اخبار الأردن

تفاصيل مثيرة عن مفاوضات اتفاق التبادل بغزة…

  كشف مصدر مطلع على مفاوضات اتفاق وقف إطلاق النار التي جرت في العاصمة القطرية الدوحة تفاصيل جديدة ومثيرة عن مجريات مسار التفاوض غير المباشر بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الذي أفضى إلى إعلان اتفاق تبادل في غزة سيبدأ تنفيذه رسميًا ظهر الأحد المقبل.اضافة اعلان

وقال المصدر إن الوفد الإسرائيلي طلب خلال المرحلة الأخيرة من المفاوضات لقاءً مباشرًا مع وفد حركة حماس، لكنها رفضت.

وأضاف أنه على مدى أسابيع في الجولة الأخيرة، ظل الاحتلال يتهرب من تسليم خرائط توضح أماكن الانسحاب والتموضع مع الجداول الزمنية خلال المرحلة الأولى.

كما حاول استنساخ تجربة اتفاق لبنان من زاوية حرية حركة الجيش خلال الاتفاق، ومحاولة التهرب من استحقاقاته.

لكن حماس ظلت وفق ذات المصدر متمسكة باستلام خرائط وأن تكون من ملحقات الاتفاق، والاطلاع عليها وإقرارها قبل التوقيع.

وكادت هذه النقطة تفشل الاتفاق في ظل تعنت إسرائيلي وإصرار وفد حماس.

وفي ظل هذا الموقف من الحركة، أبدى الاحتلال نيته المبيتة للبقاء بعمق 1500 متر داخل القطاع، بما يتداخل مع التجمعات السكانية، واعتمادًا على الخرائط الجديدة للقطاع التي تظهر نسف العديد من التجمعات القريبة من الحدود والتي تقع في هذا العمق المطلوب.

في المقابل، أصر وفد حماس على عمق لا يزيد عن 500 متر (في المرحلة الأولى فقط، والانسحاب الكامل في المرحلة الثانية)، ومع تشبثه بتراجع الاحتلال في الأيام الأخيرة لـ1000 متر، ثم 800 متر، واستقر الاتفاق أخيرًا على 700 متر.

كما تم الاتفاق على الخرائط وفق الوضع الجغرافي والعمراني لقطاع غزة قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وجرى تسليمها فجر أمس الأربعاء.

وذكر المصدر المطلع على سير المفاوضات، أنه منذ استئناف العملية التفاوضية خلال الأيام الأخيرة، حاولت إسرائيل تمرير أسماء 9 من الجنود تحت مسمى “مرضى” لمبادلتهم في المرحلة الأولى من الاتفاق كحالات إنسانية، لكن وفد حماس كان متيقظًا ورفض تسليمهم في هذه المرحلة (الجنود سيتم تسليمهم في المرحلة الثانية وفق تفاهمات).

لاحقًا، أبدت الحركة مرونة لإطلاق سراحهم في المرحلة الأولى، لكن شريطة أن تكون مفاتيح التبادل مختلفة وتناسب وضعهم كجنود. لكن وفد التفاوض الإسرائيلي تعنت وحاول الضغط لتمرير تبادلهم مقابل عدد محدود من الأسرى.

وطرحت الحركة مقابلهم 120 فلسطينيًا محكومين بالمؤبد وألفين من أسرى غزة الذين اعتقلوا بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهو ما لاقى رفضًا إسرائيليًا قاطعًا.

وتحت ضغط الوقت وواشنطن للتوصل إلى اتفاق قبل تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، حاول الوفد الإسرائيلي خفض العدد المطلوب إلى النصف (60 مؤبدًا)، وهو ما رفضته حماس، واستقر الأمر في نهاية المطاف على 110 مؤبدات وألف أسير من غزة، شريطة عدم مشاركتهم في هجوم “طوفان الأقصى”.

على صعيد آخر، كشفت وكالة رويترز ووسائل إعلام إسرائيلية تفاصيل إضافية عن المفاوضات، حيث قالت الوكالة إن اتفاق التبادل ووقف الأعمال القتالية تم التوصل إليه بعد 96 ساعة مكثفة من المفاوضات في الدوحة.

كما نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن مسؤولين أن اجتماعًا متوترًا بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وستيف ويتكوف، مبعوث ترامب، أدى إلى تحقيق تقدم في المفاوضات.

وقال المسؤولون إن “ويتكوف بذل جهودًا للتأثير على نتنياهو في جلسة واحدة أكثر مما فعله (الرئيس الأميركي) جو بايدن في عام”.

كما كشف مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض أن وفدي إسرائيل وحماس كانا في نفس المبنى بالعاصمة القطرية، حيث شغل وفد حماس الطابق الأول، بينما كان الوفد الإسرائيلي في الطابق الثاني.

وقام الوسطاء القطريون والمصريون بدور محوري في نقل المقترحات والردود بين طرفي المفاوضات.

يشار إلى أن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني كان قد أعلن مساء أمس الأربعاء خلال مؤتمر صحفي بالدوحة عن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وقام بعرض بنوده الرئيسية.

وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن إن الاتفاق سيبدأ تنفيذه الأحد المقبل، مضيفًا أنه بعد موافقة جانبي التفاوض يتواصل العمل على استكمال الجوانب التنفيذية.

وأضاف أن قطر ومصر والولايات المتحدة سيعملون على ضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
وجاء الإعلان عن الاتفاق بعد 15 شهرًا من بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي أسفرت حتى الآن عن أكثر من 46 ألف شهيد و110 آلاف مصاب.

الجزيرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *