هل الذكاء الاصطناعي هو سلاح جوجل الجديد لاحتكار المستقبل؟ بيان الحكومة الأمريكية

في خطوة غير مسبوقة، اتهمت الحكومة الأمريكية شركة “جوجل” بالسعي إلى تعزيز هيمنتها على سوق البحث عبر الإنترنت من خلال استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، في قضية قد تشكّل نقطة تحوّل في مستقبل الإنترنت العالمي، وزارة العدل الأمريكية التي تخوض حاليًا معركة قانونية تاريخية ضد عملاق التكنولوجيا، ترى أن جوجل لا تكتفي بمكانتها الحالية، بل تخطط لتوسيع نفوذها مستقبل من خلال دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل يعزز موقعها الاحتكاري، وفي هذا السياق دعا ممثلو الادعاء إلى إجراءات جذرية قد تشمل إجبار جوجل على بيع متصفح “كروم” واتخاذ تدابير تقوض من نفوذها في سوق البحث.
جوجل تستخدم الذكاء الاصطناعي
بحسب ممثل الادعاء ديفيد دالكويست فإن “جوجل تستغل تفوقها الحالي ليس فقط للسيطرة على نتائج البحث، بل أيضًا لتدريب نماذجها الذكية على بيانات المستخدمين، وهو ما يمنحها ميزة غير عادلة أمام المنافسين”، وأضاف أن الاحتكار التقليدي بات يأخذ شكل جديد، تغذيه الخوارزميات وواجهات الدردشة الذكية.
دفاع من العيار الثقيل
في المقابل وصف محامي جوجل، جون شميدتلين، تحركات وزارة العدل بأنها “قائمة أمنيات لمنافسي الشركة”، مؤكدًا أن السوق يشهد بالفعل منافسة قوية من شركات مثل مايكروسوفت وOpenAI، وأن المستخدمين لا يُجبرون على استخدام خدمات جوجل، بل يختارونها لأنها الأفضل.
ما وراء المحاكمة
هذه القضية لا تدور فقط حول “محرك بحث” بل حول من سيسيطر على مدخل العالم الرقمي في العقود المقبلة. فبينما تستثمر الشركات الكبرى في تطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي، تسعى الحكومات إلى ضمان ألا تتحول هذه التقنية الثورية إلى أداة احتكار خفية.
ومع تسارع اندماج الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية، تبقى المعركة بين جوجل والحكومة الأمريكية أكثر من نزاع قانوني، بل هي صراع على شكل العالم الرقمي القادم: عالم متعدد الأصوات أم صوت واحد ذكي يهيمن على كل شيء؟
أوروبا تراقب والعالم يترقّب
لا تقتصر تداعيات هذه القضية على الولايات المتحدة وحدها فالاتحاد الأوروبي يراقب عن كثب مجريات المحاكمة، خاصة في ظل سجله الحافل في فرض غرامات ضخمة على جوجل في قضايا احتكار سابقة، ويرى خبراء القانون الرقمي أن الحكم الأمريكي، أياً كانت نتيجته سيشكل سابقة قانونية يمكن أن تستند إليها سياسات تنظيم الذكاء الاصطناعي حول العالم، فالدول أصبحت تدرك أن المعركة القادمة ليست فقط على الأسواق، بل على من يمتلك مفاتيح “المعرفة” و”البيانات” التي تغذي أنظمة الذكاء الاصطناعي، وتوجه قرارات الأفراد والمجتمعات.
إتبعنا