم السبت، اكتشاف عدد من المقابر الأثرية التي تعود إلى العصرين اليوناني (332 ق م: 30 ق م) والروماني (30 ق م: 395 م)، في أسوان أقصى جنوب مصر.

وذكرت وزارة السياحة والآثار، في بيان أن «البعثة الأثرية المصرية الإيطالية المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار وجامعة ميلانو، اكتشفت عددا من المقابر المنحوتة في الصخر من العصرين اليوناني والروماني، وتحتوي على نقوش هيروغليفية بحالة جيدة من الحفظ، وذلك في الجبانة المحيطة بمنطقة ضريح الآغاخان في البر الغربي لأسوان».


ومن أبرز المقابر المكتشفة من حيث التصميم والحالة الإنشائية المقبرة رقم (38)، حيث تقع على عمق يزيد عن مترين تحت الأرض، ويؤدي إليها سلم حجري مكون من تسع درجات محاطة بمصاطب من الطوب اللبن، كانت تستخدم لوضع القرابين الجنائزية، وفق البيان.

وعثر في داخل المقبرة على تابوت من الحجر الجيري، يبلغ ارتفاعه نحو مترين، موضوع فوق منصة صخرية نحتت مباشرة في الجبل، ويتميز بغطاء على هيئة آدمية يحمل ملامح واضحة لوجه إنسان مزين بباروكة وزخارف مذهلة، بالإضافة إلى عمودين من النصوص الهيروغليفية التي تسجل أدعية للآلهة المحلية بأسوان، واسم صاحب المقبرة «كامِسيو»، وهو أحد كبار المسؤولين في عصره، إلى جانب أسماء أفراد من أسرته.

كما تم العثور على مومياوات بعضها لأطفال، بحسب البيان.

ووصف وزير السياحة والآثار شريف فتحي، هذا الكشف بأنه «إضافة نوعية»، مشيرا إلى أن المقابر المكتشفة تفتح آفاقا جديدة لفهم طبيعة المجتمع المحلي في أسوان خلال العصرين البطلمي والروماني.

من جانبه، قال الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار إن المومياوات المكتشفة داخل هذه المقابر، والتي تشمل عددا من الأطفال، سيتم إخضاعها لفحوصات بالأشعة المقطعية والتحاليل البيولوجية خلال موسم الخريف المقبل، مما سيسهم في فهم أدق لهوية هؤلاء الأفراد وظروف حياتهم وأسباب وفاتهم.

وأشار إلى أن النقوش واللقى المكتشفة ستوفر مادة علمية غنية للباحثين في مجال علم المصريات، خصوصا فيما يتعلق بالتقاليد الجنائزية والرمزية الدينية خلال الفترات المتأخرة من الحضارة المصرية.

المصدر: الراي

شاركها.