تم نسخ الرابط
وصف الخبير العسكري المصري اللواء محمد الشهاوي إجراءات الجيش المصري في سيناء بأنها “غير مخالفة” لمعاهد السلام مع إسرائيل أو الملاحق الأمنية المتعلقة بها.
وأكد الخبير العسكري المصري ومستشار كلية القادة الأركان المصرية أن ما تداولته وسائل إعلام عبرية وأمريكية عن مخالفة مصر لاتفاقية السلام والدفع بأعداد كبيرة من الجيش المصري في سيناء “غير صحيح” معتبرا أن الجيش المصري يعمل على تنويع تسليحه وتأمين حدوده في ظل الأوضاع الأمنية المتدهورة على حدود مصر الاستراتيجية، في ظل “الدور الجوهري للقوات المسلحة المصرية”.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية المقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وموقع أكسيوس الأمريكي عن مصادر لهما أن إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة الضغط على مصر بشأن تعزيزاتها العسكرية في شبه جزيرة سيناء، إذ تزعم إسرائيل أن القاهرة تُحشد قواتها هناك في انتهاك لمعاهدة السلام بين البلدين.
ونقل التقرير عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين قولهم إن نتنياهو أثار المسألة مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو خلال زيارته الأخيرة، مشيرا إلى الانتهاكات المزعومة تشمل بناء مدارج للطائرات المقاتلة ومواقع تحت الأرض يبدو أنها مصممة لتخزين الصواريخ.
وقال اللواء “الشهاوي” إنه توجد معاهدة سلام موجودة وقائمة بين مصر وإسرائيل، وأن دفع الجيش المصري بتعزيزاته لسيناء لتأمين حدوده وسط ما يشهده قطاع غزة، وضغط لتهجير الشعب الفلسطيني لا يتعارض مع تلك المحاولة، معتبرا أن الحالة الوحيدة التي يحق لإسرائيل أن تخاف من تلك القوات “إذا فكرت في الإخلال بالمعاهد أو تجاوز الخطوط المصرية الحمراء”.
وأشار الخبير الاستراتيجي المصري أن ما تشهده سيناء من أعمال تطوير أو تحديثات في المطارات أو القواعد الجوية ليس موجودا في اتفاقية السلام أو الملاحق الأمنية المتعلقة بها.
ومعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية الموقعة في 26 مارس 1979 في كامب ديفيد بوساطة أمريكية هي أول معاهدة سلام بين دولة عربية وإسرائيل، وأنهت حالة الحرب بينهما منذ 1948، وتنص المعاهدة التي كانت ضمانا أمريكيا على تقسيم شبه جزيرة سيناء إلى أربع مناطق (A، B، C، D)، مع قيود صارمة على التواجد العسكري المصري: في المنطقة C (الأقرب إلى إسرائيل)، يُسمح بـ4 كتائب مشاة فقط مع أسلحة خفيفة، بينما في المنطقة D (الأقرب إلى السويس) يُسمح بقوات أكبر.
وكشف عن أن السبب الرئيسي لما تروجه وسائل الإعلام الإسرائيلية والأمريكية القريبة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو محاولة الحكومة الإسرائيلية للتشويش على الضغوط الكبيرة التي تتعرض لها في الداخل الإسرائيلي خاصة من أسرى الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس في قطاع غزة.
وأوضح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يسعى لأن يكون هناك دائما حرب وأن يشعر المواطن الإسرائيلي بالخطر الدائم من محيطه، لأنه “يعلم أن انتهاء الحرب بمثابة نهاية لمستقبله السياسي” مفسرا ذلك بأن نتنياهو متهم في جرائم كبرى واستمرار الحرب يعرقل بحثها ومحاكمته فيها.
وفي وقت سابق أصدرت الهيئة العامة للاستعلامات في مصر بياناً بشأن ما تردده بعض المواقع ووسائل الإعلام العالمية، حول تواجد القوات المسلحة المصرية في شبه جزيرة سيناء، مؤكدة أن القوات المتواجدة في سيناء في الأصل تستهدف تأمين الحدود المصرية ضد كل المخاطر، بما فيها العمليات الإرهابية والتهريب.
وأوضحت هيئة الاستعلامات المصرية أن تواجد تلك القوات يأتي في إطار التنسيق المسبق مع أطراف معاهدة السلام، مؤكدة القاهرة حرصها التام على استمرار معاهدة السلام، في ظل أنها على مدار تاريخها لم تخرق معاهدة او اتفاقا.
وعاودت مصر تأكيد رفضها التام توسيع العمليات العسكرية في غزة وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وعلى مساندتها حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وفق حل الدولتين، على أراضي الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
RT