وأعرب جلالته، في كلمة ألقاها في المؤتمر الدولي حول التسوية السلمية وتنفيذ حل الدولتين في نيويورك، بحضور سمو الأمير الحسين بن عبد ﷲ الثاني ولي العهد، عن شكره للدول التي اعترفت بدولة فلسطين.
وتابع جلالة الملك: “الآن، علينا العمل على وقف جميع الإجراءات التي تقوض حل الدولتين. يجب أن نضمن أن يكون اليوم خطوة في جهد متواصل لتحقيقه”.
وشدد جلالته، خلال المؤتمر الذي عقد بمقر الأمم المتحدة بتنظيم مشترك من المملكة العربية السعودية وفرنسا، على أن التزام العديد من الدول اليوم لتحقيق مستقبل من السلام، يمثل بداية العملية الطويلة والصعبة والجوهرية لتحقيقه.
وتالياً النص الكامل لكلمة جلالة الملك:
“بسم ﷲ الرحمن الرحيم
أصحاب الفخامة،
أصدقائي،
أشكر فرنسا والمملكة العربية السعودية على عقد هذا الاجتماع المهم.
نجتمع هنا في الأمم المتحدة، حيث لكل بلد ولكل شعب الحق بأن يكون له صوت مسموع. نجتمع لنرفع أصواتنا من أجل السلام والعدالة، من أجل السبيل الوحيد لضمان الأمن في الشرق الأوسط والعالم: حل الدولتين.
يصادف هذا العام الذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة. ومنذ ذلك الحين، تجتمع بلداننا كل عام تقريباً في هذه القاعات للتنديد بالظلم والعنف الناجمين عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والسعي لإيجاد حلول.
والآن، منذ ما يقارب عامين ونحن نشهد مستوى مروعاً من سفك الدماء والدمار في غزة. وهذا يمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية وقيم إنسانيتنا المشتركة، ويهدد أسس تحقيق السلام في المستقبل.
يجب أن تنتهي الحرب على غزة. ويجب أن تتدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق.
ويجب أن تنتهي جميع الإجراءات الأحادية غير القانونية في الضفة الغربية والعنف الذي يرتكبه المستوطنون.
أمامنا خيار واضح، إما أن نواصل السير على درب الحرب والصراع المظلم والدموي، أو أن نسلك طريق السلام، على أساس حل الدولتين.
واليوم، يخطو العالم خطوة مهمة على الطريق لتحقيق السلام العادل والدائم.
هذا الإجماع العالمي لدعم حل الدولتين يبعث برسالة واضحة: يجب أن ينتهي الصراع، وحل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والدائم الذي يلبي حقوق جميع شعوبنا.
نشكر جميع الدول التي اعترفت بدولة فلسطين. والآن، علينا العمل على وقف جميع الإجراءات التي تقوض حل الدولتين. يجب أن نضمن أن يكون اليوم خطوة في جهد متواصل لتحقيقه.
بينما نعمل على إنهاء الحرب على غزة، علينا أيضاً بذل كل ما في وسعنا لاستعادة الأمل. إن التزام العديد من الدول اليوم لتحقيق مستقبل من السلام، يمثل بداية هذه العملية الطويلة والصعبة وأيضاً الجوهرية للعمل من أجله.
شكراً لكم.”
وشهد المؤتمر مشاركة دولية واسعة، لبحث سبل تنفيذ إعلان نيويورك الذي أقر في أيلول الحالي، بهدف وضع خارطة طريق تقود إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة، وفقاً لحل الدولتين.
وأعلنت فرنسا وعدد من الدول اعترافها الرسمي بالدولة الفلسطينية خلال المؤتمر.
وكانت قد اعترفت أستراليا والمملكة المتحدة وكندا والبرتغال بالدولة الفلسطينية أمس الأحد.