الذهب عند أعلى مستوى على الإطلاق 3143 دولار للأوقية وسط مخاوف اقتصادية عالمية

سجل الذهب مستوى تاريخي جديد متجاوزًا حاجز 3143 دولار للأوقية في ظل تزايد الطلب على الملاذات الآمنة وسط تصاعد الضغوط الاقتصادية، والمخاوف من التضخم وتباطؤ النمو العالمي، وبالتزامن مع تسجيله أعلى مستوى في تاريخه، يواصل الذهب تأكيد مكانته كأحد أهم الأصول الاستثمارية، خاصة في فترات عدم الاستقرار الاقتصادي، وبينما تستمر الأسواق العالمية في مواجهة تحديات مختلفة، يبقى الذهب هو الخيار الأول للمستثمرين الباحثين عن الأمان والاستقرار في ظل عالم مليء بالتقلبات.

قفزة قياسية في أسعار الذهب

شهدت أسعار الذهب ارتفاع غير مسبوق في التعاملات الفورية، حيث صعدت بنسبة 0.6% لتصل إلى 3143.05 دولار للأوقية، بعد أن بلغت أعلى مستوى في تاريخها عند 3148.88 دولار في وقت سابق من الجلسة، ولم تقتصر المكاسب على الذهب الفوري فحسب، بل ارتفعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.6% لتصل إلى 3169.50 دولار، مما عزز مكاسب المعدن الأصفر في الربع الأول من العام، محقق أفضل أداء فصلي منذ عام 1986.

أسباب القفزة في أسعار الذهب

تعود هذه الزيادة الكبيرة في أسعار الذهب إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها:

• استمرار الضغوط الاقتصادية الناجمة عن التوترات التجارية والسياسات النقدية المتغيرة دفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذ آمن يحميهم من تآكل القيمة النقدية.
• أثارت الإجراءات الجمركية الأمريكية المضادة مخاوف من تفاقم الأوضاع الاقتصادية، مما زاد من الإقبال على الذهب كخيار آمن للتحوط.
• شهدت الأسواق المالية اضطرابات كبيرة خلال الأشهر الماضية، مع تراجع أسواق الأسهم وارتفاع التقلبات في العملات العالمية، مما عزز الطلب على الذهب.
• استمرار البنوك المركزية في سياسات التيسير النقدي وخفض أسعار الفائدة جعل الذهب أكثر جاذبية، خاصة في ظل مخاوف الركود الاقتصادي.
• سجلت صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب تدفقات قياسية خلال الفترة الأخيرة، مما دعم الأسعار نحو مستويات تاريخية.

الذهب كملاذ آمن وسط الأزمات

لطالما كان الذهب ملاذ آمن للمستثمرين خلال فترات عدم الاستقرار الاقتصادي، ويبدو أن الظروف الحالية تعزز هذا الاتجاه أكثر من أي وقت مضى. ومع تصاعد القلق بشأن النمو الاقتصادي العالمي، وتزايد التوترات الجيوسياسية، لجأ العديد من المستثمرين إلى الذهب لحماية أصولهم من التقلبات.