أقيمت احتفالية «اليوم الأوروبي للغات»، التي استضافتها الجامعة الأمريكية في الكويت بمنطقة السالمية، بتنظيم المعهد الفرنسي في الكويت، وبمشاركة عدد من سفارات الدول الأعضاء في الاتحاد ضمن روح التعاون التي يُطلَق عليها «فريق أوروبا». وجاءت الفعالية لتسليط الضوء على التنوّع اللغوي والثقافي في أوروبا، حيث تضمّن البرنامج دورات قصيرة في عدد من اللغات الأوروبية، إضافة إلى ركن مميز حمل عنوان European Bakery PopUp قدّم للحضور تجربة تذوّق لمأكولات تقليدية من مختلف الدول المشاركة.
كما شهدت الفعالية حضور عدد من السفراء والدبلوماسيين، إلى جانب جمع كبير من المهتمين باللغات والثقافة، مما أضفى على الحدث أجواءً حيوية تعكس روح الحوار والتواصل الحضاري.
في البداية، قالت سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى الكويت، آن كويستينن، إن الاحتفال بـ اليوم الأوروبي للغات يمثّل مناسبة خاصة لتجسيد هوية الاتحاد وقيمه القائمة على الانفتاح والتنوع، مشيرة إلى أن هذا اليوم يعكس شعار الاتحاد الأوروبي «متحدون في التنوع».
وأضافت: «يسعدني أن أكون بينكم اليوم في هذه الفعالية التي تحتفي باللغات الأوروبية، وتؤكد التنوع الثقافي الذي نعتبره مصدر قوة وثراء، فنحن اتحاد يضم 27 دولة، لا تجمعنا فقط 24 لغة رسمية، بل ثقافات ومعتقدات وأنماط حياة متعددة، ومع ذلك نؤمن جميعاً بأننا معاً أقوى وأكثر ازدهاراً وسلاماً».
تبادل ثقافي ومعرفي
أما مديرة المعهد الفرنسي، المستشارة الثقافية بالسفارة الفرنسية، سورايا صاع، فقالت: «سيتم اليوم تقديم 11 لغة أوروبية من قبل ممثلي الدول الأوروبية هنا في الكويت، من خلال حصص مدتها 30 دقيقة، تتيح للجمهور الكويتي فرصة للتعرف على هذه اللغات، وثقافاتها، وتاريخها في الوقت نفسه، فاللغات هي جسور للتفاهم بين الشعوب، وهي أدوات تتيح الإبداع والفرص والتبادل، وإن اليوم الأوروبي للغات هو أيضًا دعوة للعمل، إذ إن تعلُّم اللغات يفتح الأبواب أمام التعليم، والوظائف، والاكتشاف الثقافي، ويعزز عدة جوانب منها الفضول والتعاطف والاحترام». وتابعت «واليوم، معًا، سنبني عالمًا يتحدث لغات متعددة، لكنّه يتشارك في القيم ذاتها السلام، والحوار، والتعاون».
وعلى هامش الفعالية أعربت رئيسة الجامعة الأمريكية في الكويت، د. روضة عواد، عن سعادتها باستضافة فعالية اليوم الأوروبي للغات في حرم الجامعة، وقالت إنهم سعداء للغاية باستقبال ممثلي دول الاتحاد الأوروبي في جامعتنا، وتوفير منصة لتسليط الضوء على أهمية اللغات، ودورها في تعزيز التفاهم والتقارب بين الشعوب.
وأكدت د. عواد أن الجامعة الأمريكية في الكويت دائمًا على استعداد لدعم هذه الأنشطة بالتعاون مع السفارات، لأنها تدعم التنوع الفكري، والانفتاح العالمي، وهو ما يتماشى مع رسالة الجامعة.
التقت مجموعة من السفراء في فعالية «اليوم الأوروبي للغات»، وكانت البداية مع سفير بلغاريا في الكويت، ديميتار ديميتروف، الذي أكد أن الاحتفال باليوم الأوروبي للغات في الكويت بات تقليداً راسخاً، وقال: «هذه هي المرة الثالثة التي تقام فيها هذه الفعالية بالتعاون مع عدد من سفارات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ونحن نعتزّ بها كثيرًا بما تعكسه من ثراء لغوي وثقافي على مستوى القارة الأوروبية وفي إطار الاتحاد الأوروبي».
جمال اللغة
من جانبه، أوضح سفير مملكة بلجيكا في الكويت، كريستيان دومز، أن المشاركة في الفعالية جاءت بهدف إبراز التنوّع اللغوي والثقافي في أوروبا. وقال: «في بلجيكا لدينا 3 لغات رسمية هي الفرنسية والهولندية والألمانية، وقد اخترنا أن نسلّط الضوء على جمال اللغة الهولندية».
تعزيز التواصل
بدورها، أعربت مسؤولة الشؤون الثقافية في السفارة الألمانية لدى الكويت، فيرا غيبد، عن سعادتها بمشاركة السفارة، وقالت: «نحن فخورون بالمساهمة في هذا الحدث الثقافي المميز، فاللغة الألمانية تُعدّ من أكثر اللغات انتشارًا في أوروبا، حيث يتحدث بها أكثر من 100 مليون شخص، ومن الرائع أن تتاح للحضور فرصة تجربة درس في اللغة الألمانية خلال الفعالية».
أما السفير اليوناني، يوانيس بلوتاس، فقال إنه سعيد بالمشاركة في الفعالية، مشيرا إلى أن اللغات تمثّل أكثر من مجرد أداة للتواصل، فهي أيضًا وسيلة لتعزيز ثقافتنا. وأضاف بلوتاس: «بصفتي يونانيًا، فإن جميع الذين سيتعلمون اللغة اليونانية سيدركون عظمة هذه اللغة، التي تُعد أساس الحضارة الأوروبية».
من جانبه، أوضح سفير قبرص، أندرياس بانايوتو، أن بلاده تشارك في الاحتفالية من خلال تقديم دروس باللغة اليونانية، إضافة إلى ركن خاص للحلويات التقليدية أعدّته زوجته، مؤكداً أن مشاركة قبرص تبرز تنوع هويتها الثقافية الأوروبية.
أما سفير رومانيا، موجوريل ستانسكو، فأكد أن الحدث يمثّل مناسبة للتعريف بجماليات اللغة الرومانية ذات الجذور اللاتينية، إلى جانب عرض للحلويات التقليدية، مشيراً إلى أن الاحتفالية تجسّد تنوع الاتحاد الأوروبي ووحدته في آن واحد.
وأشار رئيس مجلس الأعمال البرتغالي في الكويت، أنطونيو كامبوس، إلى أن المشاركة تعكس أهمية اللغة كأداة للتواصل والتعاون بين الشعوب.
ومن جهته، أكد سفير هنغاريا لدى البلاد، أندراش سابو، أن الاحتفال باليوم الأوروبي للغات يمثّل محطة سنوية مهمة لتعزيز التنوع اللغوي وتشجيع الأجيال الجديدة على تعلّم لغات جديدة في مختلف أنحاء أوروبا.
المصدر: جريدة الجريدة