جاء ذلك خلال رعايته، اليوم الاثنين، ندوة وطنية في العقبة نظّمَتها جمعية الشمال؛ بهدف تسليط الضوء على أهمية الحفاظ على السردية الأردنية كجزء من الهوية الثقافية الوطنية، وتَوثيق الحكايات والتجارب المحلية للآباء والأجداد ونقلها إلى الأجيال المقبلة.
وقال العوايشة إن توثيق السردية الوطنية بات ضرورة استراتيجية لمواجهة القراءات المشوَّهة للتاريخ، وتعزيز الثقة بالهوية الأردنية القائمة على الامتداد الحضاري والدور الإقليمي الراسخ للمملكة.
وأشار إلى أن العقبة كانت بداية السردية الأردنية، وأن تاريخ الأردن الممتد لآلاف السنين يجعل من كل بقعة فيه قصة تضحية وشاهد إثبات على مسيرة وطن استطاع تجاوز الأزمات مقارنة مع الدول المحيطة، بفضل قيادته الهاشمية.
وتأتي الندوة إثر تأكيد سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، على أن السردية الأردنية تُعد وسيلة محورية لصون التراث الوطني وتعزيز قيم المجتمع الأردني المتوارثة.
وأكد عضو مجلس الأعيان، العين شرحبيل ماضي، أن السردية الأردنية تأسست على حقب تاريخية متعاقبة بدأت منذ الثورة العربية الكبرى وتوقيع أول وثيقة مبايعة في العقبة، مرورًا بمحطات النضال الوطني ودور الأردن الدائم في الدفاع عن فلسطين والمقدسات الإسلامية والمسيحية، مشيرًا إلى أن الأردن قدم الشهداء في سبيل فلسطين، وأن الأردن كان وما زال المدافع الأول عن قضايا الأمة.
من جهته، أوضح رئيس جامعة العقبة للعلوم الطبية، الدكتور أمجد الشطرات، أن السردية الأردنية هي ثورة وإمارة وحرب وكرامة ونماء واستقرار وسلام وإصلاح وريادة، وهي ما يميّز الأردن عن كثير من دول المنطقة التي ما تزال تواجه تحديات سياسية وأمنية، مؤكّدًا أن الأردن لم يكتفِ بالصمود، بل احتضن كل من لجأ إليه محافظًا على أمنه واستقراره وريادته الإنسانية.
وبين الأكاديمي من الجامعة الأردنية الدكتور إبراهيم الكردي أن سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، كان قد أطلق مسار توثيق السردية الأردنية باعتبارها ركنًا من أركان الأمن الوطني، مؤكّدًا أن “السردية هي أمن” وتمتد في قلب التاريخ مرورًا بالعصور والممالك، وأن المواقع التاريخية المنتشرة في كل مناطق المملكة تمثل دليلًا حيًّا على عمق هذا الإرث وضرورة تقديمه لأبنائنا كما يليق به، مشيرًا إلى أن إيصال هذه السردية إلى الأجيال القادمة يجب أن يتم من خلال مناهج وزارة التربية والتعليم بوسائل وتقنيات حديثة تمامًا كما تفعل الدول المتقدمة التي تغرس سردياتها الوطنية في طلبتها عبر أنشطة لامنهجية وأساليب تعليمية تُقدَّم قبل العلم، ليكبر الأبناء وهم يحملون روايتهم الأصيلة بثقة ووعي.
وأكد رئيس جمعية الشمال في العقبة، شاكر نوافلة، أن الندوة تمثل خطوة مهمة في تعزيز الوعي بأهمية السردية الأردنية، مشيرًا إلى أنها ستمهد لعقد مؤتمر موسّع حول السردية الأردنية قريبًا، يشارك فيه مختصون وباحثون ومؤسسات تعليمية وثقافية من مختلف المحافظات.
