اخبار السعودية

مصر.. إحالة “أنوسة كوتة” مدربة الحيوانات المفترسة إلى المحاكمة بتهمة الإهمال الجسيم في واقعة “الأسد الجائع”

في تطور جديد يعكس جدية السلطات القضائية المصرية في التعامل مع قضايا الإهمال الخطير قررت محكمة جنح طنطا تحديد جلسة 31 مايو 2025، لبدء أولى محاكمات مدربة الحيوانات المفترسة محاسن مدحت محمد علي كوتة، الشهيرة إعلاميًا باسم “أنوسة كوتة”، على خلفية حادثة الهجوم العنيف الذي تعرض له مدرب الأسود الشاب محمد إبراهيم البسطويسي خلال عرض حي داخل السيرك القومي بمدينة طنطا.

تهمة الإهمال والتسبب بعاهة مستديمة

تواجه “كوتة” تهم بالإهمال الجسيم والتقصير، بعد أن تبين أنها لم تتخذ الاحتياطات الكافية خلال عرض الأسود، مما أدى إلى سقوط المدرب أرضًا وهجوم أسد جائع عليه أمام الجمهور، في مشهد مروع انتهى ببتر ذراعه اليسرى نتيجة الإصابات البالغة.

ووفق لما صرح به المحامي وليد الفولي، وكيل المجني عليه، فإن القضية تحاكم بموجب المادتين 244 و377 من قانون العقوبات المصري، اللتين تتعلقان بالإصابة الخطأ والإهمال المؤدي إلى عاهة مستديمة، وأشار إلى أن المدربة كان يجب أن تتخذ إجراءات صارمة لحماية العاملين والجمهور على حد سواء.

عائلة كوتة بين المجد والإدانة

تنتمي “أنوسة كوتة” إلى واحدة من أشهر العائلات في مجال ترويض الحيوانات المفترسة في مصر والعالم العربي، فهي ابنة المدرب المعروف مدحت كوتة، وحفيدة محاسن الحلو، أول سيدة مصرية احترفت ترويض الأسود، كما أنها زوجة الملحن الشهير محمد رحيم.

لكن هذه الحادثة وضعت إرث العائلة في موقف حرج، بعدما تحول العرض الترفيهي داخل السيرك القومي بمنطقة البوريفاج بطنطا إلى كارثة صحية ومهنية، أفضت إلى أزمة إنسانية للمدرب الشاب.

التفاصيل الكاملة للهجوم

تشير التفاصيل إلى أن المدرب محمد البسطويسي تعثر وسقط أرضًا أثناء العرض، ليهاجمه الأسد بشكل مفاجئ دون تدخل فوري أو إجراءات احترازية تحميه. وعلى الرغم من محاولات المتواجدين إنقاذه، إلا أن الهجوم أسفر عن إصابات بالغة استدعت جراحة عاجلة استمرت أكثر من أربع ساعات في مستشفى الطوارئ الجامعي، وانتهت ببتر ذراعه اليسرى بالكامل.

موجة انتقادات وتحقيقات موسعة

أثارت الواقعة غضب واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تساؤلات عن مدى جاهزية السيرك وتدابيره الأمنية، كما طالبت جهات حقوقية بفرض رقابة أشد على العروض التي تشمل حيوانات مفترسة، خاصة تلك التي يشارك فيها أفراد من الجمهور أو تتم في أماكن مغلقة دون تجهيزات أمان كافية.

ماذا بعد؟

من المتوقع أن تثير جلسات المحاكمة القادمة اهتمام إعلامي واسع خاصة في ظل ارتباط اسم “كوتة” بعالم السيرك المصري، وتحول القضية إلى رمز للجدل حول سلامة العاملين في العروض الخطرة، ومحاسبة المسؤولين عن التقصير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *