اخبار السعودية

عودة غير متوقعة من الفضاء.. مركبة “كوزموس 482” ترتطم بالغلاف الجوي بعد 50 عامًا

في حادثة غير مسبوقة أعلنت وكالة الفضاء الأوروبية عن سقوط مركبة فضائية تعود للاتحاد السوفيتي بعد أن قضت أكثر من 50 عامًا في المدار الأرضي، لتثير المخاوف من الحطام الفضائي، على الرغم من تأكيدات رسمية باحتمالات منخفضة لوقوع إصابات بشرية.

مركبة “كوزموس 482”

المركبة المعروفة باسم “كوزموس 482” تم إطلاقها عام 1972 ضمن برنامج طموح لاستكشاف كوكب الزهرة، لكنها لم تنجح في مغادرة المدار الأرضي بسبب خلل تقني في الصاروخ الحامل، ما أدى إلى فشل المهمة وبقاء الكبسولة في الفضاء.

ورغم تحطم أجزاء كبيرة من المركبة خلال العقد الأول، استمرت الكبسولة المصنوعة من التيتانيوم المقوى والتي يبلغ وزنها حوالي 500 كجم في الدوران حول الأرض لعقود، بفضل تصميمها لتحمل درجات حرارة وضغوط هائلة على سطح الزهرة، ما جعلها تقاوم الظروف الفضائية القاسية طوال هذه السنوات.

هل كانت تهديد حقيقي؟

مع بداية عام 2025، بدأت الأقمار الصناعية تلاحظ تراجع حاد في مدار الكبسولة وسط نشاط شمسي متزايد ساهم في تسريع دخولها الغلاف الجوي، وبحسب تحليلات “الاتحاد الأوروبي لتتبع ومراقبة الفضاء”، تم تأكيد اختفاء الكبسولة من المدار نهائيًا، ما يشير إلى سقوطها فعليًا على الأرض.

لكن المفارقة أن العلماء لم يتمكنوا من تحديد مكان أو توقيت السقوط بدقة بسبب تغيرات العوامل الجوية والفيزيائية حول المركبة، مما خلق حالة من القلق والترقب العالمي لفترة قصيرة.

حطام فضائي مستقبلي هل نحن في خطر؟

يرى خبراء أن هذه الحادثة تسلط الضوء من جديد على مخاطر الحطام الفضائي، خصوصًا من مركبات الحقبة السوفيتية والصينية القديمة، والتي قد تعود فجأة من الفضاء، ومع تزايد الأقمار الاصطناعية في المدار، يتصاعد القلق من حوادث غير متوقعة مستقبلاً.

وأكدت وكالة الفضاء الأوروبية أن احتمال سقوط أي أجزاء على مناطق مأهولة كان ضعيفًا للغاية، ومع ذلك أثارت الحادثة نقاشات حادة حول ضرورة تعزيز رقابة الفضاء وتنظيف المدارات من المركبات غير النشطة.

هل يتكرر سيناريو “كوزموس”؟

رغم أن حادثة سقوط “كوزموس 482” مرت بسلام إلا أنها دقت ناقوس الخطر بشأن آلاف القطع من الحطام الفضائي التي تدور حول الأرض، الخبراء يحذرون من أن تكرار مثل هذه الحوادث قد يصبح أكثر شيوع في المستقبل، خاصة في ظل تزايد إطلاق الأقمار الاصطناعية والمركبات غير المأهولة دون خطط واضحة لإزالتها بعد انتهاء مهامها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *