رسمياً تقنية مبتكرة تُحدث نقلة نوعية في صيانة طرق الحج وتقلل التكاليف بنسبة تصل إلى 70%

في خطوة طموحة تعكس التوجه المتسارع نحو الابتكار والاستدامة أعلنت الهيئة العامة للطرق عن اعتماد تقنية حديثة في صيانة الطرق المؤدية إلى المشاعر المقدسة، تعتمد على إعادة تدوير الأسفلت في الموقع باستخدام معدة متطورة تُعرف باسم FDR (Full Depth Reclamation).
صيانة طرق الحج
التقنية الجديدة التي تم تطبيقها ميدانياً ضمن الاستعدادات لموسم حج 1446هـ، تُعد نقلة نوعية في مجال البنية التحتية، حيث تُسهم في تسريع عمليات الصيانة وتقليل التكاليف بنسبة تتراوح بين 40% إلى 70% مقارنة بالأساليب التقليدية.
ولعل أبرز ما يميزها هو إمكانية إعادة فتح الطرق لحركة المرور الخفيفة في اليوم ذاته، مما يضمن انسيابية الحركة ويمنع التكدس المروري خلال موسم الحج.
كيف تعمل التقنية؟
تقوم المعدة الحديثة بطحن كامل طبقات الرصف بما فيها الأسفلت والتربة الموجودة تحته مباشرة في موقع العمل، مع إمكانية إضافة مواد تثبيت مثل الإسمنت، وينتج عن هذه العملية طبقة أساس متينة يمكن إعادة استخدامها مباشرة في رصف الطريق الجديد، مما يحسن القوة الإنشائية ويطيل عمر الطريق.
بيئة أكثر استدامة
من المزايا اللافتة لهذه التقنية أنها صديقة للبيئة، حيث تتيح إعادة استخدام ما يصل إلى 100% من المواد الموجودة في الطريق القديم، وتقلل الاعتماد على الموارد الطبيعية بنسبة تفوق 40%، كما تسهم في خفض الانبعاثات الكربونية الناتجة عن النقل والاستخراج، ما ينسجم مع أهداف المملكة في الوصول إلى تنمية خضراء مستدامة ضمن رؤية السعودية 2030.
نحو طرق أكثر أمانًا وجودة عالمية
تأتي هذه المبادرة في سياق أوسع تنفذه الهيئة العامة للطرق لرفع مؤشر جودة الطرق في المملكة إلى المركز السادس عالميًا بحلول عام 2030، وتقليل عدد الوفيات على الطرق إلى أقل من 5 لكل 100 ألف نسمة، وتؤكد الهيئة أن التوسع في استخدام هذه التقنية هو جزء من إستراتيجية وطنية شاملة تهدف إلى تطوير شبكة طرق آمنة وذكية تدعم نمو الاقتصاد وتخدم الحجاج والمعتمرين بكفاءة عالية.
تمثل هذه التقنية صورة حية لما يمكن أن يحدث حين تتقاطع التكنولوجيا مع روح الخدمة والإبداع، في سبيل تهيئة أفضل الظروف الممكنة لضيوف الرحمن، وتحقيق مستقبل مستدام للمملكة.
إتبعنا