حقيقة شركات الفوركس: كيفية اختيار الوسيط الأفضل في ظل الدعاية المضللة
الوكيل الإخباري تنتشر
عبر مواقع التواصل الاجتماعي عدد كبير من الاعلانات والدعاية التي تهدف لجذب
المزيد من الجمهور لمجال التداول في مجال العملات (الفوركس)، أو سوق الخيارات،
وعقود الخيارات، وحتى أسواق ومؤشرات الأسواق العالمية بشكل عام. تتنوع تلك الدعاية
ذات الصور المختارة بعناية لتصوير عالم التداول، بالمجال سهل المنال. فنجد أن بعض
الشباب من حديثي السن يستعرضون المبالغ الضخمة التي تم حصدها من التداول أو تصوير
أسلوب الحياة الرغدة التي يعيشها هؤلاء بفضل الأرباح الهائلة التي يتم تحقيقها من
سوق المال. على الرغم من تحذير المخاطرة المرفقة في أغلب تلك الاعلانات والذي
يتضمن تحذيرات من كون أغلب المتداولين يخسروا أموالهم في ذلك المجال. إلا أن طبيعة
تلك الاعلانات تصور مدى سهولة الربح وكل ما عليك هو الاشتراك، والتسجيل، وإيداع
مبلغ صغير من المال، ومن ثم البدء في جني الأرباح.
في
المعتاد تكون النصيحة بالبحث جيدًا، واجراء المراجعات الضرورية، وبالطبع التعليم
والتطبيق على حسابات تجريبية قبل الانسياق وراء أحلام الربح السريع التي تصورها
الإعلانات الحالية. لكن لأن تلك الدعاية تجاوزت المعتاد واصبحت الكثير من شركات
الوساطة والتي يمكن تسميتها شركات التداول النصابة ووكلائها المنتشرين ينتهجون سبل
أكثر حرفية في جذب العملاء. على سبيل المثال يتم استغلال معارض وملتقيات شركات
التداول التي تقام في العواصم العربية كوسيلة للظهور الذي يدعو العملاء للثقة في
شركة الوساطة خاصة مع حصد تلك الشركات جوائز عديدة تحت مسميات مختلفة مثل جائزة
أفضل وسيط، أو أفضل منصة تداول، او حتى جائرة أفضل مزود خدمة فوركس في الشرق
الأوسط (علمًا أن تلك الجوائز مدفوعة الثمن في الغالب) الأمر الذي يجعلنا نشكك في
مدى مصداقية تلك المعارض من الأساس.
لذا
سوف نستعرض في خطوات عملية كيفية اختيار أفضل واقوى شركات الفوركس المرخصة لعام 2024 من خلال استعراض العمل الذي تقوم عليه شركات الوساطة. وبناء عليه
يمكنك اختيار الوسيط المناسب، دون الانسياق وراء الدعاية المضللة في كثيرًا من
الأحيان.
ما هي شركات الوساطة الفوركس
شركات
الوساطة في مجال صرف العملات الأجنبية (الفوركس) هي شركات يتم تأسيسها وفقًا
لقواعد محددة، تقوم بدور الوسيط ما بين العميل (فرد أو شركة) ومزودي السيولة من
خلال منصات تداول مختلفة يتم من خلالها بيع وشراء العملات الأجنبية. في المقابل
تحصل شركة الوساطة على عمولة أو من الفارق السعري على كل عقد يتم تنفيذه من خلالها
وهي الأساس الوحيد للربح بالنسبة لشركات الوساطة التي تعمل بشكل شرعي. تعمل شركات
الوساطة من خلال مظلة جهات رقابية متعددة وهي أول العناصر التي يجب على العميل
البحث عنها في حال اختيار شركة بالطبع بجانب عناصر اخرى سوف يتم استعراضها في جزء
اخر من هذا التقرير.
آلية عمل شركات الفوركس
تلعب
شركات الوساطة دور ناقل أوامر التداول ما بين العملاء وجهات التنفيذ حيث تعمل على
تمكين الوصول إلى سوق العملات، على مدار 24 ساعة يوميًا. وذلك من خلال عمليات فنية
تعمل على تمرير تلك الأوامر بشكل سريع ودقيق وأمن. أشهر تلك العمليات تتم من
خلال شبكات الاتصالات الإلكترونية (ECN) هي أنظمة آلية تعمل على مطابقة أوامر البيع
والشراء في سوق الفوركس تتميز بتوفير فروق أسعار أقل وأسعار أفضل. كذلك يتم تنفيذ
الأوامر من خلال عملية معالجة مباشرة تعرف بــ (STP) تقوم على أتمتة عملية التداول بأكملها بدءًا
من تقديم الطلب وحتى التسوية دون تدخل يدوي.
يتم
تقديم هذه الخدمة من خلال عدد من منصات التداول وهي على الرغم من تعددها فهي تقوم
بنفس الوظيفة تنفيذ أوامر التداول بالبيع والشراء واستعراض الفارق السعري. علمًا
أن كل شركة تعمل على توفير مميزات خاصة في منصات التداول الخاصة بها بهدف جذب
المزيد من العملاء. تعتبر منصة ميتاتريدر 4 ونسختها المطورة ميتاتريدر 5 من أشهر
منصات التداول، كذلك ظهرت خلال السنوات الأخيرة منصة تريدنج فيو والتي توفر مميزات
لا حصر لها.
تدرج
أغلب شركات الوساطة إمكانية التداول عن طريق الرافعة المالية، والتي تتراوح ما بين
1:10 وحتى رافعة مالية مغير محدودة. وبعيدًا عن مميزات وعيوب استخدام الرافعة
المالية بالنسبة للمتداولين وهو أمر معروف ودارج بشكل كبير من خلال مئات المقالات
المنتشرة عبر الانترنت. يترتب على التداول الرافعة المالية عمليات سوء استخدام أو
انتهاكات (abuse) بشكل كبير لقواعد الشركة من قبل بعض المتداولين الذين يستهدفون
الثغرات المنتشرة في أنظمة شركات الوساطة لذا لا تخلو أي شركة من تلك الشركات من
نظام إدارة المخاطر والامتثال.
يهدف
ذلك النظام على توفير نظام مراقبة وإدارة التعرض للمخاطر لكل من شركة الفوركس
وعملائها. وهي عملية تتم من خلال أنظمة الخوارزميات لتحليل ظروف السوق ومواقف
العملاء، مما يضمن الامتثال للمتطلبات التنظيمية وسياسات المخاطر الداخلية.
اختيار
الوسيط الأفضل في ظل الدعاية المضللة
مما
سبق نكتشف أن الإعلانات التي تستخدمها الشركات لتسويق نفسها، أو الجوائز التي لا
نعرف معايير الفوز بها، غير كافية لتحديد مصداقية ومدى توافر الثقة في شركة
الوساطة، التي يمكن أن تبدأ التداول من خلالها. يقول شارلي مونجر المستثمر
الشهير وشريك وارن بافيت في بيركشير هاثاواي (اريد ان اعرف المكان الذي ساموت فيه
فقط، كي لا أذهب إلى هناك ابداً) والمقصود هنا أنه يريد معرفة اسباب الخسارة في
الأسواق حتى يبتعد تلك العوامل بشكل نهائي. لذا عند اختيار شركة الوساطة تحرى
الدقة من حيث المراجعات ولاتكتفي بحساب تجريبي، بل استخدم حساب حقيقي بمبلغ مالي
صغير في البداية. راقب آلية وسرعة التنفيذ وسرعة عملية السحب ومن ثم قرر ما هو
الوسيط الأفضل.