اخبار الأردن

تطبيق DeepSeek الصيني.. وافد جديد يُرعب قطاع الذكاء…

الوكيل الإخباري
أحدث تطبيق الذكاء الاصطناعي الصيني DeepSeek، اضطراباً واسعاً داخل الأوساط التكنولوجية، بعد نجاحه في تصدر قائمة التطبيقات الأكثر تحميلاً على متجر أبل بالولايات المتحدة، خلال أيام قليلة من إطلاقه على أجهزة آيفون.

اضافة اعلان


يأتي ذلك بعد نجاح التطبيق في دخول قائمة التطبيقات الأكثر تحميلاً على متجر “جوجل بلاي” المخصص لهواتف أندرويد، ليصبح منافساً حقيقياً لتطبيقات مثل ChatGPT من شركة OpenAI.

وبالتزامن، تعرضت شركة DeepSeek الصينية الناشئة، أمس الاثنين، لانقطاعات في موقعها على الإنترنت، بعد أن أصبحت أداة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها أعلى تطبيق مجاني تصنيفاً على متجر تطبيقات أبل في الولايات المتحدة.


وتفيد صفحة الشركة بأنها تمكنت من حل المشكلات المتعلقة بواجهة برمجة التطبيقات وعدم قدرة المستخدمين على تسجيل الدخول إلى الموقع، ويعد هذا أطول انقطاع تتعرض له الشركة منذ نحو 90 يوماً.

أطلقت شركة DeepSeek نموذج DeepSeek V3 الذكي، والذي أثبت تفوقاً كبيراً في منافسة العديد من النماذج الأخرى في مجالات مثل كتابة الأكواد البرمجية وإنشاء النصوص.

التطبيق الذكي، الذي يتميز بأنه مجاني، يقدم نماذج ذكاء اصطناعي تضاهي تلك التي تقدمها المنصات الأميركية العملاقة مثل OpenAI وMeta، والتي تُكلف المستخدمين اشتراكات شهرية تصل إلى 200 دولار.


طفرة تقنية


من ناحية تقنية، كشفت الشركة الصينية DeepSeek والتي تحمل نفس اسم التطبيق، عن أساليب تدريب جديدة لنماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، وخاصة النموذج “R1″، الذي يُعد منافساً مباشراً للنموذج “O1” المطور من شركة OpenAI.


تعتمد هذه الأساليب على تقنيات لا تحتاج إلى قوة معالجة حاسوبية ضخمة، مما ساهم في تقليل تكلفة تدريب النماذج إلى حوالي 5.6 مليون دولار، وهو ما يمثل نسبة 3% فقط من التكلفة التي تتحملها OpenAI، والتي تنفق مئات الملايين من الدولارات لتطوير نماذجها الذكية.


والنجاح السريع للمنصة الصينية لم يمر دون تأثيرات على السوق، فقد شهدت أسهم الشركات التي تقدم الإمكانات التقنية المعتمدة في تطوير DeepSeek ارتفاعاً جماعياً ملحوظاً، بينما تراجع أداء الشركات المصنعة للرقائق، وفي مقدمتها شركة “Nvidia”.


وأصبحت “إنفيديا”، الشركة الأغلى في العالم بفضل الطلب غير المسبوق على بطاقاتها لمعالجة الرسوميات، والتي تُستخدم كبنية تحتية أساسية للقوة الحاسوبية المطلوبة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي التي تقدمها شركات عملاقة مثل Meta، وGoogle، وOpenAI.

أثار الانتشار السريع لاستخدام نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني “ديب سيك” (DeepSeek) بعد إطلاقه في أوائل الشهر الجاري هزة في أسهم شركات التكنولوجيا العالمية.


أثار نموذج R1 المتطور شكوكاً بشأن التقييمات العالية للشركات مثل “إنفيديا”، التي قادت طفرة أسهم الذكاء الاصطناعي العالمية بفضل رقائقها التي تُعتبر أساسية لهذه التكنولوجيا، وتراجعت أسهم “إنفيديا” لأكثر من 13% أمس الاثنين.


إعادة تشكيل السوق


النجاح الذي حققه DeepSeek يؤكد أن الصين أصبحت منافساً قوياً في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ تجمع بين الكفاءة الهندسية، والتكاليف المنخفضة لتطوير نماذج ذكية ذات أداء عالٍ.


هذا النجاح يشير أيضاً إلى إمكانية إعادة تقييم الشركات الكبرى لسياسات الإنفاق، والاستثمار الضخمة في مجال الذكاء الاصطناعي، وهو ما قد يعيد تشكيل خارطة المنافسة في السنوات المقبلة.


ويتميز التطبيق بأنه فعال للغاية في حل المشكلات المعقدة، خصوصاً في مجالات مثل الرياضيات وبرمجة الأكواد.


وأشاد خبراء بارزون بالنموذج، مثل ديميتريس بابايليوبولوس، الباحث في مختبر “AI Frontiers” التابع لشركة مايكروسوفت، الذي وصف النموذج بأنه “مبني على بساطة هندسية مذهلة”.


وأوضح بابايليوبولوس أن DeepSeek ركز على تقديم إجابات دقيقة بدلاً من توضيح كل خطوة منطقية، مما ساعده على تقليل وقت الحوسبة مع الحفاظ على كفاءة عالية.


الابتكار يكسر القيود


العقوبات الأميركية لم تُضعف الشركة، بل دفعتها للابتكار، إذ أشار مؤسس DeepSeek، ليانج وينفنج، في مقابلة مع وسائل إعلام صينية إلى أن الشركات في بكين غالباً ما تواجه فجوات في الكفاءة مقارنةً بنظيراتها الغربية؛ فالصينيون يستهلكون ضعف الموارد لتحقيق نفس النتائج بسبب فجوات في تقنيات الهندسة وكفاءة البيانات.


وتحظر العقوبات الأميركية تصدير رقائق إنفيديا الرائدة إلى الشركات الصينية، وتسمح فقط ببيع رقائق أقل من حيث الإمكانيات بفارق واضح في الأداء، ومع ذلك، عملت DeepSeek على سد هذه الفجوة عبر تقنيات جديدة تقلل من استهلاك الطاقة، وتعزز كفاءة العمليات الحسابية.


ووفقاً لتقرير صادر عن الأكاديمية الصينية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فإن الصين باتت مسؤولة عن 36% من نماذج الذكاء الاصطناعي العالمية، مما يجعلها ثاني أكبر مساهم بعد الولايات المتحدة، وهذه النماذج تشمل مجموعة متنوعة من التطبيقات مثل البرمجة والرياضيات.


وقال ليانج: “لقد حولنا قيود الموارد إلى فرص للابتكار، وفريقنا يعشق تحدي العقبات وتحويلها إلى نجاحات ملموسة”.


ثقافة المصادر المفتوحة


تبنت DeepSeek ثقافة المصادر المفتوحة، مما أتاح لها جذب المزيد من الاهتمام العالمي، وأطلقت الشركة ست نسخ مصغرة من نموذج R1، يمكن تشغيلها على الحواسيب المحمولة.


وأثارت النماذج إعجاب المجتمع التقني، إذ تفوقت إحداها على نسخة “o1mini” من OpenAI في بعض المؤشرات.


وتظهر مثل هذه المبادرات التزام الشركة بتقديم تقنيات متاحة وفعالة للجميع، خاصة في المناطق التي تعاني من نقص الموارد.


من الواضح أن نهج الصين في مواجهة العقوبات الأميركية يتمثل في التركيز على الابتكار والكفاءة، ونجاح DeepSeek يعكس كيف يمكن للشركات الصغيرة أن تنافس الشركات العملاقة من خلال استراتيجيات مدروسة واستغلال ذكي للموارد.


ومع استمرار تطور الصناعة، يُتوقع أن تلعب الشركات الصينية دوراً أكبر في تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي، فيما تتعهد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن تكون واشنطن في صدارة رواده، خاصة مع إطلاقها لمبادرة “ستار جيت” بميزانية تقدر بحوالي 500 مليار دولار.


ميتا تواجه التحدي


من جانبها، حاولت ميتا، والتي تُعتبر أحد رواد سوق نماذج الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر، مواكبة النجاح السريع لشركة DeepSeek، إذ شكلت الشركة أربع “غرف حرب”، تتخصص اثنتان منها بالتعرف على حقيقة التكلفة التي تحملتها الشركة الصينية لتدريب نموذجها الرائد، إلى جانب غرفة موجهة لاكتشاف طبيعة البيانات التي تم تدريب هذا النموذج عليها ليقدم هذا الأداء المبهر، وفقاً لتقرير موقع The Information.


وأشار تقرير الموقع الإخباري إلى أن ماثيو أولدمان، مدير ميتا للبنية التحتية الخاصة بنماذج الذكاء الاصطناعي، أوضح لعدد من موظفي الشركة أن نموذج الذكاء الاصطناعي الرائد القادم من ميتا لن يتمكن من مضاهاة الأداء المميز للنموذج الصيني، مما سيضع الشركة الأميركية في موقف حرج.

 

الشرق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *